عززت الولايات المتحدة قواتها في الشرق الأوسط، على مدى العام الماضي، لحماية إسرائيل، في أعقاب بدء جيش الاحتلال في عدوانه على غزة، في 7 أكتوبر الماضي، وبعد تكثيف العدوان على لبنان في منتصف سبتمبر الماضي.
وذكرت شبكة " سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، في تقرير لها، أن القوات الأمريكية في المنطقة ساعدت إسرائيل مرتين هذا العام في اعتراض هجومين من جانب إيران.
في الأول من أكتوبر، أطلقت مدمرتان تابعتان للبحرية الأمريكية في شرق البحر الأبيض المتوسط نحو 12 صاروخًا اعتراضيًا ضد صواريخ إيرانية، وقال جيش الاحتلال إن طهران أطلقت نحو 200 منها أطلقت باتجاه إسرائيل.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، في بيان، إنه "فخور بمهارة وشجاعة" القوات الأمريكية التي شاركت في اعتراض الهجوم الإيراني، وأضاف: "لن نتردد أبدًا في حماية قواتنا ومصالحنا في الشرق الأوسط، ودعم الدفاع عن إسرائيل".
وجاء في تقرير "سي. إن. إن" أنه بحلول شهر أغسطس، بلغ إجمالي القوات الأمريكية في الشرق الأوسط نحو 40 ألف جندي. وقال التقرير إن هدف وجود القوة النارية الأمريكية في المنطقة إرسال "رسالة ردع واضحة والدفاع ضد أي هجمات على إسرائيل أو القوات الأمريكية إذا لزم الأمر".
وتعرضت القوات الأمريكية في العراق وسوريا لهجمات متكررة ومنخفضة المستوى من قبل جماعات مدعومة من إيران على مدى العام الماضي، على الرغم من تباطؤها إلى حد كبير خلال الأشهر القليلة الماضية.
ومع ذلك، تسعى الولايات المتحدة إلى توضيح أنّ شنّ هجمات أوسع نطاقًا من شأنّه أن يثير رد فعل كبير.
وأعلن "أوستن"، في أوائل أغسطس، أنه سيرسل مجموعة حاملة الطائرات الأمريكية أبراهام لينكولن الضاربة إلى المنطقة والتي وصلت في وقت لاحق من ذلك الشهر، وتتكون المجموعة الضاربة من آلاف البحارة ومشاة البحرية، وتمتد عبر ثلاث مدمرات وجناح جوي لحاملة الطائرات.
وبحلول أوائل أكتوبر، كانت حاملة الطائرات لينكولن، وجناحها الجوي الذي يتألف من 8 أسراب، والسفينة الحربية "يو إس إس أوكين" إحدى المدمرات الموجهة بالصواريخ في المجموعة الضاربة، في خليج عمان.
وكانت السفينتان الحربيتان " يو إس إس سبروانس" و"يو إس إس فرانك إي بيترسون جونيور"، وهما أيضًا مدمرتان مزودتان بصواريخ موجهة، وتشكلان جزءًا من المجموعة الضاربة، تعملان في البحر الأحمر.
وإضافة إلى القوة النارية التي جلبتها مجموعة لينكولن الضاربة، تمتلك البحرية عددًا من المدمرات والقدرات الأخرى في المنطقة، وفق "سي إن إن".
وأوضحت الشبكة أن المجموعة الهجومية البرمائية، ووحدة "المشاة البحرية الاستكشافية 24" القادرة على العمليات الخاصة تتكون من نحو 4500 بحار ومشاة بحرية.
وإضافة إلى السفينة الهجومية البرمائية "يو إس إس واسب" هناك السفينة الهجومية البرمائية "يو إس إس نيويورك"، وهي سفينة رصيف نقل برمائي، والسفينة الهجومية "يو إس إس أوك هيل".
وتعد وحدة المارينز الاستكشافية 24، إحدى قوات الاستجابة للأزمات الأساسية في الولايات المتحدة، ومن بين المهام الأساسية التي تقوم بها قدرتها على تنفيذ عملية إجلاء غير مقاتلين للمواطنين الأمريكيين.
ونفذت الوحدة مثل هذه العملية قبل سنوات في عام 2006، حين نجحت في إخراج آلاف الأمريكيين من لبنان أثناء الحرب بين إسرائيل وحزب الله، آنذاك.
وبدءًا من أوائل أكتوبر، كانت مجموعة المدفعية البحرية الأمريكية، بالإضافة إلى السفن الحربية الأمريكية "بولكيلي" و"كول" وأرلي بيرك" تعمل في شرق البحر الأبيض المتوسط. وكانت السفن الحربية الأمريكية "مورفي" و"إنديانابوليس" و"ستوكديل" تعمل في البحر الأحمر.
وبالإضافة إلى القدرات الجوية العديدة الموجودة بالفعل في المنطقة، بما في ذلك المقاتلات وطائرات النقل وناقلات النفط، قالت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، الأسبوع الماضي، إن المزيد من قدرات الدعم الجوي تتجه إلى الشرق الأوسط.
وقالت نائبة السكرتيرة الصحفية للبنتاجون سابرينا سينج، الاثنين الماضي، إن قدرات الدعم الجديد ستشمل طائرات من طرازات (إف- 22، وإف- 16 ، وإف- 15 ، وأيه-10) والأفراد المرتبطين بها، بإجمالي يصل إلى "بضعة آلاف إضافية" من القوات.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية، الثلاثاء الماضي، إن سرب طائرات وصل بالفعل إلى المنطقة، وأن ثلاثة أسراب أخرى في الطريق.
وفي الوقت نفسه، يمتلك الجيش الأمريكي آلاف القوات البرية التقليدية في الشرق الأوسط، فضلًا عن قدرات الدفاع الجوي والمدفعية المختلفة، بما في ذلك أنظمة صواريخ باتريوت، وأنظمة مكافحة الطائرات بدون طيار، وأنظمة المدفعية الصاروخية عالية الحركة "هيمارس".