شهدت الدراما التلفزيونية المصرية هذا العام خوض الكثير من الممثلين تجربة البطولة المطلقة لأول مرة، وكانت بمثابة تسليط الضوء على موهبتهم وقدرتهم على تحمل المسؤولية وإثبات أن المغامرة بهم كانت رهانًا ناجحًا، من الممكن أن يدفع المنتجين لتقديمهما في تجارب أخرى مختلفة.
ويتصدر هؤلاء النجوم الفنانة المصرية إيمان العاصي التي قدمت مسلسل "برغم القانون"، الذي درات قصته حول صراع أم لطفلين مع العديد من المتغيرات في حياتها منها اختفاء زوجها بشكل مفاجئ بعد زواج دام 10 سنوات لتواجه الأم صعوبات لم تكن تتوقعها، وحققت بهذا العمل نجاحًا ملحوظًا فور عرضه على شاشات التلفزيون ونال إعجاب الكثير من الجمهور والنقاد.
وحول إسناد البطولة المطلقة للمرة الأولي للفنانة إيمان العاصي، قالت مؤلفة "برغم القانون"، لموقع "القاهرة الإخبارية": "اختيار ذكي من شركة الإنتاج، فهي ممثلة مميزة أثبتت قدراتها في أعمال سابقة، ولديها كل ما تحتاجه كنجمة لكي تأخذ مكانها في البطولة المطلقة، وقد نجحت بالفعل في تقديم شخصية "ليلى" بشكل مميز".
تجربة ثرية
أيضًا الفنان المصري أحمد حاتم كانت تجربة مميزة من خلال مسلسل "عمر أفندي"، الذي جسّد فيه أولى تجاربه المطلقة في الدراما التلفزيونية، ونجح في خلق حالة من المتعة والسعادة على قلوب الجمهور الذي أشاد بالعمل وفكرته وأدائه في أول بطولة مطلقة له، إذ دارت أحداث المسلسل حول الانتقال لحقبة زمنية مختلفة ليعيش بطل العمل بين عالمين مختلفين في إطار كوميدي فانتازيا.
وحول تجربة أحمد حاتم، يقول مخرج "عمر أفندي": "كنت محظوظًا بأن تكون أولى تجاربي الإخراجية مع أحمد حاتم، فهو شخص موهوب يتعامل باحترافية شديدة ويعلم آليات العمل ومتعاون بشكل كبير، وبالتالي العمل معه كان ممتعًا ومحترفًا في الوقت نفسه، ويستحق أن يخوض تجارب مختلفة في الدراما التلفزيونية من منطلق البطولة المطلقة، فهو جدير بذلك وله شعبية كبيرة وكانت تجربتي معه ثرية وممتعة".
فنان مجتهد
أما الفنان المصري دياب فاستطاع أن يحقق نجاحًا كبيرًا في دراما رمضان الماضي بمسلسل "مليحة"، الذي خاض به أولى بطولاته المطلقة في عالم الدراما، ونال إشادة واسعة من قِبل الجمهور والنقاد، بعد ما نجح في تقديم شخصية الضابط "أدهم"، الذي يخوض الكثير من التحديات والصعوبات مع فتاة فلسطينية تدعي "مليحة"، من أجل عودتها إلى وطنها في قطاع غزة بفلسطين.
وحول إسناد البطولة المطلقة لأول مرة له في مسلسل "مليحة"، قالت مؤلفة العمل: "سعدت للغاية بإعطاء دياب فرصة البطولة المطلقة، فهو فنان مجتهد ويهتم بكل التفاصيل، ويسعى دائمًا لتقديم أفضل ما لديه في الشخصية وموهوب للغاية، لذا أرى أنه يستحق هذه البطولة وسعدت بالتعاون المُثمر معه وتركيزه في تقديم الشخصية بكل تفاصيلها المكتوبة بل أحيانًا يبحث في تفاصيل أخرى ليست مكتوبة".
