الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الجيش الفرنسي يستعد لمواجهة روسيا.. اختبار حاسم للردع في 2025

  • مشاركة :
post-title
الجيش الفرنسي - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في ظل التوترات المتصاعدة مع روسيا، تستعد فرنسا لاختبار قدراتها العسكرية في مناورات ضخمة العام المقبل، إذ إن هذه الخطوة تأتي ضمن جهود حلف الناتو لتعزيز دفاعاته الشرقية وإرسال رسالة ردع قوية إلى موسكو.

مناورات "ربيع داكيا 2025"

كشفت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية أن آلاف الجنود الفرنسيين سيشاركون في مايو 2025 في تدريبات عسكرية واسعة النطاق في رومانيا تحت اسم "ربيع داكيا 2025".

تهدف هذه المناورات إلى اختبار قدرة القوات الفرنسية على الانتقال السريع إلى الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي (الناتو) خلال 10 أيام فقط.

وفي تصريحات للصحفيين، أكد الجنرال برتران توجوس، رئيس قيادة القوات البرية الأوروبية في الجيش الفرنسي، أهمية هذه التدريبات قائلًا: "لقد اعتدنا على لعب الحرب، أما الآن، فهناك عدو محدد، ونتدرب مع الأشخاص الذين سنذهب معهم فعليًا إلى الحرب".

وأضاف أن مثل هذه التمارين "تمثل إشارة استراتيجية" واضحة.

تحول عميق في القوات الفرنسية

في السنوات الأخيرة، بدأت القوات البرية الفرنسية "تحولًا عميقًا" للاستعداد لصراع عالي الكثافة مماثل للحرب في أوكرانيا.

وبحسب ما ذكرته "بوليتيكو"، فإن الجيش الفرنسي تلقى أوامر جديدة من الناتو: بحلول عام 2027، يجب أن يكون قادرًا على نشر فرقة جاهزة للحرب في غضون 30 يومًا، بما في ذلك الذخيرة والإمدادات.

وفي هذا السياق، أوضح كبار الضباط الفرنسيين أن التحرك نحو هذا الهدف هو جوهر تمرين "ربيع داكيا" المقبل، إذ سيتدرب الجيش الفرنسي على إرسال لواء جاهز للحرب إلى رومانيا في غضون 10 أيام وهي خطوة وسيطة من شأنها، إذا نجحت، أن تعيد تأكيد مصداقية فرنسا مع حلفاء الناتو وتمهد الطريق لتحقيق هدف عام 2027.

تحديات اللوجستيك والتنقل العسكري في أوروبا

يشير التقرير إلى أن التحدي الرئيسي سيكون الوصول إلى رومانيا في فترة زمنية قصيرة جدًا.

وفي هذا الصدد، صرح الجنرال بيير-إريك جيو، نائب توجوس، قائلًا: "لا يوجد بعد منطقة شنجن عسكرية، ونحن بحاجة إلى تحسين التنقل العسكري في أوروبا بشكل حاسم".

وكشفت "بوليتيكو" أن أول عملية نشر للقوات في رومانيا عام 2022 واجهت عقبات بيروقراطية وإجراءات حدودية وقطارات غير مناسبة للمعدات العسكرية. ومنذ ذلك الحين، عملت الدول على تذليل هذه العقبات.

وأضاف جيو: "قد نظل معرقلين ببعض الإجراءات الجمركية، لكننا أحرزنا تقدمًا كبيرًا في تنويع طرقنا".

وأوضح أن الجيش كان يعتمد في السابق على القطارات فقط، لكنه الآن ينقل أيضًا القوات والمعدات بالشاحنات والقوارب، وأحيانًا يجمع بين وسائل النقل المختلفة.

تحديات الميزانية وأهمية الاستمرار في الإنفاق الدفاعي

حذّر الجنرال بيير شيل، رئيس أركان الجيش الفرنسي، من أن تحقيق هدف عام 2027 سيتطلب استمرار الإنفاق الدفاعي وفقًا لقانون التخطيط العسكري الفرنسي غير الملزم لمدة سبع سنوات.

وأضاف: "أتوقع أن تكون الموارد المخطط لها متاحة بالكامل".

ومع ذلك، تشير "بوليتيكو" إلى أن ميزانية الدفاع تتعرض لضغوط مع محاولة الحكومة الفرنسية الجديدة كبح جماح عجز البلاد.

وحذّر شيل قائلًا: "إذا كانت هناك تغييرات كبيرة، فقد نؤجل في مرحلة ما هدف عام 2027، قائلين إنه لا توجد مخزونات كافية لنقلها إلى المعركة".