مع انطلاق المنصات الإلكترونية قبل سنوات ليست ببعيدة، باتت بمثابة أرض الفرص وحقل التجارب لنجوم الفن الذين سعوا لكسر كل القوالب التي فرضتها قوانين السينما والتلفزيون، وانطلاقًا من هذه القاعدة شهدت الدراما التلفزيونية أشكالًا وأنماطًا جديدة ساهمت في خلق تنوع وثراء ملحوظ في هذه الصناعة، كما مثّلت فرصة كبيرة لنجوم السينما الذين غامروا أكثر من مرة بطرح أفلامهم عبر المنصات، بعيدًا عن الشاشة الكبيرة، وزحام شباك التذاكر.
ومع تكرار نجاح هذه التجربة شجعت المنتجين على تنفيذها مع الحفاظ على الميزانية القليلة؛ لتلقى رواجًا ونجاحًا كبيرًا، مع أفلام مثل "صاحب المقام"، بطولة آسر ياسين، "الحارث" للفنان أحمد الفيشاوي و"أعز الولد" بطولة شيرين ودلال عبدالعزيز.
وكان آخر هذه التجارب فيلم "ساندوتش عيال"، الذي يعود من خلاله الفنان المصري سامح حسين إلى جمهوره بعد غياب 5 أعوام، وتدور أحداثه حول نسب الطلاق المرتفعة في مصر، وتأثيرها السلبي على الأطفال، وذلك من خلال قصة محامٍ على خلاف مع زوجته وهو ما لفت نظره للموضوع، فيقرر أن يطالب بحقوق الأطفال الذين وقع عليهم الضرر نتيجة الخلافات، وحالات الطلاق أو الخلع بين والديهما في إطار من الكوميديا.
السينما العالمية
يقول هاني حمدي مخرج "ساندوتش عيال"، لموقع "القاهرة الإخبارية": "تجربتي في هذا الفيلم كانت مميزة وسعدت بها للغاية ولم تشغلني فكرة عرضه على منصة إلكترونية قبل عرضه سينمائيًا، خصوصًا أن هذا الأمر منتشر في السينما العالمية، وهذا لا يقلل من جودة الفيلم بل بالعكس هناك جمهور يفضل مشاهدة الأفلام على منصات إلكترونية، وهذا ما لاحظته من ردود فعل الجمهور الإيجابية على العمل، كما أن مسألة العرض والتوزيع تعود إلى الجهة المنتجة، ومن المقرر عرضه قريبًا في دور العرض السينمائية".
فرصة للمواهب
بينما يؤكد الناقد المصري طارق الشناوي، أن المنصات لعبت دورًا إيجابيًا في عالم الدراما، إذ يقول: "المنصة أصبحت نافذة منتشرة في وقتنا الحالي، ولها أكثر من ميزة منها أنها كسرت فكرة الـ30 والـ15 حلقة، وكان لديها الجرأة في تقديم المسلسلات المكونة من 5 و6 حلقات فقط، كما أنها تعد مغامرة لكل صناع السينما؛ لأنها تقدم فنانًا ليس نجم شباك، ومن الممكن عن طريقها أن يكون شعبية كبيرة ويستطيع المنافسة في دور العرض السينمائية.
وتابع: "من الممكن أيضًا تقديم مواهب جديدة شابة نستطيع المراهنة عليها، ورغم كل ذلك من وجهة نظري يظل سحر السينما داخل دار العرض طقسًا محببًا إلى قلب الجمهور".
تجربة مضمونة
بينما تقول الناقدة سامية حبيب، وكيل المعهد العالي للنقد الفني بمصر، لموقع "القاهرة الإخبارية": "هذه التجربة تم اختبارها في أفلام عدة وحققت نجاحًا منها فيلم "صاحب المقام"، خاصة أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت منتشرة بين الناس ومن السهل استخدامها في أي وقت ومكان، وبالتالي تعد وسيلة مضمونة لتلاقي رواجًا عند الجمهور، وهذا لا يعني أن نجاحها من الممكن أن يلغي السينما".
وتضيف: "المنصات الإلكترونية ليست خطرًا على السينما ولكنها تجربة ناتجة عن التطور والعصر الذي نعيش فيه، وهذا لن يمحي حب الجمهور للذهاب إلى دور العرض ومشاهدة الافلام لأنها طقوس محببة للجمهور وفعل اجتماعي مثل المسرح والحفلات، وبالتالي أي عناصر أخرى تستحدث مع العصر هي مجرد إضافة وليست نقصًا من التجربة الفنية الأصلية".