تلعب ولاية نبراسكا الأمريكية، رغم صغر حجمها، دورًا محوريًا قد يحدد نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة في 5 نوفمبر 2024، فعلى الرغم من أنها ليست من الولايات المتأرجحة الرئيسية السبع التي عادةً ما تحظى باهتمام وسائل الإعلام، إلا أن نظامها الفريد في توزيع أصوات المجمع الانتخابي قد يكون العامل الحاسم في تحديد الفائز بين نائبة الرئيس كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترامب.
نظام فريد لتوزيع الأصوات الانتخابية
تُعد نبراسكا، إلى جانب ولاية مين، الولايتين الوحيدتين اللتين تقسمان أصواتهما في المجمع الانتخابي، إذ إنه وفقًا لصحيفة نيوزويك، يحصل الفائز على مستوى الولاية على صوتين، بينما يحصل كل مرشح على صوت واحد عن كل دائرة انتخابية يفوز فيها، هذا النظام الفريد يجعل من الممكن أن يكون لصوت انتخابي واحد من نبراسكا تأثير كبير على نتيجة الانتخابات الرئاسية.
محاولات تغيير النظام الانتخابي
مع اقتراب موعد الانتخابات، يدرس المشرعون الجمهوريون في نبراسكا إمكانية تغيير نظام توزيع الأصوات الانتخابية إلى نظام "الفائز يأخذ كل شيء" قبل الانتخابات، وهذا إن تم، سيكون له تأثير كبير خاصة في الدائرة الثانية للولاية، والتي تتمركز حول مدينة أوماها.
تُشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن هاريس لديها أفضلية طفيفة للفوز بهذه الدائرة في نوفمبر، وعلى الرغم من أن صوتًا انتخابيًا واحدًا قد يبدو ضئيلًا، إلا أنه قد يكون حاسمًا في سباق من المتوقع أن يُحسم بهوامش ضيقة للغاية في عدد قليل من الولايات المتأرجحة.
سيناريو مُحتمل للتعادل
يُشير خبراء السياسة إلى سيناريو محتمل قد يجعل من صوت نبراسكا الواحد عاملًا حاسمًا، ففي حال فوز هاريس بولايات الحزام الصدئ المتأرجحة "ميشيجان وبنسلفانيا وويسكونسن" وفوز ترامب بولايات الحزام الشمسي والجنوب "أريزونا وجورجيا ونيفادا ونورث كارولاينا"، سيكون الفارق 269-268 لصالح هاريس.
في هذه الحالة، سيضع فوز هاريس بالدائرة الثانية من نبراسكا عدد أصواتها عند 270، وهو العدد المطلوب للفوز بالرئاسة.
تحديات تغيير النظام
على الرغم من الضغوط لتغيير النظام، يرى البروفيسور كيفن سميث من جامعة نبراسكا-لنكولن، أن فرص نجاح هذا التغيير ضئيلة. وقال لصحيفة نيوزويك: "أنا في الواقع متشكك للغاية بشأن فرص تنفيذ هذا التغيير، فنحن على وشك دخول شهر أكتوبر، وبالتالي نحن على بُعد شهرين فقط من الانتخابات، إنجاز هذا في فترة قصيرة كهذه يعني التغلب على بعض العقبات الصعبة في الهيئة التشريعية."
الدعم المحلي للنظام الحالي
يُشير الخبراء إلى أن هناك دعمًا محليًا قويًا للنظام الحالي في نبراسكا، فوفقًا للبروفيسور راندال أدكنز من جامعة نبراسكا-أوماها، فإن العديد من سكان نبراسكا يعتقدون أن النظام الحالي مفيد لأنه يمنح الولاية، التي تعتبر عادة آمنة للجمهوريين، بعض الأهمية في السباقات الرئاسية.
إذا نجحت نبراسكا في تغيير نظامها الانتخابي، فقد يكون لذلك تأثير كبير على السباق الرئاسي، إذ إنه وفقًا لنموذج انتخابي أعده موقع Split Ticket، فإن هذا التغيير قد يخفض فرص فوز هاريس من 62% إلى 58%.
ماذا يحدث في حالة التعادل؟
في حالة حدوث تعادل في المجمع الانتخابي، سيتم نقل التصويت إلى مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون، وستحصل كل ولاية على صوت واحد، وحاليًا، يسيطر الجمهوريون على 26 وفدًا، بينما يسيطر الديمقراطيون على 22، مع وجود ولايتين متعادلتين.