تعيش إسرائيل حالة من الترقب والتوتر الشديد في أعقاب عمليتي اغتيال بارزتين هزتا المنطقة مؤخرًا، أودتا بحياة فؤاد شكر، القيادي في حزب الله اللبناني، وإسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في العاصمة الإيرانية طهران، ما أثار توترات أمنية متصاعدة وتهديدات متبادلة بين إسرائيل وإيران.
وفي خضم هذه الأجواء المشحونة، يشهد الاقتصاد الإسرائيلي تداعيات سلبية ملموسة طالت مختلف القطاعات، فالترقب والقلق من رد إيراني محتمل ألقى بظلاله الثقيلة على الحياة اليومية والنشاط الاقتصادي الإسرائيلي، مما أدى إلى تراجع في مؤشرات السوق وحالة من عدم الاستقرار العام.
تراجع حاد
وفقًا لما أفادت به دانا ياركتسي، مراسلة الشؤون الاقتصادية لقناة كان الإسرائيلية، فإن التهديدات المستمرة بشن هجمات من قبل إيران وحزب الله تسببت في أضرار جسيمة للاقتصاد الإسرائيلي، وانعكس هذا الوضع بشكل مباشر على الأسواق، إذ شهدت مؤشراتها تراجعًا ملحوظًا وسط حالة من القلق العام.
وفي السياق ذاته، أشار ياكي كابار، رجل الأعمال ومالك المطاعم، في حديث لقناة 12 الإسرائيلية إلى أن الأعمال التجارية شهدت تدهورًا ملحوظًا، موضحًا أن التحليلات المستمرة والضغط النفسي والخوف المتزايد أدت إلى شلل في الأنشطة التجارية، مؤكدًا أن الزبائن أصبحوا مترددين في الإنفاق بسبب الخوف على الرغم من توفر المال لديهم.
توقعات بشأن الرد الإيراني
وتوقع ألون بن دافيد، محلل الشؤون العسكرية في القناة 13، أن يأتي الهجوم إما من لبنان أو إيران، مشيرًا إلى أن الرد الإسرائيلي سيعتمد على النتائج الميدانية. في حين أعرب موشيه سعدة، عضو الكنيست من حزب الليكود، عن استيائه من تدهور الردع الإسرائيلي.
ارتفاع حاد بأسعار المواد الغذائية
شهدت أسعار الخضروات ارتفاعًا كبيرًا، وفقًا لما أوردته القناة 12 الإسرائيلية، ومنها بشكل خاص أسعار الطماطم، إذ قفزت بنسبة 30% مقارنة بالشهر الماضي، و100% مقارنة بشهر أغسطس من العام الماضي، ويعزى هذا الارتفاع الحاد في الأسعار إلى عدة عوامل، منها نقص العمالة الزراعية والظروف الأمنية المتوترة.
أزمة بالقطاع الزراعي
تأثر القطاع الزراعي بشكل كبير بالأوضاع الراهنة، إذ أدت الاستعدادات لمواجهة هجوم إيراني محتمل إلى تأجيل وصول آلاف العمال التايلانديين للعمل في إسرائيل، مما أدى إلى نقص حاد في العمالة الزراعية.
وفي هذا الصدد، أوضح راني بار-نيس، رئيس قسم الفاكهة في اتحاد المزارعين، أن الزراعة في إسرائيل تواجه أزمة كبيرة بسبب نقص العمالة، مشيرًا إلى أن المحاصيل تُترك على الأشجار دون حصاد، مما يؤدي إلى تلف كميات كبيرة من الفواكه.
اضطرابات بقطاعي السياحة والطيران
وأيضًا، يواجه قطاع السياحة في إسرائيل اضطرابات شديدة للمرة الثالثة خلال الأشهر العشرة الماضية، إذ ألغت شركات الطيران الدولية الكبرى حجوزاتها بوتيرة متسارعة حتى قبل حدوث أي تصعيد فعلي. كما تأثرت حركة الطيران الدولي إلى إسرائيل، إذ ألغت العديد من شركات الطيران رحلاتها بسبب تدهور الوضع الأمني.
وأفادت قناة "كان" أن عدد شركات الطيران العاملة في إسرائيل انخفض إلى النصف، ونتيجة لذلك، علق آلاف الإسرائيليين في الخارج خلال ذروة موسم الصيف. وحسب نوجا نيمان، خبيرة التسوق والاستهلاك في القناة 13، فإن ما بين 5000 و10000 إسرائيلي يعلقون يوميًا دون رحلات متاحة.
زيادة باستهلاك التبغ والكحول والمهدئات
كشف استطلاع جديد أجراه صندوق ماكابي الصحي عن زيادة ملحوظة في نسبة التدخين واستهلاك الكحول والمهدئات، ويُعزى هذا الارتفاع إلى التوتر والقلق المستمرين الناجمين عن تدهور الظروف الأمنية.
استعدادات للطوارئ
ودعا يونا يهاف، رئيس بلدية حيفا، السكان إلى تخزين الطعام والماء بكميات تكفي لمدة ستة أيام تحسبًا لأي هجوم محتمل، موضحًا أن المدينة تستعد لاحتمال إطلاق نحو أربعة آلاف صاروخ يوميًا.
وكشف أميخاي شتاين، مراسل الشؤون السياسية لقناة كان 11، أن إسرائيل تستعد لاحتمال تضرر البنية التحتية للكهرباء والاتصالات في الهجوم المتوقع. وقال إنه تم تخزين كميات من الفحم والديزل كبدائل لتوليد الكهرباء تحسبًا لتعطل منصات الغاز.