سلطت محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أثناء حضوره في حشد انتخابي بولاية بنسلفانيا، مساء السبت (بتوقيت أمريكا)، الضوء على دور عناصر جهاز الخدمة السرية، المكلف بحمايته والذين هرعوا لإنقاذه ونقله بشكل سريع من موقع الهجوم.
ويعد الهجوم أول إطلاق نار على رئيس أمريكي أو مرشح لحزب كبير منذ محاولة اغتيال الرئيس الجمهوري رونالد ريجان عام 1981. وأثار تساؤلات حول الإخفاقات الأمنية لجهاز الخدمة السرية المكلف حماية الرؤساء السابقين مدى الحياة.
وقال جهاز الخدمة السريّة الأمريكي، اليوم الأحد، إن الرئيس الأمريكي السابق بخير، مشيرًا إلى أنه "نفذ إجراءات وقائية.. والرئيس السابق بخير"، لافتا إلى أن التحقيقات نشطة وسيتم إصدار المزيد من المعلومات حال توفرها.
نشأة الجهاز
ويعد الجهاز أحد أقدم وكالات إنفاذ القانون الفدرالية في الولايات المتحدة، وأنشئ في الأصل في عام 1865 للقضاء على التزوير المتفشي في العملة بعد انتهاء الحرب الأهلية، حيث كان ما يقرب من ثلث العملات المتداولة في البلاد مزورة.
ولمعالجة هذه المشكلة، أنشئ جهاز استخبارات ملحق بوزارة الخزانة، وتوسعت وتطورت طبيعة الجهاز على مدار السنوات والعقود التالية، حتى أصدر الكونجرس قانونا ينظم عمل جهاز الحماية السرية، ويكلفه بحماية الرئيس، وذلك عقب اغتيال الرئيس وليام ماكينلي عام 1901.
عدد أفراده
ويتكون جهاز الخدمة السرية من 3200 شخص، منهم نحو 1300 يتولون مهام الحماية والحراسات الخاصة، ولا يرتدي أفرادها ملابس رسمية، بل يظهرون بملابس مدنية محافظة (بدلات داكنة اللون)، ويرتدي أغلبهم نظارات شمسية سوداء لإخفاء هوياتهم. ويتبع الجهاز وزارة الأمن الداخلي منذ مارس 2003.
وينسق جهاز الخدمة السرية مع الوكالات الاتحادية وأجهزة الولايات المختلفة، والوكالات المحلية الأخرى لتقديم المساعدة على أساس يومي طبقًا لجدول الرئيس، ففي حال قيام الرئيس بزيارة ولاية ما، يتم التنسيق مع أجهزة الأمن الخاصة بهذه الولاية.
ويتركز عمل أفراد الخدمة السرية على الحفاظ على بيئة آمنة للرئيس وغيره من المسؤولين الذين توفر لهم الحماية.
مسؤوليات متعددة
وبالإضافة إلى حماية العائلة الأولى، يوفر جهاز الخدمة السريّة أيضًا الأمن لنائب الرئيس، والرئيس المنتخب، ونائب الرئيس المنتخب، والرؤساء السابقين وعائلاتهم، والمرشحين الرئاسيين، ورؤساء الدول الزائرين، وممثلي الولايات المتحدة الذين يؤدون مهام خاصة في الخارج.
وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، تولى جهاز الخدمة السرية مسؤوليات جديدة، إذ أشرف على الأمن في الأحداث غير السياسية التي يمكن أن تكون هدفًا للإرهابيين، مثل بطولة "السوبر بول" في دوري كرة القدم الأمريكية.