نشأ الفنان المصري كريم عبد العزيز وسط عائلة فنية (والده المخرج القدير محمد عبدالعزيز)، ساهمت في اكتشاف موهبته التمثيلية ودخوله عالم الفن منذ الطفولة، فكان له الحظ منذ الصغر في الوقوف أمام الزعيم عادل إمام في فيلم "المشبوه"، عام ١٩٨١، ليصبح هذا الطفل الصغير مشروع نجم، بعد مشاركته عام 1998 ضمن أحداث المسلسل المصري "امرأة في زمن الحب"، رفقة الفنانة الكبيرة سميرة أحمد، ليحقق العمل نجاحًا كبيرًا ويشار إلى المواهب الشابة في العمل ومن بينهم كريم، الذي أصبح بعد سنوات طويلة صاحب أعلى إيرادات في السينما والأكثر نجومية، ويحقق نجاحات في عالم الفن سواء في السينما أو التلفزيون، ويؤكد قدرته على استغلال موهبته بشكل صحيح بين أبناء جيله، متنقلًا في أعماله بين الرومانسية، الأكشن، والكوميدي الأمر الذي جعله واحدًا من أهم نجوم الوطن العربي.
وفي يوم ميلاده الـ 48, الذي يوافق اليوم 17 أغسطس 1975، تحدث عدد من النقاد لـ موقع "القاهرة الإخبارية"، عن مشروعه الفني، ونجاحه المستمر، وبصمته المميزة في الأدوار التي يجسدها.
دقة الاختيار والحرص على التنوع
يشير الناقد المصري طارق الشناوي إلى أن سبب نجاح الفنان كريم عبد العزيز في مشواره الفني، هو اعتماده على عقله، إذ يقول: "هو موهبة يحكمها العقل، حيث يختار أعماله بدقة ويحرص على التنوع، يجيد الرهان مع المخرجين، وأيضًا يجيد قراءة السيناريو".
ويضيف: "الأهم من ذلك هو أنه يجيد قراءة الحياة، حتى علاقته بالسوشيال ميديا مقننة للغاية، فهو لم يبدد طاقته فيها مثل الكثير من النجوم، فالسوشيال ميديا قاتلة بشكل غير مباشر، وهو يستخدمها بطريقة صحيحة، وأيضًا على المستوى الاجتماعي لم يجعل نفسه محط أنظار الميديا والصحافة عن حياته الشخصية سواء في حب أو زواج أو كره، أو توجيه تعليق قاسٍ لأحد، كل ذلك ساهم في استمرار نجاحه، بالإضافة إلى أشياء أخرى معروفة عنه مثل "الكاريزما"، وقدرته على جذب الجمهور، فهو باختصار شديد "موهبة يحكمها العقل".
صناعة التاريخ
يشير الناقد المصري خالد محمود، إلى أن ذكاء النجم كريم عبد العزيز، كان سببًا رئيسيًا في نجاحه الكبير والاستمرار فيه، حيث يقول: "لديه ذكاء في اختيار أدواره وشخصياته، إذ يستطيع القفز من مرحلة إلى أخرى بوعي كبير، فخلال السنوات الأخيرة كان على قمة شباك التذاكر، والأكثر جماهيرية، خطواته محسوبة ومدروسة سواء في الدراما التلفزيونية أو السينما".
ويضيف: "الجمهور يتفاعل مع شخصياته دون خداع أو تكلّف، فهو فنان واقعي مع نفسه وجمهوره، ويملك كاريزما خاصة تجعله قادرًا على تميزه بين أبناء جيله، شكّل تجربة مع المخرج مروان حامد، وكان فيها الأكثر نضجًا وخبرة، صنع لنفسه تاريخًا مميزًا بين جمهوره، ومكانة يستحقها".
ملك الشاشة
ترى الناقدة المصرية ماجدة موريس، أن نشأته الفنية ساهمت في اكتشاف موهبته التمثيلية وتنميتها، إذ تقول: "هو شخص موهوب بالفن، وهذا الأمر متوقع فوالده المخرج الكبير محمد عبد العزيز، وعمه المخرج عمر عبد العزيز، وبالتالي فإن جينات الفن في دمه".
وتضيف: "درس كريم عبد العزيز الإخراج وعمل به، ولكن المخرجين اكتشفوا موهبته وجاذبيته على الشاشة، وهذا ما ظهر في أولى أعماله السينمائية مع الراحل أحمد زكي من خلال فيلم "اضحك الصورة تطلع حلوة"، وقدم مشاهد جيدة أمام عمالقة من الفن، وجعل المشاهد يسأل عنه".
وتابعت: "من فيلم إلى آخر، ومن قصة إلى أخرى استطاع أن يثبت وجوده كممثل قوي ومهم، وخاصة في السنوات الأخيرة ونضوجه فنيًا، فقدم مجموعة مميزة من الأفلام مثل "الفيل الأزرق، كيرة والجن، وبيت الروبي"، بجانب مشاركته في مسلسل "الاختيار"، فهو الأكثر ذكاء ونجومية في وقتنا الحالي وأرى أنه "ملك الشاشة" ويستحق مكانته المميزة".