أعلن حزب "البديل من أجل ألمانيا"، اليميني المتطرف، اختياره الرئيسة المشاركة للحزب أليس فايدل، للمشاركة في السباق على منصب المستشار القادم لألمانيا في الانتخابات المبكرة، المقرر إجراؤها في 23 فبراير من العام المقبل.
وهذه هي المرة الأولى منذ ما يقرب من 12 عامًا من وجود الحزب التي يقدم فيها حزب" البديل من أجل ألمانيا" مرشحًا لمنصب المستشار.
ومع حصوله على نحو 18% من الأصوات، يعد الحزب ثاني أكثر الأحزاب شعبية في ألمانيا بعد التكتل المحافظ (الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي) الذي يبلغ حاليًا 32% من الأصوات في استطلاعات الرأي.
وتشغل "فايدل"، وهي محللة أعمال تبلغ من العمر 45 عامًا من غرب ألمانيا، منصب الرئيس المشارك لحزب "البديل من أجل ألمانيا" منذ عام 2017، وتعتبر "جزءًا من الفصيل الأكثر اعتدالًا في الحزب المتشكك في أوروبا"؛ وفق ما أشارت النسخة الأوروبية لصحيفة "بوليتيكو".
وبينما تؤكد "فايدل" أن مكان إقامتها الأساسي "في ألمانيا"، لكنها في الواقع تعيش في سويسرا، وفي الوقت الذي يكافح فيه الحزب لمناهض للهجرة للتخلص من اتهامات التعاطف مع النازية، تلفت "بوليتيكو" إلى أن التاريخ العائلي لـ أليس فايدل "تحت الأضواء"، وخاصة جدها الراحل، الذي كان قاضيًا عسكريًا بارزًا في ظل النظام النازي".
بديل شولتس
كان المستشار الألماني الحالي أولاف شولتس أعلن عن إجراء انتخابات فيدرالية بعد انهيار ائتلافه المكون من ثلاثة أحزاب في نوفمبر الماضي، الذي شمل الحزب الديمقراطي الاجتماعي من يسار الوسط، والخضر، والحزب الديمقراطي الحر الليبرالي اقتصاديًا.
ومنتصف نوفمبر الماضي، ذكرت مجلة "دير شبيجل" الألمانية، أن نوابًا من "الحزب الديمقراطي الاجتماعي" الألماني تحدثوا لأول مرة، في اجتماع داخلي، مع وزير الدفاع بوريس بيستوريوس حول خوض الانتخابات التي ستجرى في فبراير المقبل، ليحل بدلًا من شولتس.
ويُعتبر "بيستوريوس" السياسي الأكثر شعبية في ألمانيا، وهو أمر غير مُعتاد بالنسبة لوزير دفاع في بلد له علاقة معقدة مع جيشه؛ حسب "بوليتيكو".
مع هذا، دعا العديد من السياسيين الإقليميين في "الحزب الاشتراكي الديمقراطي" علانية إلى أن يحل بيستوريوس محل شولتس على رأس قائمة الحزب.
ولفتت الصحيفة إلى أنه "من المحرج بالنسبة للمستشار أن من بين هؤلاء اثنين من أعضاء الهيئة التشريعية في هامبورج، المدينة الشمالية التي كان شولتس رئيسًا لبلديتها".
يوم النصر
في الوقت نفسه، تسود حالة من الصدمة في أروقة الحزب الديمقراطي الحر، بعد الكشف عن تخطيط أعضائه بدقة متناهية لإسقاط الائتلاف الذي كانوا جزءًا منه.
وأدى الكشف عن عرض تقديمي من ثماني صفحات بعنوان "سيناريوهات وتدابير يوم النصر" إلى دفع الأمين العام للحزب، بيجان دجير ساراي، الذي كان مسؤولًا عن استراتيجية الحزب والحملة الانتخابية، إلى الاستقالة من منصبه، الأسبوع الماضي.
كما تُظهر الوثيقة أنَّ سياسيي الحزب الديمقراطي الحر خططوا لاستراتيجية إعلامية مفصلة من أربع مراحل لتقويض الائتلاف المنقسم بقيادة شولتس، الذي انهار في نهاية المطاف في أوائل نوفمبر الماضي، عندما أقال شولتس وزير ماليته -آنذاك-زعيم الحزب الديمقراطي الحر "ليندنر".
وتضمنت المرحلة النهائية من خطة الحزب "بدء معركة ميدانية مفتوحة" ضد شركائه في الائتلاف، الحزب الديمقراطي الاجتماعي ذي الميول اليسارية والخضر، وفقًا للوثيقة.
كما حددت الوثيقة "النقطة الزمنية المثالية" لخروج الحكومة، وهي الرابع من نوفمبر، وأقال شولتس ليندنر في السادس من نوفمبر، كما تصف وثيقة يوم النصر أربع مراحل من الحملة التي ستبلغ ذروتها بانهيار الائتلاف. وتسمى المرحلة الرابعة "بداية المعركة الحاسمة".