أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الجمعة، توسيع حربه التجارية العالمية بشكل كبير، بفرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك والصين، دخلت حيز التنفيذ اليوم السبت، وأعلن كذلك عن خطط لفرض ضرائب إضافية على الواردات من السلع الأوروبية وأشباه الموصلات والأدوية والصلب والألمنيوم والنحاس والنفط والغاز.
وأكدت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفات، أن الرئيس سيفرض تعريفات جمركية بنسبة 25% على البضائع من كندا والمكسيك و10% على المنتجات من الصين.
واشترى الأمريكيون، العام الماضي، ما قيمته نحو 1.3 تريليون دولار من البضائع من تلك الدول الثلاث، بحسب مكتب الإحصاء الأمريكي.
وحسب صحيفة" واشنطن بوست" الأمريكية، من المتوقع أن تؤدي الضرائب الجديدة إلى إرباك الاقتصاد في أمريكا الشمالية، إذ قد تؤدي إلى إعادة اشتعال التضخم في الولايات المتحدة، واحتمال الركود في كندا، وتفاقم التباطؤ في المكسيك.
وتظهر بيانات حكومية أن المكسيك وكندا تشكلان اثنين من أكبر ثلاثة شركاء تجاريين للولايات المتحدة، وفق ما ذكرت شبكة" أيه بي سي نيوز" الأمريكية.
وتمثل المكسيك وكندا 70% من واردات الولايات المتحدة من النفط الخام، والتي تشكل مدخلات رئيسية لإمدادات البنزين في البلاد، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
ونقلت الشبكة عن الخبراء، إن فرض رسوم جمركية بهذا الحجم من المرجح أن يؤدي إلى زيادة الأسعار التي يدفعها المتسوقون في الولايات المتحدة، لأن المستوردين عادة ما يتحملون حصة من تكلفة تلك الضرائب المرتفعة للمستهلكين.
وقال الخبراء، إن البنزين الذي ينشأ في صورة خام كندي يصل إلى العملاء في منطقة الغرب الأوسط العليا وكذلك بعض المناطق على طول الساحلين الشرقي والغربي للولايات المتحدة، سوف ترتفع أسعاره بما يتراوح بين 40 و70 سنتًا للجالون.
وأضاف الخبراء أن الزيادة في الأسعار المرتبطة بالتعريفات قد تتحد مع زيادة موسمية في الأسعار من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في غضون أسابيع، لأن الطلب على الغاز ينمو عادة مع انتعاش السفر في طقس الربيع الدافئ.
وأوضح الخبراء أن تأثير الأسعار الموسمي هذا قد يضيف 30 سنتًا أخرى للجالون، مما يرفع إجمالي الزيادة في أسعار البنزين إلى دولار واحد إذا ظلت التعريفات الجمركية قائمة مع بداية الربيع.
وأظهرت بيانات وزارة الزراعة الأمريكية أن الولايات المتحدة استوردت سلعًا زراعية بقيمة 38.5 مليار دولار من المكسيك في عام 2023، ما يجعلها أكبر متلقٍ لمثل هذه المنتجات، وتشمل هذه الواردات فواكه وخضروات طازجة بقيمة تزيد على 3 مليارات دولار.
وقال الخبراء إن شركات صناعة السيارات والمستهلكين يعتمدون على العلاقات العميقة بين صناعة السيارات وكندا والمكسيك، ما يجعل الرسوم الجمركية تهديدًا للأسعار.
وتعد المكسيك وكندا أكبر شريكين تجاريين للولايات المتحدة في كل من المركبات الآلية الجاهزة وأجزاء السيارات، وفقًا لتحليل معهد كاتو للبيانات الصادرة عن لجنة التجارة الدولية الأمريكية.
في عام 2023، بلغت قيمة واردات السيارات الأمريكية من كندا والمكسيك نحو 120 مليار دولار، وهو ما يمثل نحو 47% من إجمالي هذه المركبات المستوردة في ذلك العام.
وأظهر تحليل معهد "كاتو" أن كندا والمكسيك شكلتا نفس الحصة تقريبًا من واردات قطع غيار السيارات في ذلك العام.
وتزود المكسيك أمريكا بنحو نصف وارداتها من الفاكهة وثلثي وارداتها من الخضراوات، كما تعد المورد الأول للأجهزة الطبية للمستشفيات الأمريكية ومكاتب الأطباء، من القفازات الجراحية إلى المشارط.