الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الرصاصة السحرية.. الغموض لا يزال حاضرا في قضية اغتيال "كينيدي"

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي جون كينيدي وزوجته - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

ألقت محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في أثناء إلقائه خطاب انتخابي بولاية بنسلفانيا، بظلالها وأثارت عدة تساؤلات حول كيفية تعرّض رؤساء أمريكا للاغتيال، رغم محاولات تأمينهم وحمايتهم.

ولعل أبرز محاولة اغتيال هي تلك التي تعرّض لها الرئيس الأمريكي السابق جون كينيدي، وعلى مدى عقود من الزمن، وبعد التحقيق الحكومي الذي أجرته لجنة وارن في الحادث، تقرر أن إحدى الرصاصات أصابت الرئيس من الخلف قبل أن تخرج من مقدمة حلقه وتصيب السيد كونالي الابن، ما أصبح معروفًا باسم "نظرية الرصاصة السحرية".

وتقول النظرية إن رصاصة بطول ثلاثة سنتيمترات مغطاة بالنحاس من بندقية "مانليشر كاركانو" أُطلقت من الطابق السادس من مستودع كتب مدرسة تكساس مرت عبر رقبة الرئيس كينيدي إلى صدر الحاكم كونالي وتخترقه لتمر عبر معصمه الأيمن وتستقر في فخذ كونالي الأيسر.

وإذا كان الأمر كذلك، فقد اخترقت هذه الرصاصة دعامة الظهر، و15 طبقة من الملابس، وسبع طبقات من الجلد، ونحو 38 سم من أنسجة العضلات، وسحقت 10 سم من ضلع كونالي.

وكان بول لانديس، الذي يبلغ من العمر 88 عامًا، على مقربة شديدة من الرئيس آنذاك في 22 نوفمبر 1963، عندما كان الموكب، الذي كان يحمل أيضًا السيدة الأولى جاكي كينيدي، وحاكم ولاية تكساس جون كونالي جونيور وزوجته، يمر عبر ديلي بلازا في دالاس.

وتم بعد ذلك إطلاق سلسلة من الطلقات النارية، وأصيب السيد كينيدي في الرأس والرقبة، بينما أصيب حاكم ولاية تكساس في ظهره. وكان أحد الأسباب التي أدت إلى توصل اللجنة إلى هذه النتائج هو وجود رصاصة على نقالة السيد كونالي جونيور عندما وصل إلى مستشفى باركلاند ميموريال بعد إطلاق النار.

لعقود من الزمن، أثارت "نظرية الرصاصة السحرية" اهتمام المؤرخين وعلماء الجنائية، بعد ما أكدت تقارير التحقيق الرسمية أن رصاصة واحدة هي التي أصابت الرئيس من الخلف، ثم انفصلت وأصابت كونالي.

ومع ذلك، في تصريحات لصحيفة "نيويورك تايمز"، أكد كان بول لانديس، عميل سابق في جهاز الخدمة السرية، أنه هو من اكتشف الرصاصة التي استقرت في الجزء الخلفي من مقعد الليموزين الرئاسية بعد وصول الموكب إلى المستشفى. وبناءً على رؤيته، يشير إلى أن اصطدام نقالات كينيدي وكونالي قد تسبب في اهتزاز الرصاصة من موقعها الأصلي.

وفي إشارة إلى أهمية الرصاصة كدليل محتمل على تعقيدات الحادث، قال لانديس: "لقد كانت قطعة حاسمة من الأدلة، لقد أدركت ذلك على الفور. لم أرد لها أن تختفي أو تتلاشى".

من جهته، جيمس روبنالت، المحامي المعروف بدراسته لتاريخ الاغتيالات، يقدم دعمه للانديس في إعادة تقييم الأدلة والشكوك المحيطة بهذه النظرية المثيرة، قائلًا: "إن افتراضية أن الرصاصة التي أصابت الرئيس كانت منفصلة عن تلك التي أصابت كونالي، يمكن أن يطرح شكوكًا جدية بشأن نظرية الرصاصة السحرية كما تم تقديمها سابقًا في تقرير وارن".

وقال "روبنالت" لصحيفة نيويورك تايمز "إذا توقفت الرصاصة التي نعرفها بالرصاصة السحرية أو البكر في ظهر الرئيس كينيدي، فهذا يعني أن الأطروحة المركزية لتقرير وارن، وهي نظرية الرصاصة الواحدة، خاطئة".