الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

سابقة خطيرة.. هاريس ووالز الأقل ظهورا إعلاميا في تاريخ الانتخابات الأمريكية

  • مشاركة :
post-title
كامالا هاريس نائبة الرئيس والمرشحة الدموقراطية ونائبها تيم والز

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في تطور غير مسبوق يهز أركان الحملة الانتخابية الأمريكية لعام 2024، كشفت صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية عن اتباع المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس ورفيقها في الترشح تيم والز استراتيجية إعلامية تثير الكثير من الجدل والتساؤلات، إذ أظهرت الأرقام أن الثنائي الديمقراطي يمنح عددًا أقل من المقابلات الصحفية مقارنة بأي مرشحين رئاسيين آخرين في التاريخ الأمريكي الحديث، ما يضعهما في مواجهة انتقادات حادة ويثير شكوكًا حول قدرتهما على كسب ثقة الناخبين في هذه المرحلة الحرجة من السباق الرئاسي.

أرقام صادمة

وفقًا لصحيفة "ذا تليجراف" البريطانية، تكشف الأرقام عن فجوة هائلة في التواصل الإعلامي بين المرشحين الديمقراطيين ونظرائهم الجمهوريين، فمنذ دخولها السباق الرئاسي في يوليو الماضي، منحت هاريس، التي تواجه انتقادات متكررة لتجنبها التدقيق الإعلامي، ثلاث مقابلات فقط مع وسائل إعلام غير حزبية.

وبشكل إجمالي، أجرى المرشحان الديمقراطيان سبع مقابلات فقط، وهو رقم يبدو ضئيلًا للغاية عند مقارنته بأداء منافسيْهما الجمهوريين، إذ أظهرت الأرقام أن دونالد ترامب وجي دي فانس، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أوهايو، أجريا 73 مقابلة خلال الـ59 يومًا الماضية منذ أن أصبحت هاريس المرشحة الرئاسية الديمقراطية.

وتفصيلًا، كان الجزء الأكبر من هذه المقابلات من نصيب فانس، بينما أجرى ترامب 14 مقابلة، ما يثير تساؤلات جدية حول استراتيجية الحملة الديمقراطية وتأثيرها المحتمل على نتائج الانتخابات.

استراتيجية متعمدة

كشفت مصادر مقربة من حملة هاريس، وفقًا لما نقلته الصحيفة البريطانية، أن الحد من التفاعلات مع الصحافة هو استراتيجية متعمدة وليس مجرد صدفة.

ويبدو أن الهدف الرئيسي من وراء هذه الاستراتيجية هو حماية نائبة الرئيس من المواجهات الإعلامية الصعبة، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات بأسابيع قليلة.

ويثير هذا النهج تساؤلات عديدة حول مدى ثقة الحملة في قدرة هاريس على التعامل مع الأسئلة الصعبة والمواقف الحرجة التي قد تنشأ خلال المقابلات الصحفية، كما يطرح تساؤلات حول ما إذا كان هذا التجنب سيؤدي في النهاية إلى تعزيز صورتها أم سيضر بها في نظر الناخبين الذين قد يرون في هذا الصمت علامة على عدم الشفافية أو عدم الاستعداد لمواجهة التحديات.

كامالا هاريس نائبة الرئيس والمرشحة الدموقراطية ونائبها تيم والز
من الانفتاح إلى التحفظ المفاجئ

لفتت "ذا تليجراف" الانتباه إلى تحول مثير للاهتمام في سلوك والز، حاكم ولاية مينيسوتا، تجاه وسائل الإعلام، إذ كان يُنظر إليه سابقًا على أنه شخصية ودودة ومنفتحة على التعامل مع الصحافة.

إلا أن الأرقام تكشف عن تغير جذري في هذا النهج، إذ أجرى أربع مقابلات فقط في أكثر من سبعة أسابيع منذ اختيار هاريس له لينضم إلى قائمتها الانتخابية.

هذا التحول المفاجئ في أسلوب والز يثير تساؤلات حول مدى تأثير استراتيجية الحملة الرئيسية على سلوكه الإعلامي.

ردود الفعل والانتقادات

نقلت "ذا تليجراف" تصريحًا لافتًا لمجموعة MAGA Inc، وهي مجموعة حملة مؤيدة لترامب، يلقي الضوء على حدة الانتقادات التي تواجهها استراتيجية هاريس، وجاء في التصريح: "لقد تبنت كامالا هاريس بالكامل أسلوب حملة جو بايدن في الاختباء في القبو، بل أسوأ من ذلك".

وأضافت المجموعة أن فريق هاريس يبذل جهودًا كبيرة لتجنب الصحافة لضمان عدم إحراج نفسها مرة أخرى.

هذه التصريحات تسلط الضوء على المعركة الدائرة حول تشكيل التصورات العامة للمرشحين، فبينما تحاول الحملة الديمقراطية تقديم صورة منضبطة ومدروسة لمرشحيها، يسعى المنافسون الجمهوريون إلى تصوير هذا النهج على أنه علامة ضعف وعدم استعداد لمواجهة التحديات الحقيقية للرئاسة.

توقعات بتغيير التكتيكات

في تطور لاحق، أشارت صحيفة "نيويورك تايمز"، إلى أن هاريس من المتوقع أن تغير تكتيكاتها في الأسابيع المقبلة، ويشمل هذا التغيير المتوقع البدء في الظهور على القنوات المحلية والوطنية والبودكاست ومحطات الراديو وبرامج التوك شو النهارية.

وفي محاولة لتهدئة المخاوف المتزايدة حول استراتيجيتهم الإعلامية، قدمت حملة هاريس بعض التبريرات، إذ صرح براين فالون، المستشار الأول في حملة هاريس، قائلًا: "إذا كنتم تريدون معرفة نوع الأشياء التي نخطط للقيام بها، انظروا إلى الأشياء التي كانت تفعلها طوال العام قبل تغيير القائمة".

المقارنة مع الحملات السابقة

ترى الصحيفة البريطانية أنه من المثير للاهتمام مقارنة استراتيجية هاريس ووالز الحالية مع الحملات الرئاسية السابقة، فعلى مر التاريخ الأمريكي الحديث، كان المرشحون الرئاسيون يسعون عادة للظهور في وسائل الإعلام بشكل مكثف، خاصة في الأشهر الأخيرة قبل الانتخابات.

هذا النهج التقليدي كان يهدف إلى زيادة الوعي بحملاتهم وإيصال رسائلهم إلى أكبر عدد ممكن من الناخبين.

وتشير "ذا تليجراف" إلى أنه على سبيل المثال، خلال حملة عام 2016، أجرى كل من دونالد ترامب وهيلاري كلينتون عشرات المقابلات الإعلامية، بما في ذلك ظهور مكثف في البرامج الحوارية والأخبار المسائية.

وحتى في حملة عام 2020، التي تأثرت بشدة بجائحة كوفيد-19، حافظ كل من جو بايدن ودونالد ترامب على جدول مقابلات نشط، وإن كان ذلك عبر وسائل افتراضية في كثير من الأحيان.