الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

حرب ترامب الاقتصادية.. رسوم جمركية قاسية على كندا والمكسيك والصين

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن فرض رسوم جمركية غير مسبوقة على واردات بلاده من كندا والمكسيك والصين، في أول قرارات اقتصادية كبرى منذ عودته إلى البيت الأبيض. 

تفاصيل القرار

في تفاصيل القرار الذي هزّ الأسواق العالمية، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، تفاصيل القرار الذي سيدخل حيز التنفيذ مطلع فبراير الجاري. إذ كشفت عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع الواردات القادمة من كندا والمكسيك، في حين ستخضع المنتجات الصينية لرسوم بنسبة 10%.
وفي تطور لافت، كشف ترامب خلال تصريحات له من المكتب البيضاوي عن خطط لمعاملة خاصة للنفط الكندي، حيث من المتوقع أن يخضع لرسوم مخفضة تبلغ 10% فقط، مع الإشارة إلى أن الإدارة تعتزم فرض رسوم إضافية متعلقة بقطاع النفط والغاز في منتصف فبراير.
ونقلت الجارديان البريطانية، عن مصادر مطلعة، أن إدارة ترامب تدرس توسيع نطاق الرسوم الجمركية ليشمل قطاعات حيوية أخرى، بما في ذلك صناعات الأدوية والصلب والألمنيوم والنحاس ورقائق الكمبيوتر والصناعات المرتبطة بها.
كما أشارت المصادر إلى أن الإدارة الأمريكية تدرس خططًا لفرض رسوم مماثلة على الاتحاد الأوروبي في المستقبل القريب.

ردود دولية

أثار القرار الأمريكي موجة من ردود الفعل الدولية الغاضبة، حيث أعلنت كندا، الحليف التاريخي للولايات المتحدة، عن نيتها الرد "بقوة ولكن بعقلانية" على هذه الإجراءات.
واقترحت كريستيا فريلاند، وزيرة المالية الكندية السابقة والمرشحة لخلافة ترودو، فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على سيارات تسلا والمشروبات الكحولية الأمريكية، في محاولة واضحة للضغط على إيلون ماسك، أحد أبرز حلفاء ترامب.
وفي المكسيك، أعلنت الرئيسة كلاوديا شينباوم عن خطط بديلة متعددة للتعامل مع القرار الأمريكي، مؤكدة أن بلادها مستعدة لجميع السيناريوهات المحتملة.
أما الصين، فقد أكدت أنها ستدافع "بحزم" عن مصالحها، ما يشير إلى احتمال تصاعد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.

تداعيات اقتصادية

يحذر خبراء اقتصاديون من أن هذه الرسوم الجمركية قد تؤدي إلى ارتفاع كبير في الأسعار بالنسبة للمستهلكين الأمريكيين، ما يتناقض مع وعود ترامب بخفض الأسعار.
وأظهرت الأسواق المالية قلقها الواضح من هذه التطورات، حيث سجل مؤشر داو جونز الصناعي انخفاضًا بنسبة 0.75% في نيويورك عقب الإعلان عن القرار.
وكشفت الجارديان أن مؤسسة الضرائب المحافظة قدرت حجم الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب خلال فترة رئاسته الأولى بنحو 80 مليار دولار على منتجات تقدر قيمتها بحوالي 380 مليار دولار، واصفة إياها بأنها "واحدة من أكبر الزيادات الضريبية منذ عقود"، ويتوقع المحللون أن تتجاوز الرسوم الجديدة هذه الأرقام بشكل كبير.

آلية التنفيذ

كشفت المصادر للصحيفة أن إدارة ترامب تعمل على إنشاء "خدمة إيرادات خارجية"، خاصة لتحصيل الرسوم الجمركية، في خطوة تعكس نيتها لتطبيق سياسة حمائية طويلة المدى.
وأوضحت الجارديان أن المستوردين الأمريكيين أو وسطاءهم الجمركيين سيكونون مسؤولين عن تقديم ملخص دخول للبضائع القادمة إلى الولايات المتحدة، مع تفاصيل عن شحناتهم وقيمتها ومصدرها.
وفي تطور لافت، يدرس مسؤولو إدارة ترامب خيارات قانونية مختلفة لتسريع تنفيذ هذه الرسوم، بما في ذلك إمكانية إعلان حالة طوارئ اقتصادية، متجاوزين بذلك الإجراءات التقليدية التي تتطلب 270 يومًا من التحقيقات القانونية.

أهداف استراتيجية

يأتي هذا القرار في إطار استراتيجية ترامب الشاملة لإعادة هيكلة العلاقات التجارية للولايات المتحدة مع العالم.
وأكد في خطابه بعد تنصيبه أن هدفه هو "فرض رسوم وضرائب على الدول الأجنبية لإثراء مواطنينا"، بدلًا من "فرض ضرائب على مواطنينا لإثراء دول أخرى"، كما ربط ترامب هذه الإجراءات بقضايا الهجرة وتهريب المخدرات، مُطالبًا جيرانه بالقيام بالمزيد لوقف تدفق "المهاجرين غير الشرعيين" والمخدرات الخطرة مثل الفنتانيل إلى الولايات المتحدة.