الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

لن يثقوا بأمريكا.. تصريحات ترامب تخلق شعور "الخذلان" لدى الكنديين

  • مشاركة :
post-title
صورة تعبيرية

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

بينما تواصل كندا مواجهة التهديدات الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب، والتي شملت فرض تعريفات جمركية على المنتجات الكندية وتهديدات بجعل كندا الولاية الـ 51 للولايات المتحدة، بدا واضحًا أن العلاقة الاستراتيجية طويلة الأمد بين البلدين، التي استمرت لعقود، باتت على المحك.

وبالنسبة للكنديين، هذا ليس مجرد تصعيد اقتصادي أو سياسي، بل شعور عميق بالخيانة من حليف لطالما شاركوها المصالح الجغرافية والثقافية.

التخلي عن الحليف

منذ أن أعلن ترامب عن حرب تجارية ضد كندا، وجعل تهديداته بفرض تعريفات جمركية بنسبة 25% على السلع الكندية في مقدمة خطاباته، بدأ الكنديون يشعرون بخيبة أمل عميقة.

ولعل تصريحات ترامب الأخيرة حول ضم كندا إلى الولايات المتحدة، وجعلها الولاية الـ 51، صدم العديد من المواطنين الكنديين، الذين يعتبرون هذه التصريحات إهانة لسيادتهم، بحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.

وفي هذا السياق، قال أستاذ التاريخ والعلاقات الدولية في جامعة تورونتو، روبرت باثويل، "الأضرار ستكون طويلة الأمد. لن يُوثَق بالأمريكيين بعد الآن. حديث الولاية الـ51 هو مجرد ازدراء. يعاملون كندا وكأننا غير موجودين".

وتقول "أسوشيتد برس"، إن هذه المشاعر تراوحت بين الاستياء والغضب، حيث عبَّر العديد من الكنديين عن مشاعرهم في محافل مختلفة، حتى مشجعي الهوكي الكنديين، الذين كانوا معروفين بعلاقتهم الودية مع الجماهير الأمريكية، بدأوا يطلقون صيحات الاستهجان خلال النشيد الوطني الأمريكي في المباريات الأخيرة، وهو ما يعكس بشكل جلي عمق الخيبة التي يشعرون بها.

ترامب وترودو
استياء شعبي يتصاعد

الأمر لا يقتصر على الرياضة فقط، بل امتد إلى نقاشات يومية في المجتمع الكندي والمواقف السياسية تتصاعد، ففي خطاب وجهه رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، قال: "لقد كنا دائمًا هناك، نقف معكم، نشارككم أحزانكم، أيها الشعب الأمريكي".

وفي كلماته، حاول ترودو تذكير الأمريكيين بتضحيات الجنود الكنديين في أفغانستان ومشاركتهم في دعم الولايات المتحدة في أوقات الأزمات الكبرى مثل حرائق الغابات في كاليفورنيا وإعصار كاترينا، إلا أن هذه الدعوات لم تلقَ صدى إيجابيًا في الشارع الكندي، حيث يعتقد البعض أن تصريحات ترامب تهدد علاقة الحليفين التقليديين بشكل غير مسبوق.

وكما يقول دانييل بيلاند، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ماكجيل في مونتريال: "ما يفعله ترامب الآن غير مسبوق وله تأثير كبير على العلاقة. إنه يقوض ثقة الكنديين تجاه الولايات المتحدة بطريقة تجعل من الصعب إصلاح العلاقة".

ماذا يقول الشارع الكندي؟

تُظهر ردود الفعل في كندا أن هذه الأزمة يمكن أن تؤدي إلى تحول جذري في العادات الاستهلاكية والسياحية. فقد بدأ الكنديون بتداول قوائم للمنتجات الكندية التي يمكن شراؤها بدلًا من المنتجات الأمريكية، بل أن بعضهم ألغى خطط السفر إلى الولايات المتحدة، في حين أظهرت بيانات جمعية السفر الأمريكية أن كندا هي المصدر الأول للزوار الدوليين إلى الولايات المتحدة، حيث سافر نحو 20.4 مليون كندي العام الماضي.

الكنديون لم يقتصروا فقط على التعبير عن مشاعرهم عبر الاستهلاك، فقد تساءل العديد منهم عن سبب تجاهل الإدارة الأمريكية لمساهمات كندا في الأمن والدفاع الدولي. 

وفي هذا السياق، قال دوج فورد، رئيس وزراء مقاطعة أونتاريو: "هل يريد أن يهاجمنا؟"، معبرًا عن شعوره بالخذلان.

وأضاف: "لم أسمع حتى الآن أي مواطن أمريكي يقول إن كندا هي المشكلة".