الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

آخرها "موسم صيد الغزلان".. الرواية نهر الأعمال الفنية الذي لا ينضب

  • مشاركة :
post-title
فيلم "الفيل الأزرق"

القاهرة الإخبارية - ولاء عبد الناصر

المؤلف أحمد مراد: أجريت تعديلات درامية على رواياتي لتتماشى مع طبيعة السينما
المخرج داود عبد السيد: نجاح الفيلم لا علاقة له بجماهيرية النص الأدبي
الناقد طارق الشناوي: هناك أعمال سينمائية فشلت رغم اقتباسها من روايات ناجحة

لعبت الروايات دورًا بارزًا ومهمًا في صناعة السينما عبر تاريخها، إذ ساهمت بشكل كبير في تحقيق حالة من الثراء الفني، وكانت رقمًا مهمًا في معادلة الإنتاج السينمائي، بداية من أعمال الأدباء مثل نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس وطه حسين، يوسف السباعي، وغيرهم، حتى اختفت الظاهرة تدريجيًا، قبل أن تعاود الظهور في السينما بفيلم "الكيت كات"، للمخرج داود عبد السيد، المأخوذ عن رواية إبراهيم أصلان "مالك الحزين"، عام 1991، تبعها إنتاجات بارزة، مثل "عمارة يعقوبيان"، مع ظهور أسماء شباب على الساحة الفنية بينهم الروائي أحمد مراد، الذي تحوّل عدد كبير من أعماله الأدبية إلى أفلام ومسلسلات، كان آخرها رواية "موسم صيد الغزلان"، التي أعلن أمس عن تحويلها إلى عمل سينمائي.

المؤلف أحمد مراد
بُعد مختلف

أكد المؤلف المصري أحمد مراد، لموقع "القاهرة الإخبارية"، أن فكرة تحويل عمل روائي إلى فيلم سينمائي، تحتاج إلى معالجة درامية، خاصة أن الكتابة للنص الروائي لها بُعد مختلف تمامًا عن الكتابة للشاشة، قائًلا: "السينما دائمًا ما تمنح بُعدًا آخر عن الكتابة، وتستطيع الوصول إلى الجمهور بشكل أوسع، على عكس الراوية التي تختص بالقراء فقط، لذا فالعمل السينمائي سريع الانتشار عن الرواية".

وأضاف: "هناك اختلاف كبير بين الكتابة للنص الروائي وللسينما، فالرواية تنقل المشاعر بالأسلوب الأدبي والحوار، أما السيناريو يرتبط بالشاشة، لذلك أجريت تعديلات درامية على رواية "موسم صيد الغزلان"، لكي تتماشى مع السينما من حيث الإيقاع والزمن، مع الحفاظ على تفاصيل وأحداث الرواية وشخصياتها".

المخرج داوود عبدالسيد
ظاهرة ليست جديدة

وحول استمرار الارتباط بين الروايات الأدبية وتحويلها إلى أعمال فنية، أوضح المخرج الكبير داود عبد السيد، لـ"القاهرة الإخبارية"، أن الظاهرة ليست جديدة، لافتًا إلى أن هناك العديد من الأفلام القديمة اُقتبست من روايات، ولكن نجاح الفيلم السينمائي ليس له علاقة بكونه مأخوذًا عن راوية، فالجودة تتوقف على الفيلم نفسه، ومدى إعجاب الجمهور به.

وأضاف: "الأعمال السينمائية مصادرها مختلفة، سواء روايات أو أحداث أو من التاريخ، ولكن في النهاية يتوقف نجاح الفيلم على جودته"، لافتًا إلى تجربته في فيلم "الكيت كات"، المقتبس من راوية "مالك الحزين ".

تابع: "كان الأمر بسيطًا بالنسبة لي في تحويل النص الروائي إلى سيناريو للشاشة، وبالفعل أجريت العديد من التغييرات لأن الكتابة للنص تختلف عن الكتابة للسينما".

الناقد طارق الشناوي
علاقة الأدب والسينما

ثمة علاقة قوية تربط بين الأدب والسينما منذ القدم، فجزء كبير من تاريخ السينما مقتبس من أعمال أدبية، حسبما أكد الناقد الفني طارق الشناوي لـ"القاهرة الإخبارية"، قائلًا: "فكرة تحويل الروايات إلى أعمال سينمائية ظاهرة قديمة منذ سنوات طويلة".

وأضاف: "لكن السؤال المهم هنا: هل بالضرورة أن السينما العظيمة تُقدّر من خلال رواية عظيمة؟ فمن وجهة نظري ليس بالضرورة ذلك، وهذا يخالف آراء كثير من الناس، والدليل على ذلك أن هناك أعمالًا سينمائية اقتبست من روايات الكاتب الكبير نجيب محفوظ وفشلت فشلًا ذريعًا، ويرجع ذلك إلى أن السيناريست لم يستطع تحويل العمل الأدبي إلى فيلم سينمائي، لأن هناك فارقًا كبيرًا بين الكتابة الأدبية والدرامية".