يواجه المستشار الألماني 3 منافسين في الانتخابات الفيدرالية المبكرة، المقرر لها فبراير المقبل، بعد انهيار ائتلاف الحكومة الحاكم، وخسارة الأغلبية في البرلمان، ما دفع شولتس للمطالبة بتصويت الثقة، الذي خسره أيضًا، الأمر الذي يحتم السير نحو انتخابات مبكرة.
ومن بين المنافسين المحتملين، رشح حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف أليس فايدل، لمنصب المستشارة - السيدة الوحيدة المرشحة للانتخابات - إلى جانب كل من روبرت هابيك، نائب المستشار، وزعيم المعارضة فريدريش ميرز، بحسب موقع "دويتش فيله" الألماني.
وحصل الحزب الذي صنفه جهاز الاستخبارات الداخلية في البلاد كجماعة متطرفة يمينية مشتبه بها، على 20% في استطلاعات الرأي الوطنية.
رئاسة حزب البديل
وتعد أليس فايدل واحدة من تسع نساء في المجموعة البرلمانية لحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني، ويشكل 69 رجلاً بقية المجموعة.
وترأس فايدل حزب البديل من أجل ألمانيا ومجموعته البرلمانية، الذي يهيمن عليه الرجال، وترشحت في الانتخابات الفيدرالية الأخيرة، عام 2021، وكانت النتيجة آنذاك مخيبة للآمال بالنسبة لحزب البديل من أجل ألمانيا فقد حصل على نسبة 10.3%، بانخفاض عن 12.6%، عام 2017، وفقًا للموقع الألماني.
ومنذ ذلك الحين، ازداد الحزب قوة، وفي الانتخابات المحلية الأخيرة، سجل حزب البديل من أجل ألمانيا نتائج تتراوح بين 18.4% في ولاية هيسن بوسط ألمانيا و32.8% في تورينجن بشرق ألمانيا.
صعوبة الفوز
وبفضل هذا النجاح، قررت قيادة حزب البديل من أجل ألمانيا الآن تقديم مرشحها لمنصب المستشار في الانتخابات الفيدرالية لعام 2025.
ومن غير المتوقع أن تتاح لها فرصة حقيقية لرئاسة الحكومة، وحتى لو أصبح حزب البديل من أجل ألمانيا الحزب الذي يحصل على أكبر عدد من الأصوات، فقد رفضت جميع الأحزاب الأخرى فكرة أن تُصبح شركاء في الائتلاف.
دكتوراه في الاقتصاد
تبلغ فايدل من العمر 45 عامًا، وهي حاصلة على درجة الدكتوراه في الاقتصاد، عملت في بنك الصين وعاشت في الصين لمدة ست سنوات، إذ تعلمت التحدث باللغة الصينية، وكتبت لاحقًا أطروحتها للدكتوراه حول مستقبل نظام التقاعد الصيني.
الإعجاب بمارجريت تاتشر
تُعد فايدل من المعجبين بمارجريت تاتشر، رئيسة وزراء بريطانيا من عام 1979 إلى 1990، وفي حديثها عن تاتشر في مقابلة مع صحيفة بيلد الشعبية، قالت: "أنا معجبة بسيرتها الذاتية، وبسعيها ضد التيار حتى عندما تصبح الأمور غير سارة".
كانت تاتشر تُعرف بالمرأة الحديدية لأنها تمسكت بخطها الاقتصادي النيوليبرالي في مواجهة مقاومة شديدة، فقد كانت تدافع عن خفض الضرائب وخفض الرعاية الاجتماعية والخصخصة، وهو ما يروق لفايدل.
وقالت في المقابلة التي أجرتها معها صحيفة "بيلد" الألمانية: "تولت تاتشر رئاسة بريطانيا عندما كانت البلاد تعاني تدهورًا اقتصاديًا وأعادتها إلى المسار الصحيح".
إصلاح أوروبا
عندما انضمت فايدل إلى حزب البديل من أجل ألمانيا، عام 2013، بعد فترة وجيزة من تأسيسه، كان الحزب متشككًا في أوروبا، وقالت لصحيفة "فيلت أم سونتاج"، أغسطس الماضي: "نحن نحاول إصلاح الاتحاد الأوروبي".
وقالت: "فايدل إنه في حالة فشل الإصلاحات، فإنه يتعين منح كل دولة الفرصة لإجراء استفتاء على عضويتها في الاتحاد الأوروبي".
إهانة طالبي اللجوء
وفي نفس المقابلة، رفضت فايدل الاعتراف بأن هناك تحولًا نحو اليمين داخل حزبها، وفي عام 2018، غير أنها وصفت اللاجئين وطالبي اللجوء في البوندستاج بأنهم رجال مسلحون بالسكاكين ويتلقون إعانات الرعاية الاجتماعية.
وتعرضت زعيمة الحزب البرلماني لحزب البديل من أجل ألمانيا لتوبيخ علني، بسبب هذه التعليقات من قبل رئيس البرلمان آنذاك، فولفجانج شويبله.
حياة اجتماعية مثيرة للجدل
وعلى الجانب الاجتماعي، تعيش فايدل في شراكة مدنية مع امرأة تنحدر من سريلانكا، ولديهما طفلان بالتبني، وهو نمط حياة بعيد كل البعد عن المثل العليا لحزب البديل من أجل ألمانيا، وفي بيان للحزب، أعرب عن التزامه بنموذج الأسرة التقليدية، إذ يتحمل الأب والأم المسؤولية المشتركة الدائمة عن أطفالهما.