الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تمنح الروس نفوذا سياسيا .. "عملية التبادل التاريخية" تغضب ألمانيا وبولندا

  • مشاركة :
post-title
إقناع شولتس بالموافقة على إطلاق سراح كراسيكوف كان العقبة الأكبر أمام واشنطن

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

في واحدة من أكبر عمليات تبادل السجناء وأكثرها تعقيدًا منذ الحرب الباردة، تمت قبل أيام صفقة إطلاق سراح 16 سجينًا أمريكيًا وألمانيًا وروسيًا، مقابل 8 من الروس المسجونين في خمس دول غربية مختلفة.

كانت الجائزة الكبرى التي حصلت عليها موسكو في الصفقة هي فاديم كراسيكوف، العقيد في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، الذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة في ألمانيا لقتله منشقًا شيشانيًا في حديقة عامة ببرلين في وضح النهار عام 2019.

أيضًا، كجزء من عملية التبادل، أفرجت بولندا عن بافيل روبتسوف، المعروف أيضًا باسم "بابلو جونزاليس"، وهو صحفي إسباني روسي كان اعتقل في فبراير 2022 بالقرب من الحدود مع أوكرانيا واتهم بأنه عميل للمخابرات الروسية.

ورغم نجاح الصفقة التي وصفها عدد من وسائل الإعلام بـ"عملية تبادل تاريخية"، بدا القلق في ألمانيا وبولندا المشاركتين في الصفقة.

ففي برلين، قالت إنجا شولتس، المحامية التي مثّلت عائلة المنشق الشيشاني المقتول أثناء المحاكمة، لصحيفة "بوليتيكو"، إن العائلة "شعرت بخيبة أمل، ووجدت أن القرار غير مفهوم"، مضيفة : "كانت الأسرة ترغب في المشاركة في محادثة واحدة على الأقل مسبقًا، لكنهم سعداء بكل حياة يمكن إنقاذها".

بينما قال المستشار الألماني أولاف شولتس، أثناء انتظاره وصول المفرج عنهم إلى مطار كولونيا مساء الخميس الماضي: "لم يتخذ أحد باستخفاف هذا القرار بترحيل قاتل محكوم عليه بالسجن مدى الحياة بعد بضع سنوات فقط في السجن".

وفي مقابلة إذاعية، أشارت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، إلى عملية تبادل السجناء باعتبارها "معضلة حساسة للغاية".

كما أثار الاتفاق ردود فعل سلبية في وارسو أيضًا، إذ تعرّضت الحكومة البولندية لانتقادات شديدة من حزب "القانون والعدالة" المعارض، لعدم إدراج أندريه بوزيوبوت، الصحفي البولندي المسجون في بيلاروسيا، وهي دولة متحالفة مع موسكو.

وكتب ماريوس كامينسكي، منسق الخدمات الخاصة السابق في عهد حكومة حزب القانون والعدالة السابقة، على موقع "إكس" أن حكومة رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك "قدمت عميلها الأكثر قيمة للروس دون الحصول على أي شيء في المقابل".

وتلفت "بوليتيكو" إلى أنه "من غير الواضح ما إذا كانت بولندا قد حصلت على أي تعويض مباشر، لكن الولايات المتحدة هي واحدة من أقرب حلفاء بولندا السياسيين والعسكريين".

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستقبل فاديم كراسيكوف في موسكو
بلا عواقب

في الواقع، لم تخفف الحكومة الألمانية عقوبة كراسيكوف، بل إنها -في سابقة تاريخية- أمرت المدعي العام بتعليق عقوبة كراسيكوف تمهيدًا لترحيله، وهو ما يعني أنه قد يتم اعتقاله على الفور إذا عاد إلى ألمانيا، حسبما قال متحدث باسم وزارة العدل.

وقال مسؤول أمريكي إن إقناع المستشار شولتس بالموافقة على إطلاق سراح كراسيكوف كان العقبة الأكبر أمام واشنطن في إنجاز الصفقة.

كانت ألمانيا في البداية مستعدة للإفراج عن كراسيكوف مقابل زعيم المعارضة المسجون أليكسي نافالني فقط، وفقًا لكريستو جروسيف، الصحفي الاستقصائي البلغاري الذي ساعد في الكشف عن الهوية الحقيقية لكراسيكوف للمحققين في برلين.

وعندما توفي نافالني في بداية هذا العام، قال جروسيف في مقابلة مع شبكة CNN الأمريكية: "كان من الصعب للغاية إحياء الصفقة".

وأوضح جروسيف أن ألمانيا واصلت السعي إلى التوصل إلى اتفاق "بشرط دفع ثمن أعلى بكثير لبوتين"، وهو ثمانية سجناء بدلاً من واحد، من بينهم الألماني ريكو كريجر، الذي حُكم عليه بالإعدام في بيلاروسيا.

ولم يقتصر الغضب في ألمانيا على عائلة الشيشاني القتيل، بل تجاوزها إلى الإطار العام، فقد زعمت منظمات حقوق الإنسان وسياسيون معارضون أن إطلاق سراح قاتل مدان مقابل الإفراج عن سجناء سياسيين "يوفر نفوذًا إضافيًا للنظام الروسي".

وقال رودريش كيسويتر، وهو سياسي بارز في مجال الدفاع من حزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" المعارض، لـ"بوليتيكو": قد يشكل هذا سابقة. أخشى أن يزداد خطر التخريب أو الإرهاب من جانب روسيا".. مضيفًا: "الرئيس الروسي فلاديمير بوتن أظهر أن أتباعه ليس لديهم سبب للخوف من العواقب".