أفادت تقارير، بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيسافر إلى كوريا الشمالية في الأسابيع المقبلة، لتعميق الشراكة الاستراتيجية التي أثبتت أنها شريان حياة لموسكو في حربها مع أوكرانيا، ونافذة لبيونج يانج لتعزيز برنامج إطلاق الأقمار الصناعية.
وقال السفير الروسي لدى كوريا الشمالية ألكسندر ماتسيجورا، لصحيفة "فيدوموستي"، إن زيارة بوتين إلى بيونج يانج "يتم الإعداد لها بشكل نشط".
ومن المقرر أن تكون الزيارة هي الثانية التي يقوم بها بوتين إلى كوريا الشمالية، حيث كانت أول زيارة له في عام 2000 بعد توليه الرئاسة للمرة الأولى.
وتأتي الزيارة في الوقت الذي تؤدي فيه الحرب الروسية الأوكرانية إلى تعزيز علاقات ثنائية أوثق مع جارتها كوريا الشمالية، حيث أفادت التقارير أن بيونج يانج زودت موسكو بملايين من قذائف المدفعية التي كانت في أمس الحاجة إليها، والتي سمحت للقوات الروسية بالحفاظ على التفوق في معارك المدفعية الشرسة مع القوات الأوكرانية المتعطشة للقذائف.
وترى مجلة "نيوزويك" الأمريكية، أنه ليس من الواضح تمامًا ما الذي قد يحصل عليه كيم جونج أون في المقابل، إلا أن تكهنات قد رجحت أن كوريا الشمالية قد تتطلع إلى الحصول على طائرات روسية لتحديث قوتها الجوية التي عفا عليها الزمن، فضلًا عن احتياج بيونج يانج الدائم إلى الأموال والحبوب.
وبخلاف الطائرات والغذاء، إحدى الأولويات الاستراتيجية العليا لكوريا الشمالية تتمثل في برنامجها الفضائي، وتحديدًا جهودها لوضع أقمار صناعية في المدار، وهو ما من شأنه أن يساعد في توجيه صواريخها الباليستية ذات الرؤوس النووية، وتتبع نشاط أعدائها في حالة نشوب صراع إقليمي مستقبلي، بحسب "نيوزويك".
وفي هذا الصدد، قال المشرعون الكوريون الجنوبيون، نقلًا عن معلومات وكالة الاستخبارات، إن موسكو تساعد بالفعل بيونج يانج في جهودها لإطلاق الأقمار الصناعية.
كما أكد المعهد الكوري للوحدة الوطنية أن أساليب التزود بالوقود الجديدة المستخدمة في عمليات الإطلاق الفاشلة الأخيرة التي أجرتها كوريا الشمالية، وذلك رغم المساعدة الروسية.
وأوضح بن دوبو، وهو زميل بارز في مركز تحليل السياسات الأوروبية (CEPA)، أن روسيا تنظر إلى كوريا الشمالية باعتبارها أداة تحوط مهمة ضد النفوذ الغربي في المحيط الهادئ، لا سيما وأن بيونج يانج تتمتع بقدرات فضائية أفضل، تتناسب بشكل جيد مع الاستراتيجية الروسية.
فيما رأى أنكيت باندا، خبير السياسة النووية في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، أن زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، لديه الكثير ليكسبه من مساعدة موسكو.
ويعتقد أن كوريا الشمالية زودت روسيا بأكثر من 3 ملايين قذيفة مدفعية، على الرغم من أن الجودة المنخفضة لهذه القذائف كانت بمثابة نقطة إحباط للقوات الروسية على خط المواجهة.
وقال دوبو إن ذخيرة بيونج يانج "أثبتت أنها رصيد لا يقدر بثمن بالنسبة لروسيا في هذه الأثناء، حيث سدت الفجوة حتى تتمكن القاعدة الدفاعية الروسية من إنتاج قاعدة دفاعية غربية".
ونقلت "نيوزويك" عن بن دوبو قوله: "كان هذا الفارق - مع قدرة روسيا على إطلاق المدفعية وإطلاق النار حسب الرغبة بينما واجهت أوكرانيا نقصًا حادًا في الذخيرة - عاملًا رئيسيًا في التقدم الروسي في ساحة المعركة هذا العام".