لأول مرة منذ أكثر من عام، كشفت تقارير استخباراتية انشقاق مسؤول رفيع المستوي في كوريا الشمالية ولجوئه إلى الجارة الجنوبية، بعدما رُفض طلبه للعلاج في المكسيك.
ولعب المسؤول الكوري الشمالي ري إيل كيو، دورًا حيويًا في منع التواصل الدبلوماسي بين كوريا الجنوبية وكوبا.
البحث عن أمل
قالت صحيفة "تشوسون إلبو" الكورية، إن "ري" انضم إلى وزارة الخارجية في كوريا الشمالية في عام 1999 وحصل على تقدير من الزعيم كيم جونج أون لنجاحه في التفاوض مع بنما لرفع احتجاز سفينة كورية شمالية تم ضبطها وهي تحمل أسلحة من كوبا في عام 2013.
ري، الذي كان جزءًا من وزارة الخارجية الكورية الشمالية لأكثر من عقدين من الزمان، يمثل حالة نموذجية للمنشقين الذين يفرون من النظام الذي يديره "كيم".
وفي مقابلة خاصة مع الصحيفة، أكد "ري" أن دافعه للانشقاق جاء من "خيبة الأمل في النظام والتقييم غير العادل لعمله".
ونقلت الصحيفة عن "ري" قوله، إن الكوريين الشماليين يتطلعون إلى إعادة التوحيد أكثر من نظرائهم في الجنوب، إذ يعتقدون أن ذلك هو السبيل الوحيد لأطفالهم للحصول على مستقبل أفضل، إلا أن "نظام كيم جونج أدنى أمل متبقٍ بين الناس".
وأضاف أيضًا: "كل كوري شمالي يفكر ولو مرة واحدة في العيش في كوريا الجنوبية.. لقد دفعني الإحباط من النظام الكوري الشمالي والمستقبل القاتم إلى التفكير في الانشقاق".
الانتقال إلى كوريا الجنوبية للمنشقين الكوريين الشماليين يعد خطوة معقدة وخطيرة، حيث يتعين عليهم تخطي عدة عقبات قبل الوصول إلى الأمان، بما في ذلك التأكد من حصولهم على تصريحات خاصة قبل دخول هذا المجتمع المتطور، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.
"ري" تحدث أنه قرر الانشقاق بعدما رُفض طلبه بالسفر إلى المكسيك للعلاج الطبي، وتمكن من التخطيط للهروب مع عائلته دون الكشف عن تفاصيل دقيقة عن كيفية تنفيذهم الخطة الخطيرة.
دعم كوريا الجنوبية
وبحسب بيانات الحكومة الكورية الجنوبية، تشير إحصائيات إلى أن أعداد المنشقين الكوريين الشماليين تراجعت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، نتيجة للإجراءات الصارمة والرسوم المالية الباهظة المفروضة على معابر الهروب.
وأظهرت بيانات الحكومة الكورية الجنوبية، أن 196 منشقًا كوريًا شماليًا وصلوا إلى سول في عام 2023، وهو ما يمثل انخفاضًا من نحو 2700 قبل عقد من الزمان.
ويقول نشطاء حقوق الإنسان إن معظم المنشقين الكوريين الشماليين الذين فروا مؤخرًا إلى الجنوب هم نفس الأشخاص الذين عاشوا لفترة طويلة في الخارج، مثل الدبلوماسي "ري".
وكان آخر انشقاق معروف لشخصية بارزة إلى الجنوب هو انشقاق "تاي يونج هو"، نائب السفير الكوري الشمالي السابق لدى المملكة المتحدة، في عام 2016.
وتشمل الانشقاقات البارزة الأخرى انشقاق القائم بأعمال السفير في إيطاليا، جو سونج جيل، في عام 2019، والقائم بأعمال السفير في الكويت، ريو هيون وو، في عام 2021، اللذين شغلا رتبتي السكرتير الأول والمستشار.
ومن جهته، وعد الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول بتقديم دعم مالي وضريبي أفضل للمنشقين، مشيرًا إلى التزامه بتوفير بيئة استقرارية وداعمة لهم في بلاده.
وذكرت "الجارديان"، أن انشقاق ري إيل كيو يعكس تحولاً في الديناميكيات السياسية بين الكوريتين، ويبرز الضغوطات المتزايدة التي يواجهها النظام الكوري الشمالي تحت ضغوط العقوبات الدولية المستمرة.