حذر علماء من أن الكربون المخزن لآلاف السنين في القطب الشمالي، بدأ يخرج إلى الهواء الطلق بمستويات كبيرة، الأمر الذي يسهم في ارتفاع درجة حرارة الكوكب، ومن المنتظر أن يصبح مصدرًا رئيسيًا للتغيرات المناخية التي تدمر الأرض ببطء.
ويؤثر الاحتباس الحراري بشكل مباشر على ارتفاع مستوى سطح البحر العالمي، وأنماط الطقس وهجرة الحياة البرية، وغيرها من تأثيرات تغير المناخ الناجمة عن أنشطة الإنسان، المدفوعة في المقام الأول بحرق الوقود الأحفوري.
نظام متدهور
وأصبحت منطقة التندرا بالقطب الشمالي مثالًا حيًا، بحسب شبكة إن بي أر، شاهدة على التحول الكبير في النظام البيئي المتدهور، حيث تشهد ارتفاعًا في متوسط درجات الحرارة الخاصة بها، بفعل حرائق الغابات المتزايدة بالقرب منها.
وحذر بحث جديد قاده علماء من الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي، من أن هذا التحول الكبير سيكون له آثار واسعة النطاق على المناخ العالمي، كاشفين عن أن درجة حرارة القطب الشمالي ترتفع بشكل أسرع من المتوسط العالمي للعام الحادي عشر على التوالي.
آلاف السنين
وتمتلئ الأرض الجليدية بمنطقة التندرا بالكربون الذي حبسته النباتات على مدى آلاف السنين، وتبين أن درجات حرارة الأرض في العام الماضي كانت ثاني أعلى درجة حرارة مسجلة على الإطلاق، مما أدى إلى تسريع ذوبان الجليد.
وبمجرد ذوبان الجليد، تصبح الميكروبات الموجودة في التربة نشطة وتستهلك الغذاء المتاح، وتطلق الكربون المخزن في الغلاف الجوي على شكل غاز الميثان وثاني أكسيد الكربون، وتشير تقديرات العلماء إلى وجود نحو 1.5 تريليون طن من الكربون مخزنة في تلك التربة.
زيادة الانبعاثات
ويكمن القلق في استمرار حرائق الغابات وارتفاع درجات الحرارة، إذ سيؤديان في المستقبل إلى زيادة الانبعاثات بصورة كبيرة، إذ أكد العلماء أنه خلال العقود الأخيرة زادت حرائق الغابات وأطلقت ما يقرب من 207 أطنان من الكربون سنويًا.
ويعمل دخان الحرائق المتصاعد على إطلاق الغازات المسببة للاحتباس الحراري إلى الغلاف الجوي، كما يعمل أيضًا على تسريع ذوبان الطبقة الجليدية، التي فقدت العام الماضي فقط ما يصل إلى 77 مليار طن، وهو أدنى مستوى لها منذ عام 2013 بفضل تساقط الثلوج.
أمل الباحثين
وبالنسبة للحيوانات المتواجدة في تلك البيئة، أكد البحث المنشور على أن الفقمة الجليدية تتكيف مع تغير المناخ من خلال تناول المزيد من الأسماك، أما حيوان الرنة فقد انخفضت أعدادها بنسبة 65% على مدى العقود الأخيرة.
ومع ذوبان الغطاء الجليدي الذي يبلغ سمكه نحو ميلين، يرتفع مستوى البحر وفقًا للعلماء، وهو الأمر الذي يسهم في تآكل السواحل وإغلاق الطرق وتعطيل أنظمة الصرف الصحي وتلوث مياه الشرب، ويأمل الباحثين في إبطاء عملية الذوبان والحد من الحرائق عبر التعاون العالمي.