الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بديل الهجوم الواسع على إسرائيل.. إيران تدرس استهداف المسؤولين عن اغتيال هنية

  • مشاركة :
post-title
مساع لمنع الهجوم الإيراني الواسع على إسرائيل

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

من المحتمل أن تختار إيران استهداف الأفراد الذين تعتقد أنهم مسؤولون عن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران، بدلًا من شن هجوم واسع على إسرائيل، وذلك استجابة لضغوط دبلوماسية مورست عليها لتجنب وقوع إصابات في صفوف المدنيين، وفق ما ذكرت صحيفة" الجارديان" البريطانية.

وجاء في تقرير الصحيفة، أنه "يمكن لطهران الرد على اغتيال هنية، الذي ألقت باللوم فيه على إسرائيل على الرغم من عدم تأكيد تل أبيب أو نفي مسؤوليتها، من خلال استهداف الأشخاص الذين تعتقد أنهم يعملون مع أو أعضاء في وكالة الموساد الإسرائيلية".

وقالت مصادر أمريكية وإسرائيلية في الأيام الأخيرة، إن "طهران لا تزال تقرر حجم ونطاق ردها بعد ضغوط دبلوماسية كبيرة لتجنب وقوع إصابات في صفوف المدنيين"، ومن المرجح أن "تستهدف إيران المسؤولين عن الهجوم، وتحديدًا الموساد وأجهزته، وليس المدنيين".

وفي اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة هذا الأسبوع، كانت هناك إدانة بالإجماع لاغتيال هنية، حيث ذكر الأعضاء أنه كان انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وسيادة إيران وسلامة أراضيها وأمنها القومي.

ولكن لم يصدر أي دعم جماعي رسمي لهجوم إيراني على إسرائيل، ودعا وزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار في تصريحاته، إلى التحلي بالهدوء والمثابرة على المسار الدبلوماسي، قائلًا إنه لا بد من الانتقام من الاغتيال، ولكن "يجب ألا نحقق خطة بنيامين نتنياهو لحرب أوسع نطاقا"، معتبرًا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يسعى لنصب فخ.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن "الولايات المتحدة وحلفاءها تواصلوا بشكل مباشر مع كل من إسرائيل وإيران لحثهم على عدم تصعيد هذا الصراع"، مضيفًا أن "مفاوضات وقف إطلاق النار دخلت مرحلة نهائية، ويمكن أن تتعرض للخطر بسبب المزيد من التصعيد في أماكن أخرى بالمنطقة".

وزار وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، العاصمة الإيرانية طهران خلال عطلة نهاية الأسبوع، والتقى نظيره الإيراني على باقري والرئيس الجديد مسعود بزشكيان، ووفق شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، يبدو أن الصفدي يعتقد أن إيران ربما تبحث عن مخرج للتصعيد.

وحسب "سي. إن. إن"، تحتاج إيران إلى غطاء دبلوماسي للتراجع عن تهديداتها ضد إسرائيل في أعقاب اغتيال هنية، مشيرة إلى أن وقف إطلاق النار في غزة من شأنه أن يسمح لطهران بالدعوة إلى الاهتمام بأرواح الفلسطينيين في القطاع أكثر من اهتمامها بالانتقام، لكن العائد لابد أن يكون كبيرًا بما يكفي بالنسبة لإيران، لأن قدرتها على الردع على المحك.

وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مكالمة هاتفية مع بزشكيان، الأربعاء الماضي، إن "الانتقام ضد إسرائيل يجب التخلي عنه"، وكان رد "بزشكيان"، "إذا كانت أمريكا والدول الغربية تريد حقًا منع الحرب وانعدام الأمن في المنطقة، يجب عليها التوقف فورًا عن بيع الأسلحة ودعم النظام الصهيوني وإجبار هذا النظام على وقف الإبادة الجماعية في غزة وقبول وقف إطلاق النار".

وقبل أيام قليلة، نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر إيرانية قولها، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طلب من المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، تنفيذ "رد منضبط" على إسرائيل. وأضافت المصادر أن "بوتين طلب من خامنئي تجنب سقوط ضحايا مدنيين في الرد على إسرائيل".

وتحول التركيز مرة أخرى إلى حزب الله اللبناني، الذي يعتزم أيضًا الانتقام، لاغتيال قائده العسكري الأعلى فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية ببيروت قبل ساعات من مقتل هنية. وباستثناء تبادل إطلاق النار المباشر بين إيران وإسرائيل في شهر أبريل، فإن حزب الله كان دائمًا يوجه الضربات إلى إسرائيل التي تتردد إيران في توجيهها، وقد يوجه هذه المرة ضربة مزدوجة، واحدة لـ"شكر" القيادي بالحزب وأخرى لـ"هنية" زعيم حماس السابق. وقال مسؤول أمريكي ومسؤول استخباراتي غربي، حسب "سي. إن. إن"، إن "المخاوف الآن بشأن قيام حزب الله بإجراء، وأن يقوم بالتحرك بدون إيران".