الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مع اقتراب الحل في غزة.. هل تتراجع إيران عن الانتقام من إسرائيل؟

  • مشاركة :
post-title
مخاوف عالمية من اندلاع حرب بين إيران وإسرائيل

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

يستعد الشرق الأوسط، بل وجزء كبير من العالم، لشن إيران هجومًا انتقاميًا على إسرائيل بسبب اغتيال الزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، لكن مع مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، ربما يطرح الكثيرون سؤالًا: هل طهران مستعدة للتراجع في مقابل إحراز تقدم في محادثات السلام في غزة؟

مخاوف عالمية

ولا يزال العالم في حالة من التوتر، بعد أن أُلغيت الرحلات الجوية عبر إيران والدول المجاورة لها، وسط مخاوف من إمكانية إطلاق الصواريخ في أي لحظة، ما قد يؤدي إلى تصعيد الحرب الإسرائيلية على غزة.

وحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، فإن الجهود المبذولة لإقناع رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتخفيف موقفه في مفاوضات وقف إطلاق النار مع حماس ليست جديدة، ولكن العائد هذه المرة قد يكون أكثر جاذبية من المحاولات السابقة.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن "الولايات المتحدة وحلفاءها تواصلوا بشكل مباشر مع كل من إسرائيل وإيران لحثهم على عدم تصعيد هذا الصراع"، مضيفًا أن "مفاوضات وقف إطلاق النار دخلت مرحلة نهائية، ويمكن أن تتعرض للخطر بسبب المزيد من التصعيد في أماكن أخرى بالمنطقة".

وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي
البحث عن مخرج

وزار وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي العاصمة الإيرانية طهران خلال عطلة نهاية الأسبوع، والتقى نظيره الإيراني على باقري والرئيس الجديد مسعود بزشكيان، ووفق "سي إن إن"، يبدو أن الصفدي يعتقد أن إيران ربما تبحث عن مخرج للتصعيد.

وحسب "سي إن إن"، تحتاج إيران إلى غطاء دبلوماسي للتراجع عن تهديداتها ضد إسرائيل في أعقاب اغتيال هنية، مشيرة إلى أن وقف إطلاق النار في غزة من شأنه أن يسمح لطهران بالدعوة إلى الاهتمام بأرواح الفلسطينيين في القطاع أكثر من اهتمامها بالانتقام، لكن العائد لابد أن يكون كبيرًا بما يكفي بالنسبة لإيران، لأن شرفها وقدرتها على الردع على المحك.

وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مكالمة هاتفية مع بزشكيان، الأربعاء الماضي، إن "الانتقام ضد إسرائيل يجب التخلي عنه"، وكان رد "بزشكيان"، "إذا كانت أمريكا والدول الغربية تريد حقًا منع الحرب وانعدام الأمن في المنطقة، يجب عليها التوقف فورًا عن بيع الأسلحة ودعم النظام الصهيوني وإجبار هذا النظام على وقف الإبادة الجماعية في غزة وقبول وقف إطلاق النار".

حسن نصرالله رئيس حزب الله اللبناني
هل يمكن لحزب الله التحرك منفردًا؟

وتحول التركيز مرة أخرى إلى حزب الله اللبناني، الذي يعتزم أيضًا الانتقام، لاغتيال قائده العسكري الأعلى فؤاد شكر في بيروت قبل ساعات من مقتل هنية.

وباستثناء تبادل إطلاق النار المباشر بين إيران وإسرائيل في شهر أبريل، فإن حزب الله كان دائمًا يوجه الضربات إلى إسرائيل التي تتردد إيران في توجيهها، وقد يوجه هذه المرة ضربة مزدوجة، واحدة لـ"شكر" القيادي بالحزب وأخرى لـ"هنية" زعيم حماس السابق.

وقال مسؤول أمريكي ومسؤول استخباراتي غربي، حسب "شبكة CNN"، إن "المخاوف الآن بشأن قيام حزب الله بإجراء أن يقوم بالتحرك بدون إيران".

اتفاق إطاري مشترك

وعلى صعيد التهدئة، أصدر زعماء مصر والولايات المتحدة وقطر، بيانًا مشتركًا، أكدوا فيه ضرورة وضع حد للمعاناة المستمرة للشعب الفلسطيني بقطاع غزة، بالإضافة لضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وإبرام اتفاق بشأن الإفراج عن المحتجزين"، بحسب بيان رسمي للمتحدث باسم الرئاسة المصرية، المستشار الدكتور أحمد فهمي.

وقال الزعماء الثلاثة، في البيان، إن "الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والأمريكي جو بايدن وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، دعوا إسرائيل وحماس للمشاركة في جولة أخيرة من المفاوضات الأسبوع المقبل لإتمام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة".

وأضاف بيان الزعماء الثلاثة، أن هناك اتفاقًا إطاريًا على الطاولة ولا يتبقى سوى الانتهاء من تفاصيل تنفيذه، مشددين على أنه "لا ينبغي إضاعة المزيد من الوقت، ولا ينبغي لأي طرف أن يقدم أي أعذار لمزيد من التأجيل".

مشاهد الدمار تملأ قطاع غزة
سبيل وحيد للتهدئة

وقال مسؤولون أمريكيون، إن اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين في غزة هو السبيل الوحيد لتهدئة التوترات الإقليمية التي وصلت إلى مستوى جديد، بعد أن اغتيال إسرائيل شكر في بيروت، وهنية في طهران، الأسبوع الماضي، وفق "أكسيوس" الأمريكي.

بينما قال مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي إن "إسرائيل سترسل في 15 أغسطس فريقها التفاوضي إلى مكان سيتم تحديده، لوضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل تنفيذ إطار صفقة أسرى غزة".

ووفق "أكسيوس"، قال مسؤول إسرائيلي كبير، إن إسرائيل كانت على علم مسبق بالبيان المشترك بين مصر والولايات المتحدة وقطر"، مضيفًا أن "إسرائيل ستذهب إلى أي مكان وتتعاون مع أي مبادرة يمكنها أن تؤدي إلى التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن".