سُجل إعصار بيريل، الذي ضرب منطقة البحر الكاريبي وأحدث فيضانات ورياحًا قوية، كأقوى إعصار تم تسجيله على الإطلاق في موسم الأعاصير بالمحيط الأطلسي، خلال 2024، بل وتحوّل من مجرد منخفض ضعيف إلى إعصار كبير كامل النمو، وهو ما أرجعه العلماء إلى التغيرات المناخية.
وتسبب إعصار بيريل، الذي وصلت سرعة الرياح فيه إلى 270 كيلو مترًا في الساعة، في إحداث فوضى ودمار واسع بجميع جزر منطقة الكاريبي، إذ اقتلعت الأشجار والأسقف ودمرت المزارع، وفر آلاف المواطنين إلى الملاجئ، بعد حدوث انهيارات طينية نتيجة الأمطار الغزيرة، كما انقطعت الكهرباء بعد تعرض خطوط الكهرباء ومحطات الوقود للتدمير.
ألقاب جديدة
نال إعصار بيريل العديد من الألقاب الجديدة هذا العام، بحسب شبكة "إن بي أر" الأمريكية، إذ تم تسجيله كأقوى وأعنف إعصار في موسم الأعاصير بالمحيط الأطلسي، كما أنه أول عاصفة تزداد قوة بهذه السرعة عند تشكلها، مشيرين إلى أنه تحول من منخفض استوائي ضعيف نسبيًا إلى إعصار كبير كامل النمو في أقل من يومين.
وتحتاج العواصف الصغيرة إلى قدر كبير من الحرارة حتى تكبر وتصبح أكثر قوة، ولفت العلماء إلى أنه عادة ما لا تتوفر الحرارة الكافية في هذا الوقت المبكر من موسم الأعاصير، في يونيو ويوليو، لكن مع ارتفاع درجة حرارة المحيط ببطء على مدار الصيف، زادت حدة إعصار بيريل الذي ولد في المحيط الأطلسي الاستوائي.
الحرارة الإضافية
تجاوزت درجة حرارة المياه في المحيط الأطلسي الاستوائي هذا العام كل التوقعات، إذ ظلت في نطاق غير مسبوق لأكثر من عام، وهو ما أدى إلى وجود قدر كبير من الحرارة الإضافية المتاحة لتأجيج العواصف، وكانت تلك الحرارة هي التي سمحت لإعصار بيريل بأن يصبح أقدم عاصفة على الإطلاق يتم تسجيلها في المحيط الأطلسي لتصل الفئة الرابعة ثم الفئة الخامسة مع نتائج مدمرة.
وأرجع خبراء الأعاصير ذلك إلى قيام تغير المناخ بلعب دور حاسم في تطوره، بعد أن وصلت درجات حرارة المحيطات مستويات قياسية مرتفعة، بسبب أنشطة الإنسان المستمرة وحرق الوقود الأحفوري، ولذلك تشكل المياه الدافئة وقودًا للأعاصير وحدوثها في وقت مبكر.
موسم وإنجازات
حذّر علماء المناخ من أن استمرار تسخين الأرض بانبعاثات الوقود الأحفوري، فإن المحيط يمتص قدرًا كبيرًا من الحرارة الزائدة المحاصرة بفعل الغازات المسببة للاحتباس الحراري من قبل الإنسان، ما يزيد من وجود مياه محيطية دافئة تسمح لعاصفة مثل بيريل بالتطور والاشتداد بسرعة، متوقعين المزيد منها التي تشتد بصورة كبيرة قبل أوانها.
وتشير توقعات الأعاصير لعام 2024، بحسب الشبكة الأمريكية، إلى حدوث أكبر عدد من العواصف المتوقعة على الإطلاق، وهو ما أشار إليه علماء المناخ بأنه من المنتظر أن يكون موسمًا جديدًا بالكامل مع إنجازات وأرقام جديدة.