كما استطاعت الممثلة المصرية الشابة سلمى أبو ضيف أن تثبت موهبتها وقدرتها على حمل مسؤولية البطولة المطلقة رغم صغر سنها، وذلك من خلال مسلسل "أعلى نسبة مشاهدة"، الذي أحدث ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي فور عرضه في دراما رمضان الماضي، ونالت "سلمى" إشادة واسعة من قِبل الجمهور والنقاد عن أدائها، إذ قدّمت دور فتاة شعبية تدعى "شيماء"، وهي فتاة تنحدر من عائلة بسيطة تعاني الفقر، فتحاول هي وشقيقتها تخطي تلك الحياة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تقع لهما العديد من الأمور المشوقة وتتوالى الأحداث.
الأدوار الجيدة
يري الناقد المصري طارق الشناوي أن البطولة المطلقة لا تعد أعلى درجة للممثل، إذ يقول لموقع "القاهرة الإخبارية": "لا بد للفنان أن يضع أمامه هدفًا أكبر وأبعد من مجرد فكرة تقديم البطولة المطلقة، بمعني عندما تحصل على بطولة مطلقة وتحقق بها نجاحًا كبيرًا لا ترفض الأدوار الثانية الجيدة ولا تتوقف على هذا الراهن، فمن وجهة نظري لا بد للفنان أن يهتم بالدور أكثر من البطولة المطلقة، فهناك العديد من الممثلين خاضوا البطولة ولم يحققوا النجاح رغم تألقهم في الأدوار الثانية".
الحفاظ على الاستمرارية
يشير الناقد المصري عصام زكريا إلى أن الاستمرار في النجاح بالنسبة للممثلين في البطولة المطلقة أهم من كثرتها، إذ يقول لموقع "القاهرة الإخبارية": "لا بد للفنان بعد النجاح في أولى تجاربه في البطولة المطلقة أن يتحلى بالذكاء في اختيار أدواره وأن يحرص على تغيير الشخصية التي نجح فيها في أولى بطولاته، لكن بشكل تدريجي حتى لا يصدم الجمهور بالاختلاف الكبير، وعندما يتأكد من مكانته عند الجمهور وشعبيته يبدأ في تقديم مفاجأة صادمة له من خلال دور مختلف تمامًا عما قدمه".
ويضيف: "إدارة الموهبة والحفاظ على استمرارية النجاح أصعب من النجاح نفسه، لذا نري أن الممثلين في الخارج يعتمدون على شركات ووكلاء لإدارة موهبتهم واختيار أدوارهم ودراسة آخر عمل قدّمه للجمهور حتى يبني عليه ما الذي سيقدمه للجمهور في العمل التالي، خصوصًا أن الجمهور صعب إرضائه ويحب دائمًا التنوع والتجديد وأن يقدم الممثل المحبب لهم ما يتوقعونه ولكن بشكل جديد".
الموهبة الحقيقية
بينما تؤكد د.سامية حبيب، وكيل المعهد المصري العالي للنقد الفني، لموقع "القاهرة الإخبارية": "أن الموهبة الحقيقية هي التي تستمر بعد أول نجاح لها، لذا لا بد من إسناد البطولة المطلقة للجديرين بها والموهوبين الحقيقيين ولا نعتمد على "التريند" واختيار وجوه جديدة لتقديمها، لأننا بذلك نظلم هؤلاء الشباب ونضعهم في مكانة غير مكانتهم، وبالتالي بعد أول بطولة مطلقة له يجد نفسه قد استعجل الشهرة ولا يستطيع تقديم ما يتطلب منه كبطل عمل، لذا لا بد أن يكون هناك اتقان جيد لاختيار مَن يقدم البطولة المطلقة، لأن الاستمرارية في النجاح أهم من النجاح المؤقت الذي يعتمد على "التريند" الذي انتشر في وقتنا الحالي".