من المحتمل أن تمثل وعود دونالد ترامب الانتخابية أولوية لقراراته في أول أيام فترته الرئاسية الثانية. فبعد فوزه في الانتخابات وعودته اليوم، إلى البيت الأبيض، فإن وعود ترامب الانتخابية ستكون جزءًا أساسيًا من برنامجه التنفيذي، وسيحرص على البدء في تنفيذها، خاصة أنها تشكل الداعم الرئيسي لاستمرار شعبيته وناخبيه. ورغم اتفاق أغلب المحللين السياسيين على صعوبة التنبؤ بقرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي قد يبدأ بها في اليوم التالي لتنصيبه. لكن من المحتمل أن تكون أولوياته في أول يوم له من ولايته الثانية في البيت الأبيض مشابهة لتوجهاته في فترات رئاسته السابقة، على الرغم من أن أولوياته قد تتأثر بالسياق السياسي والاقتصادي في تلك اللحظة الراهنة.
في هذا السياق، تُثار العديد من التساؤلات مثل: ما أولويات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، في أول يوم له في البيت الأبيض، 20 يناير 2025 بصفة عامة؟ وكيف يمكن ترتيب هذه الأولويات؟ وما القرارات ذات الأولوية في أول يوم له بالبيت الأول بعد إعادة انتخابه بشأن الدول المجاورة لأمريكا؟
المحتمل في اليوم التالي لتنصيب ترامب:
يمكن ترتيب أولويات وقرارات ترامب في أول يوم له في البيت الأبيض، 20 يناير 2025، كما يلي:
(*) التركيز على الهجرة والأمن الوطني والسياسات الداخلية: قد يوجه ترامب اهتمامًا خاصًا بإجراءات تعزيز الأمن الداخلي وتوسيع القدرات العسكرية الأمريكية. فقد يتم إصدار أوامر تنفيذية من جانب ترامب لتعزيز سياسات الهجرة وتقليص تدفق المهاجرين غير الشرعيين. من المتوقع أن يُصدر ترامب أوامر تنفيذية تهدف إلى تشديد الرقابة على الحدود، بناء على وعوده بتقليل الهجرة غير الشرعية وتوسيع الجدار الحدودي مع المكسيك.
(*) دعم الاقتصاد وخلق الوظائف: قد يسعى ترامب إلى إطلاق مبادرات لدعم الاقتصاد، مثل خفض الضرائب على الشركات والأفراد، وتنفيذ سياسات تشجيع الاستثمار وخلق فرص العمل. وقد يسعى إلى تسريع برامج خلق الوظائف، خصوصًا في القطاعات الصناعية مثل الطاقة والبنية التحتية.
(*) التوجهات التجارية والسياسات الخارجية: قد يعلن ترامب تغييرات في سياسة التجارة، بما في ذلك فرض أو تعزيز الرسوم الجمركية على بعض البلدان مثل الصين. ومن الممكن أن يعيد التفكير في الاتفاقات التجارية الدولية مثل NAFTA أو الاتفاقات الثنائية مع دول معينة.
(*) تغيير السياسات البيئية لإدارة بايدن: قد يقوم بتعديل أو إلغاء العديد من القوانين البيئية التي فرضتها الإدارة السابقة، وهو ما يعكس توجهاته نحو تعزيز الصناعة والطاقة.
(*) تقليص حجم الحكومة الفيدرالية: من المحتمل أن يواصل ترامب تقليص حجم الحكومة الفيدرالية كما فعل في فترة رئاسته الأولى، خاصة فيما يتعلق بالمنظمات الحكومية التي يرى أنها تضر بالاقتصاد أو تنتهك حرية الشركات. وقد يسعى لتطبيق سياسات تهدف إلى مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية في الحكومة الفيدرالية.
في المجمل، تظل الأولويات السابقة محتملة بناء على توجهات ترامب السابقة، ويمكن أن يصدر بشأنها قرارات تنفيذية من جانبه، لكن الظروف السياسية والاجتماعية في عام 2025 قد تدفعه إلى اتخاذ قرارات جديدة تتناسب مع الوضع الراهن.
قرارات ذات أولوية جغرافية لترامب؟
من المتوقع أن تكون القرارات المتعلقة بالدول المجاورة لأمريكا "المكسيك وكندا" ذات أولوية في أول يوم لترامب بالبيت الأبيض، واستنادًا إلى مواقفه السابقة في فترته الرئاسية الأولى، يمكن توقع القرارات التالية بشأن هذه الدول:
(*) ضبط السياسة الحدودية مع المكسيك: كان بناء الجدار على الحدود الأمريكية المكسيكية من أبرز وعود ترامب في فترته الرئاسية الأولى، ومن المحتمل أن يُعطي هذا الملف أولوية مرة أخرى. وقد يصدر أوامر تنفيذية لاستكمال بناء الجدار الحدودي أو تكثيف الإجراءات الأمنية على الحدود لوقف الهجرة غير الشرعية. ومن من المحتمل أن يضع ترامب خطة لتعزيز التعاون مع المكسيك في محاربة عصابات المخدرات والجرائم عبر الحدود، ما يتضمن زيادة الدعم لقوات الأمن المكسيكية.
(*) إعادة التفاوض على اتفاقيات التجارة مع كندا والمكسيك: حال شعر ترامب بأن الاتفاقيات القائمة لا تخدم مصالح الولايات المتحدة بما فيه الكفاية، من المحتمل أن يسعى إلى إعادة التفاوض على بعض البنود أو تعديل اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا "USMCA"، التي تم استبدال اتفاقية نافتا بها. وقد يعيد ترامب فرض أو تعزيز الرسوم الجمركية على السلع الواردة من المكسيك أو كندا. فمن شأن استمرار تركيز ترامب على مفهوم "أمريكا أولًا" قد يعني اتخاذ قرارات تهدف إلى تقليل الفائض التجاري مع الدول المجاورة.
(*) تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي مع كندا: قد يعمل ترامب في أيامه الأولى بالبيت الأبيض على تعزيز التعاون الاستخباراتي بين الولايات المتحدة وكندا، لمكافحة التهديدات الإرهابية والجريمة المنظمة. وفي ظل التحديات الحديثة في الأمن السيبراني قد يسعى ترامب إلى تعزيز التعاون مع كندا في هذا المجال.
في النهاية؛ يمكن القول إن وعود ترامب الانتخابية ستصبح محورية في توجيه قراراته الأولى بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية الأمريكية. فمن مصلحة الرئيس الأمريكي المنتخب تنفيذ هذه الوعود بأسرع وقت ممكن لضمان تلبية توقعات مؤيديه وتعزيز شعبيته بين الأمريكيين وداخل الحزب الجمهوري. فبعد إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، من المرجح أن تكون القرارات المتعلقة بالحدود، والهجرة، والاقتصاد خاصة السياسات التجارية مع عدة دول مثل الصين والمكسيك وكندا، الأكثر إلحاحًا بالنسبة له في أول يوم بالبيت الأبيض، 20 يناير 2025، لذلك من المتوقع أن يتخذ في هذا اليوم قرارات تنفيذية لوعوده الانتخابية المتعلقة بتقوية الأمن الداخلي، وتعزيز التعاون التجاري والأمني مع الدول المجاورة، مع التركيز على حماية المصالح الأمريكية والتعامل معها وكأنها المصالح العالمية العليا.