الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تحضير لسنوات وشركة وهمية.. خبراء يكشفون خطة إسرائيل لعملية "بيجر حزب الله"

  • مشاركة :
post-title
نموذج لجهاز الاتصال "بيجر"- أرشيفية

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

حظيت العملية التي نفذتها إسرائيل في لبنان، من خلال تفجير أجهزة الاتصالات بين عناصر حزب الله "البيجر"، بأهمية كبيرة، لدى المحللين، الذين كشفوا عن تحضيرات تل أبيب لتلك العملية، التي استغرقت سنوات، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.

تسلل وشركة وهمية

بدوره؛ قال الخبير العسكري والأمني ​​المقيم في بروكسل إيليا ماجنييه، إن إسرائيل احتاجت إلى الوصول لسلسلة توريد هذه الأجهزة، من أجل تنفيذ العملية، وهو ما أكده مصدر إسرائيل في إحدى شركات الدفاع، للموقع الألماني، أنه تم تركيب المتفجرات في نقطة ما بسلسلة التوريد.

وأضاف ماجنييه، أن المخابرات الإسرائيلية تسللت إلى عملية الإنتاج، وقامت بتركيب مكون متفجر وآليات تفجير عن بعد في أجهزة النداء دون إثارة الشكوك، وأن مزود أجهزة الاستدعاء ربما كان شركة أنشأتها المخابرات الإسرائيلية خصيصًا لهذا الغرض.

جهاز الاتصالات من طراز أبولو
تحضير لسنوات

ويرجح خبراء لموقع "إن تي في" الألماني، أن الهجوم غير المسبوق كان عملًا خططت له إسرائيل منذ فترة طويلة، ومن المحتمل أن أجهزة الاستقبال التي استوردها حزب الله مؤخرًا قد تم التلاعب بأجهزة استقبال حزب الله، التي انفجرت قبل تسليمها إلى عناصره، لانفجارها جميعًا في وقت معين في نفس اليوم.

وقال مسؤول أمني لبناني كبير لوكالة "رويترز": "زرع الموساد لوحة دوائر كهربائية تحتوي على متفجرات وشفرة في الجهاز. ومن الصعب للغاية اكتشاف ذلك بأي وسيلة، حتى الأجهزة أو الماسحات الضوئية، وطلب حزب الله اللبناني أجهزة النداء البالغ عددها 5000 جهاز من شركة Gold Apollo، وتم إحضارها إلى البلاد في بداية العام، انفجر 3000 جهاز استدعاء، أمس الثلاثاء، عندما تم إرسال رسالة مشفرة إليهم، ما أدى إلى تفعيل المتفجرات في نفس الوقت". 

وبحسب الحكومة اللبنانية، قُتل 12 شخصًا على الأقل وأصيب نحو 2800 آخرين، من بينهم السفير الإيراني في بيروت مجبتي أماني.

ولأسباب أمنية، يُفضل حزب الله استخدام أجهزة الاستدعاء التي تستخدم تردداته اللاسلكية الخاصة، بدلًا من استخدام الهواتف المحمولة للمخاطرة بتتبع اتصالاته أو اعتراضها أو حظرها.

صورة من آثار التفجير
أجهزة مستوردة حديثًا

علمت وكالة "فرانس برس" للأنباء، من أشخاص مقربين من حزب الله اللبناني، أن أجهزة النداء المنفجرة تم استيرادها مؤخرًا فقط، وكان حزب الله حصل على 1000 من هذه الأجهزة التي تم تخريبها من المصدر، وليس الأجهزة القديمة، بل الأجهزة الجديدة هي التي انفجرت، وهي من طراز "Gold Apollo AR-924" من تايوان، منتشرة على نطاق واسع ويمكن لأي شخص طلبها عبر الإنترنت.

متفجرات بمكالمة هاتفية

يقول تشارلز ليستر، من معهد الشرق الأوسط للأبحاث بالولايات المتحدة، كانت العملية أكثر من مجرد تعطيل بطاريات الليثيوم"، بل من المرجح أنه تم تركيب كمية صغيرة من المتفجرات البلاستيكية على البطارية، التي يمكن تفجيرها عن طريق مكالمة هاتفية أو إشارة لاسلكية، بحسب الموقع الألماني. 

ويخلص ليستر إلى أن الموساد اخترق سلسلة التوريد"، في إشارة إلى جهاز المخابرات الإسرائيلي.

وعلق المحلل السابق لوكالة المخابرات المركزية مايك ديمينو من مركز الأبحاث الأمريكي أولويات الدفاع: "كانت عملية تخريبية كلاسيكية، وربما استغرق الإعداد لها أشهرًا إن لم يكن سنوات".

مدير الشركة التايوانية
الشركة التايوانية تتنصل من المنتج

من جانبها؛ قالت الشركة المصنعة التايوانية "جولد أبولو"، إن المنتج لم يكن من إنتاجنا، بل كان يحمل فقط اسم علامتنا التجارية.

وأضاف الرئيس التنفيذي للشركة في تايبيه، في بيان، أن الأجهزة تحمل شعار الشركة ببساطة، لكن لم يتم تصنيعها من قبل شركته في تايوان، ولم يكن منتجنا لقد كان يحمل اسم علامتنا التجارية فقط.

وأصابت الانفجارات أيضًا جزءًا كبيرًا من نظام القيادة والسيطرة العسكري لحزب الله بالشلل، وخلق شعورًا داخل صفوفه بأن المخابرات الإسرائيلية اخترقته بالكامل.

أمريكا تتبرأ من الهجوم

ولم تكن الولايات المتحدة، الحليف الأهم لإسرائيل، متورطة، وبالتالي لم تكن على علم مسبق بمثل هذا الإجراء، بحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية.

ووصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الانفجارات بأنها "عمل إرهابي"، مُلقيًا باللوم على إسرائيل.

تحذير من التصعيد

وحذّرت الأمم المتحدة بشدة من التصعيد في الشرق الأوسط، وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك: "هذه التطورات مقلقة للغاية، خاصة وأن هذا يحدث في سياق غير مستقر للغاية".