سلّطت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، الضوء على حجم الدمار الهائل الذي خلّفه العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، منذ 7 أكتوبر الماضي، حيث أصبح القطاع حطامًا وتكدّس النازحون في الخيام.
وذكرت الشبكة في تقرير لها، أن لا أحد في غزة بمنأى عن الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ عام، الذي أجبر نحو 1.9 مليون شخص على النزوح من منازلهم.
ونقلت الشبكة عن الفلسطينيين في القطاع، أنهم بالكاد يستطيعون البقاء على قيد الحياة، ناهيك عن قدرتهم على إعادة البناء، تحت القصف والحصار الإسرائيلي، الذي أدى إلى تدمير نظام الرعاية الصحية، وإلحاق الضرر بالمواقع الثقافية، وتدمير المؤسسات الأكاديمية، وإحداث أزمة إنسانية من الجوع والنزوح والمرض.
وقال الفلسطينيون في المحافظات الخمس بقطاع غزة (شمال غزة، ومدينة غزة، ودير البلح، وخان يونس، ورفح ) إن حياتهم وسبل عيشهم إلى تحولت أنقاض.
وفي حين يكافح السكان في شمال غزة من أجل إطعام أسرهم، يعيش العديد من النازحين في وسط القطاع في خيام هشة محاطة بمياه الصرف الصحي، وفي الجنوب، يضطر البعض إلى البقاء في أنقاض منازلهم المدمرة.
وأدت الهجمات الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023، إلى استشهاد 41,965 فلسطينيًا على الأقل وإصابة 97,590 آخرين، وما لا يقل عن 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، ويعتقد أنهم عالقون تحت الأنقاض في غزة.
وخلّف القصف الإسرائيلي الوحشي أكثر من 42 مليون طن من الحطام في غزة، وهو ما يزيد بمقدار 14 مرة عن إجمالي الحطام الناجم عن جميع الصراعات على مدى السنوات الست عشرة الماضية، وفقًا لتقرير الأمم المتحدة في أغسطس الماضي، وبعد مرور عام على الحرب، لا يزال الرقم في تزايد.
تدمير 59% من المباني
ودمّرت الغارات الإسرائيلية في المتوسط 59% من المباني بالقطاع، كما تضررت 69% من المباني في محافظة شمال غزة، و74% من المباني في محافظة غزة، و49% من المباني في محافظة دير البلح، أما محافظة خان يونس فتضررت 55% من المباني، و59% من المباني في محافظة رفح الفلسطينية.
وأدى الحصار والقصف الإسرائيلي إلى دفع سكان غزة بالكامل، الذين يزيد عددهم على 2.2 مليون نسمة، نحو خطر المجاعة الشاملة.
وأفادت السلطات الصحية في غزة ومكتب الإعلام الحكومي الشهر الماضي، بأن 38 طفلًا على الأقل ماتوا جوعًا، و3500 طفل معرضون لخطر الموت بسبب سوء التغذية.
وقصفت قوات الاحتلال بشكل مباشر ما لا يقل عن 34 مخبزًا في غزة، فيما أصبحت جميع المخابز البالغ عددها 148 مخبزًا خارج الخدمة لأسباب تعود لنقص حاد في الوقود والدقيق الذي يدخل القطاع أو جراء تدميرها.
شل النظام الطبي
وأدى العدوان الإسرائيلي إلى شل النظام الطبي في غزة، إذ قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في الثاني من أكتوبر، إن 19 مستشفى على الأقل من أصل 36 مستشفى لا تعمل. كما أفادت وزارة الصحة في الثالث من أكتوبر، باستشهاد أكثر من 986 عاملًا طبيًا.
وفي سبتمبر المنقضي، أفادت تقارير بأن ما يصل إلى 150 ألف وحدة سكنية تعرّضت للتدمير. ويضطر الفلسطينيون الذين يعانون من الصدمة المباشرة لفقدان منازلهم إلى التعامل مع المخاطر التي تفرضها أكوام النفايات والذخائر غير المنفجرة والبقايا البشرية المدفونة تحت أكوام هائلة من الأنقاض، وفق تقرير "سي. إن. إن".
وفي أغسطس الماضي، أفادت منظمة الصحة العالمية بظهور 995.000 حالة من التهابات الجهاز التنفسي الحادة في القطاع.
أضرار غير مسبوقة للبنية التحتية
وتسببت العملية العسكرية الإسرائيلية في أضرار غير مسبوقة للبنية التحتية المدنية في غزة، حيث تضررت 89% من المستشفيات (32 مستشفى من أصل 36) و85% من المدراس (477 مدرسة من 564) و86% من الطرق دمرت (3,045 كلم) من 4500 كلم، و67% من المساجد (825 من 1230).
وأكدت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية في غزة أن الاعتداءات الإسرائيلية أدت إلى استشهاد 11600 طالب، وأكثر من 750 معلمًا وموظفًا مدرسيًا، و130 باحثًا وأكاديميًا وأستاذًا جامعيًا.
وتنتشر المخيمات والمباني المهجورة في مختلف أنحاء مدينة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، بعد أن أجبر التوغل البري الإسرائيلي مئات الآلاف من الفلسطينيين على الفرار من المدينة في وقت سابق من هذا الربيع إلى مناطق أخرى في وسط وجنوب القطاع.
خيام بحجم السرير
وجاء في تقرير "سي إن إن" أن معظم النازحين في غزة يعيشون في خيام يبلغ متوسط مساحتها 1.5 متر مربع (16 قدمًا مربعًا)، وفقًا للأمم المتحدة، وهو ما يعادل مساحة سرير واحد تقريبًا.
واتهمت الأمم المتحدة إسرائيل بخلق كارثة "من صنع الإنسان" في غزة. وقبل أسبوعين فقط، أفادت المنظمة الدولية بأن إسرائيل منعت أو أعاقت ما لا يقل عن 46% من التحركات الإنسانية المنسقة في غزة.