الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

رسائل ترامب في خطاب التنصيب

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - د. مبارك أحمد

عقب أداء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لليمين الدستورية في 20 يناير 2025 لولاية رئاسية ثانية لمدة أربع سنوات، جاء خطاب التنصيب ليحمل العديد من الرسائل سواء على مستوى الداخل الأمريكي، وتحديد أولوياته أو على مستوى رسم ملامح السياسة الخارجية، التي جاءت من منطلق رئيسي يقوم على مبدأ "أمريكا أولًا".

رسائل متنوعة

حمل خطاب الرئيس دونالد ترامب خلال حفل تنصيبه العديد من الرسائل، التي يمكن الإشارة إلى أهمها على النحو التالي:

(&) بدء العصر الذهبي: وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم تنصيبه بيوم التحرير، وأنه يعود للرئاسة واثقًا ومتفائلًا، وأن هناك موجة من التغيير تجتاح البلاد، وأشعة الشمس تتدفق على العالم بأسره، ولدى أمريكا فرصة كما لم تحدث من قبل، قائلًا: "من اليوم فصاعدًا، ستكون الولايات المتحدة أمة حرة وذات سيادة مستقلة، سنقف بشجاعة وسنعيش بفخر، وسنحلم بجرأة، ولن يقف في طريقنا شيء، لأننا أمريكيون والمستقبل لنا وعصرنا الذهبي بدأ الآن".

(&) أزمة ثقة: أكد ترامب أن الحكومة الأمريكية تواجه أزمة ثقة، خاصة أنها في الفترة السابقة، وفقًا لتقديراته، لم تتمكن من حل بعض الأزمات البسيطة، مضيفًا أن هذه الحكومة قدمت تمويلًا غير محدود للدفاع عن حدود دول أجنبية لكنها ترفض الدفاع عن الحدود الأمريكية أو الأهم من ذلك عن شعبها نفسه.

(&) ضعف تقديم الخدمات الأساسية: أشار ترامب إلى أن بلاده لم تعد قادرة على تقديم الخدمات الأساسية في أوقات الطوارئ، ونوّه إلى ما حدث أخيرًا في لوس أنجلوس ومشاهد الحرائق التي لا تزال مشتعلة بشكل مأساوى منذ أسابيع دون أي وسيلة للدفاع والتهامها للمنازل والمجتمعات، حتى إنها أثّرت على الأفراد الأكثر ثراءً ونفوذًا في البلاد ومنهم مَن لم يعد لديه منزل، كما أضاف ترامب أن النظام الصحى لا يقدم خدماته في أوقات الكوارث، ورغم ذلك فإن الأموال التي يتم إنفاقها عليه تفوق ما تنفقه أي دولة أخرى في العالم، كما أكد أن النظام التعليمي يعلم الأطفال بأن يخجلوا من أنفسهم، وفي كثير من الحالات يكرهون البلاد، وهي الأمور التي اعتبرها ستتغير.

(&) توحيد الأمة الأمريكية: اعتبر ترامب أن الانتخابات الرئاسية الأخيرة تعد أعظم وأهم انتخابات في تاريخ البلاد، جعلت الأمة تتوحد بسرعة خلف أجندته بعد الدعم الذي حصل عليه من كافة فئات المجتمع منهم: الشباب وكبار السن، الرجال والنساء، الأمريكيين من أصول إفريقية والأمريكيين من أصول إسبانية والأمريكيين من أصول آسيوية، وسكان المناطق الحضرية والريفية والضواحي، كما أشاد ترامب بفوزه القوي في جميع الولايات السبع المتأرجحة، والفوز بالتصويت الشعبي بفارق ملايين الأصوات.

(&) الهجرة وضبط الحدود: أشار ترامب إلى أنه سيعلن حالة الطوارئ الوطنية على الحدود الجنوبية، وسيتم وقف جميع عمليات الدخول غير القانونية، والبدء في عملية إعادة الملايين من المهاجرين غير الشرعيين. وسيعود ترامب بذلك لسياسات الهجرة المتشددة التي سبق أن أعلنها خلال ولايته الأولى واعتبار عصابات المخدرات كمنظمات إرهابية أجنبية وذلك للقضاء على ما يسميه العصابات والمجرمين الأجانب، قائلًا: "وبصفتي القائد الأعلى ليس لدى مسؤولية أعلى من الدفاع عن بلادنا من التهديدات والانتهاكات"، وأضاف أنه سينهي "الإجراءات المتبعة الخاصة بإطلاق سراح المهاجرين في الولايات المتحدة ومتابعة اللجوء والمعروفة باسم القبض والإفراج، كما سأوجه الحكومة باستخدام كامل القوة الهائلة لجهات إنفاذ القانون الفيدرالية والولائية من أجل القضاء على وجود جميع العصابات الأجنبية والشبكات الإجرامية التي تجلب الجرائم المدمرة إلى الأراضي الأمريكية، بما في ذلك المدن والمناطق الداخلية".

(&) قناة بنما: تطرق ترامب في خطابه لقناة بنما قائلًا إنها مُنحت لدولة بنما بعد أن أنفقت الولايات المتحدة أموالًا أكثر من أي وقت مضى على مشروع من قبل، وخسرت حياة 38 ألف أمريكي في بناء القناة، وأضاف: "ومع ذلك تدير الصين قناة بنما، لم نمنحها للصين، لقد أعطيناها لبنما، ونحن نستعيدها، فالسفن الأمريكية تُفرض عليها تكاليف باهظة، ولا يتم التعامل معها بشكل عادل".

(&) وقف الحروب: تحدث ترامب بشكل موجز عن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس قائلًا: "المحتجزون في غزة يعودون إلى ديارهم وعائلاتهم"، مضيفًا: "كما حدث في عام 2017 سنبني مرة أخرى أقوى جيش في العالم، ولن نقيس نجاحنا من خلال المعارك التي نفوز بها فحسب، بل وأيضًا بالحروب التي ننهيها، وربما الأهم من ذلك، الحروب التي لن نشارك فيها أبدًا"، معتبرًا أعظم إرث سيتركه كونه صانع سلام وموحد.

مجمل القول جاء خطاب تنصيب ترامب ليوجه العديد من الرسائل للداخل والخارج كان النصيب الأكبر من تلك الرسائل للداخل الأمريكي الذي يعتقد ترامب بأنه يعاني من تشرذم وانقسام كان له تأثيره المباشر على تراجع قدرات القوة الشاملة الأمريكية كقطب مهيمن على التفاعلات الدولية، لذلك جعل من عودة الحلم الأمريكي مجددًا عنصرًا داعمًا لاستعادة مجد الأمة الأمريكية، وهو ما وضع له شروط بأن تعود الولايات المتحدة إلى اعتبار نفسها أمة نامية تزيد من ثروتها، وتبني مدنها، وترفع من توقعاتها، وذلك بإرسال رواد فضاء أمريكيين لغرس العلم الأمريكي على كوكب المريخ، وأن الطموح هو شريان الحياة لأى أمة.