في الأسابيع الأخيرة قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، عادت حملة الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب لتثير الجدل من جديد، فحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، شهدت الحملة الانتخابية سلسلة من التصريحات المثيرة للجدل والمواقف الغريبة التي أعادت إلى الأذهان الفوضى التي ميّزت فترة رئاسته السابقة.
تصريحات غريبة
بدأت سلسلة الأحداث المثيرة للجدل عندما أدلى ترامب بتصريحات غير مؤكدة خلال المناظرة الرئاسية، زاعمًا، دون تقديم أدلة، أن المهاجرين في ولاية أوهايو يسرقون ويأكلون الحيوانات الأليفة، ما أثار موجة من الانتقادات واستنكار الكثيرين.
وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن "ترامب" لم يتوقف عند هذا الحد، بل واصل إثارة الجدل بدعوته لورا لومر، المؤثرة اليمينية المعروفة بترويجها لنظريات المؤامرة حول أحداث 11 سبتمبر، للانضمام إليه في فعاليات تخليد ذكرى الهجمات.
خلافات وتصريحات مثيرة
لم تقتصر تصرفات "ترامب" المثيرة للجدل على الساحة السياسية فحسب، بل امتدت لتشمل عالم المشاهير أيضًا، إذ أعلن ترامب عبر وسائل التواصل الاجتماعي قائلًا: "أنا أكره تايلور سويفت!"، وذلك بعد أن أيدت المغنية الشهيرة منافسته في الانتخابات.
وفي سياق آخر، أثار المرشح الجمهوري مخاوف عندما صرّح خلال فعاليات موجهة للناخبين اليهود بأن "اليهود" سيكونون مسؤولين إذا خسر الانتخابات. هذا التصريح أثار قلقًا واسعًا من احتمال حدوث ردود فعل معادية للسامية.
محاولة اغتيال
وسط هذه الأحداث المتلاحقة، تعرّض ترامب لمحاولة اغتيال ثانية، ما أضاف بُعدًا إضافيًا للحملة الانتخابية، وبدلًا من الدعوة إلى الوحدة الوطنية ونبذ العنف السياسي، كما هو متوقع في مثل هذه الظروف، استغل ترامب الحادثة لمهاجمة خصومه السياسيين بشكل حاد.
ألقى ترامب باللوم على ما وصفه بـ"خطاب اليسار الشيوعي" للرئيس بايدن ونائبته هاريس في محاولات الاعتداء على حياته، ما أثار انتقادات واسعة، حتى من بعض أعضاء الحزب الجمهوري، الذين رأوا فيه تصعيدًا خطيرًا للخطاب السياسي في وقت يحتاج فيه البلد إلى التهدئة.
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن هذا الرد يعكس نهج ترامب في تحويل حتى الأحداث الأكثر خطورة إلى فرص للهجوم السياسي، ما يثير تساؤلات حول قدرته على توحيد البلاد في حال فوزه بفترة رئاسية ثانية.
تأثير الفوضى
رغم كل هذه الأحداث المثيرة للجدل، يبدو أن تأثيرها على الناخبين الأمريكيين محدود، إذ إنه وفقًا لـ"نيويورك تايمز"، فإن استطلاعات الرأي الأخيرة تُظهر سباقًا متقاربًا بين المرشحين في الولايات المتأرجحة السبع، مع فارق لا يتجاوز نقطتين في المتوسط.
ويرى ديفيد كوشيل، وهو استراتيجي جمهوري مخضرم، أن الناخبين أصبحوا معتادين على هذا النوع من الفوضى، إذ قال لصحيفة "نيويورك تايمز": "نحن في حالة تحميل زائد بقصص غريبة في كل دورة إخبارية، إنه يتجاوز قدرة الناس على متابعة السياسة. لا يمكنك مواكبة كل شيء، لذا فإن الكثير من الناس يتجاهلون الأمر ببساطة".
استراتيجيات الحملات المتنافسة
في المقابل، تركّز حملة نائبة الرئيس الديمقراطية كامالا هاريس على تقديم ترامب كخطر على حقوق الإجهاض والديمقراطية ومستقبل البلاد. وتتجول هاريس في الولايات المتأرجحة لنشر هذه الرسالة.
من جانبه، يرفض فريق حملة ترامب فكرة أن تصريحاته المثيرة للجدل قد أضرت بفرصه في استعادة البيت الأبيض.
ويعتقد العديد من مساعديه أن القليل سيغير بشكل كبير مواقف الناخبين تجاه ترامب، الذي فاز بترشيح حزبه حتى بعد أن أصبح أول رئيس يُعزل مرتين من قبل الكونجرس وأول رئيس يُدان بجرائم جنائية.