قبل 85 عامًا، هاجمت ألمانيا منطقة ويستربلات في بولندا، ويتزامن ذكراها، اليوم الأحد، مع مطالبات وارسو المستمرة بإجبار برلين على دفع تعويضات عن الحرب.
وأحيت بولندا فعاليات الذكرى الخامسة والثمانين للهجوم الذي شنته ألمانيا، في الأول من سبتمبر عام 1939 في ويستربلات على ساحل بحر البلطيق البولندي، بمشاركة رئيس الوزراء دونالد توسك، بحسب مجلة "دير شبيجل".
وحذّر "توسك"، الذي يتولى منصبه منذ ديسمبر 2023، في خطابه من التهديد الذي تشكّله الحرب في أوكرانيا، وقال إن الدروس المستفادة من الحرب العالمية الثانية "ليست مجردة"، مطالبًا أعضاء الناتو بأن يكرّسون أنفسهم بالكامل للدفاع عن أنفسهم ضد العدوان في أوكرانيا، وأن الحرب قادمة من شرق البلاد مرة أخرى.
دفع الهجوم الذي شنته القوات الألمانية على بولندا بريطانيا وفرنسا إلى إعلان الحرب على النازية الألمانية، وكما نص اتفاق هتلر-ستالين، غزا الاتحاد السوفيتي أيضًا شرق بولندا في 17 سبتمبر 1939.
وفي حفل تذكاري في فيلون، غرب بولندا، ناقش الرئيس البولندي أندريه دودا أيضًا النزاع الذي ظل محتدمًا لسنوات حول مدفوعات التعويضات الألمانية عن الأضرار التي لحقت بها في الحرب العالمية الثانية.
وقال دودا: "التسامح والاعتراف بالذنب شيء، والتعويض عن الضرر شيء آخر، وهذه المسألة لم يتم حلها بعد، وهي موجودة منذ 85 عامًا، بما في ذلك زمن الحرب العالمية الثانية".
وتشير التقديرات إلى أن عدد المدنيين الذين قُتلوا في هذا الهجوم وحده يصل إلى 1200 شخص، وخلال الحرب العالمية الثانية، مات ما يصل إلى ستة ملايين شخص في بولندا، بما في ذلك نحو ثلاثة ملايين يهودي بولندي.
وخلال فترة حكم الرئيس البولندي دودا، المنتمي لحزب القانون والعدالة الوطني المحافظ، الذي حكم بولندا من عام 2015 إلى عام 2023، قطعت حكومة حزب القانون والعدالة العلاقة مع برلين مطالبة بتعويضات تصل إلى 1.3 تريليون يورو، لكن حتى بالنسبة لحكومة يسار الوسط بقيادة دونالد تاسك، فإن قضية تعويضات الحرب العالمية ليست مستبعدة.
وفي المشاورات الحكومية الألمانية البولندية في بداية شهر يوليو الماضي، أعلنت برلين ووارسو أنهما تخططان لبناء منزل ألماني بولندي في العاصمة الألمانية لإحياء ذكرى الضحايا البولنديين في الحقبة النازية.
وتجري الحكومتان حوارًا مكثفًا بشأن تعويض الضحايا وإحياء ذكراهم، أعلن المستشار أولاف شولتس عن تقديم المساعدة للناجين من ضحايا الاحتلال الألماني في بولندا، لكنه لم يعط أي أرقام محددة.
وسابقًا التقى المستشار الألماني أولاف شولتس، برئيس وزراء بولندا دونالد توسك، خلال زيارته إلى وارسو، للاتفاق على خطة عمل، ومناقشة القضية المثيرة للجدل المتعلقة بتعويضات الحرب العالمية، في ظل رغبة ألمانيا وبولندا في وضع تعاونهما على أساس جديد.
وقال المستشار أولاف شولتس خلال المؤتمر: "لا يمكننا مواجهة التحديات العالمية في عصرنا إلا معًا والدفاع عن أمن أوروبا معًا"، مؤكدًا أن ألمانيا وبولندا جارتان جيدتان وشريكتان قريبتان وصديقتان يمكن الاعتماد عليهما، لكنهما تريدان خلق ديناميكية جديدة من خلال توسيع تعاونهما في العديد من المجالات.
وقال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، إنه يرى ألمانيا قوة رائدة لأمن أوروبا المشترك، بما في ذلك بولندا، في ظل الرغبة في مزيد من التعاون في مجال الدفاع الذي يتناول جزءًا كبير من خطة العمل المشتركة.
وتعد بولندا، العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، واحدة من أكثر المؤيدين السياسيين والعسكريين التزامًا لأوكرانيا التي تعرضت للهجوم الروسي.
كان "توسك" أكد في الماضي أنه يتوقع تعويضات مادية ومعنوية من ألمانيا عن الأضرار التي سببتها الحرب العالمية الثانية "ألمانيا تعرف خطورة ذنبها، ومسؤوليتها عن الملايين من ضحايا الاحتلال الألماني والمهمة التي ستترتب على ذلك منه".