الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

التغيرات المناخية تبدأ من هنا.. غابات غانا مهددة بالانقراض بسبب الكاكاو والتعدين

  • مشاركة :
post-title
الغابات الشجرية في غانا

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

أزمة كبيرة تشهدها غابات غانا الطبيعية، التي تتعرض للتآكل سنويًا على وقع عمليات الإزالة المستمرة بسبب زراعة الكاكاو والممارسات غير القانونية للبحث عن الذهب والمعادن الثمينة، حيث تضاعفت عمليات الإزالة خلال السنوات الماضية، وهو ما يهدد بفقدان التنوع البيولوجي وتفاقم التغيرات المناخية والمساهمة في ارتفاع درجات الحرارة.

وتمتلك غانا حوالي 7.9 مليون هكتار من الأراضي الحرجية -35% من إجمالي مساحة الأراضي، منها حوالي 7.6 مليون هكتار عبارة عن غابات أولية أو متجددة بشكل طبيعي، وحوالي 297000 هكتار غابات مزروعة، وبحسب صحيفة the conversation فقدت غانا 18 ألف هكتار من الغابات الأولية، في عام 2022 بزيادة قدرها 70% تقريبًا عن عام 2021.

أسباب رئيسية: وتعد مزارع الكاكاو سببًا رئيسيًا لإزالة الغابات، حيث يلجأ المزارعون إلى أساليب القطع والحرق التي تؤدي إلى تدهور الأراضي، ومنذ عام 2000 كشفت الدراسة أنه تم إزالة 26 ألف هكتار من الغابات بسبب الكاكاو في المناطق المحمية، كما أن نمو السكان الهائل أدى إلى زيادة أعداد المزارعين، حيث يتنقل المواطنون بين الغابات والمحميات نتيجة فقدان التربة في المناطق الزراعية التقليدية خصوبتها.

كما يتم حصد الأشجار للحصول على الحطب والمنتجات الثانوية مثل الفحم، وهما ما يعتمد عليهما معظم سكان الريف بشكل كبير للحصول على الطاقة المنزلية، وأيضًا يعد التعدين سبب رئيسي آخر بحسب الدراسة لإزالة الغابات، حيث تعد غانا غنية بالموارد المعدنية مثل الذهب والمنجنيز، وتبين أن أكثر من 13000 هكتار من أراضي الغابات مستأجرة لشركات التعدين، وأغلب العمال يعملون بشكل غير قانوني.

البحث عن المعادن سبب رئيسي في إزالة الغابات

مبادرات حكومية: ورغم المبادرات التي نفذتها غانا لمكافحة إزالة الغابات، إلا أنه بحسب الدراسة التي أجراها الاتحاد الدولي لمنظمات البحوث الحرجية، ما زال الخطر قائمًا، حيث ركزت الحكومة على الأسباب الرئيسية في معالجة أنشطة إزالة الغابات بشكل مباشر مثل تشديد العقوبات وتشجيع زراعة الأشجار، ولكن في المقابل لم يتم معالجة الأسباب الجذرية وراء ذلك، مثل الفقر والافتقار إلى البدائل المستدامة.

وسمح الضعف في تنفيذ اللوائح الحالية ضد قطع الأشجار والتعدين غير القانوني بازدهار تلك الأنشطة، والتي تؤدي بدورها إلى الفساد وانعدام الشفافية، الذي يعمل على عرقلة أي جهود لحماية الغابات، حيث ما تلبث الحكومة أن تقضي على بؤرة لإزالة الغابات، حتى تظهر بؤرة أخطر في منطقة أخرى.

العواقب المحتملة: ومن المنتظر أن يكون لتلك العمليات آثار بعيدة المدى، حيث تعد الغابات موطنًا لمجموعة واسعة من الأنواع النباتية والحيوانية، وتؤدي إزالة الغابات إلى تدمير الموائل الطبيعية، وبدوره يؤدي إلى انقراض الأنواع وانخفاض التنوع البيولوجي بشكل عام، وبحسب the conversation، فإن الغطاء الخارجي من الغابات يحمي التربة من العناصر الخارجية، ومع استمرار تآكلها سيؤدي ذلك إلى انخفاض الخصوبة والإنتاجية الزراعية.

خريطة توضح فقدان الغابات في غانا

ومن المعروف أن الأشجار هي بالوعة الكربون الأرضية الرئيسية، حيث تمتص ثاني أكسيد الكربون، وهو أحد الغازات الدفيئة الرئيسية، ولكن بسبب إزالة الغابات من المنتظر أن تتفاقم التغيرات المناخية وستساهم أيضًا في ارتفاع درجات الحرارة، كما تلعب الغابات دورًا كبيرًا في تنظيم دورات المياه، ومع إزالتها ستتعطل أنماط الهطول وستصبح غير منتظمة مع الوقت، وهو ما يهدد بزيادة خطر الفيضانات واحتمالية ندرة المياه.

روشتة الحماية: ووفقًا للدراسة، فقد وضع الخبراء روشتة لحماية الغابات من الإزالة، على رأسها معالجة الفقر ودعم تقنيات ما يسمى بالزراعة الحراجية، حيث يتم دمج الأشجار في المزارع، والكاكاو المزروع في الظل، يمكن أن يقلل الضغط على الغابات مع الحفاظ على الإنتاجية الزراعية.

كما طالب الخبراء بتعزيز اتخاذ تدابير أكثر صرامة ضد الأنشطة غير القانونية، إلى جانب تحسين الإدارة والحد من الفساد، إشراك المجتمعات المحلية في جهود الحفاظ على البيئة، وضمان استفادتها من حماية الغابات، وتوفير سبل العيش البديلة، بجانب اتخاذ حلول تعتمد على الطبيعة والاستدامة العامة التي تساعد في زيادة الإنتاجية والحفاظ على خصوبة التربة وتعزيز أرباح المزارعين.