تعتبر البندقية نصف الآلية من طراز AR-15، والتي تم استخدامها في محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق، واحدة من أشهر الأسلحة النارية التي لها شعبية كبيرة في الولايات المتحدة الأمريكية، ولعبت دورًا كبيرًا في العديد من جرائم القتل والاغتيال والجرائم الجماعية على مدار السنوات الماضية، وبسببها تأسست حركات تطالب بمنعها من يد المدنيين.
وتعرض المرشح الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية دونالد ترامب، لمحاولة اغتيال على يد مجهول تم قتله بواسطة قناص تابع لجهاز الخدمة السرية، وذلك خلال تجمع انتخابي في مدينة بتلر بولاية بنسلفانيا، وأعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي أنه يترأس التحقيق في الواقعة التي تم اعتبارها محاولة اغتيال.
مخترع AR-15
وكان المتهم بمحاولة اغتيال ترامب يقف على سطح مبنى مجاور، وبحسب شبكة ABC News استخدم بندقية من طراز AR-15، والتي يعود فكرة اختراعها إلى جندي مشاة بحرية سابق يُدعى يوجين ستونر، والذي قام بتصنيعها في مرآب في فترة الستينيات، والتي تميزت باستخدام الألمنيوم بدلًا من الفولاذ ونظام داخلي خفيف الوزن وفعال، ويمكنه إطلاق الكثير من الرصاصات بسرعة كبيرة.
بعد الحرب العالمية الثانية كان الجيش الأمريكي يبحث عن بندقية أفضل لجميع قواته، والذي كان يستخدم بحسب الجارديان بندقية ضخمة ثقيلة مصنوعة من الخشب والصلب، وذلك بهدف مواجهة التهديدات الشيوعية ورجال حرب العصابات المسلحين ببنادق AK-47، ولذلك كانت AR-15 هي الخيار الأمثل.
الأكثر شعبية
تم استخدام AR-15 بشكل حصري داخل الجيش الأمريكي، ولكن الشركة المنتجة قامت بإنتاج نسخة مدنية منها، وأطلقت عليها اسم سبورتر، إلا أنها لم تحظ بشعبية كبيرة في السبعينيات والثمانينيات، وفي عام 1994، وقع الرئيس كلينتون على حظر الأسلحة الهجومية الفيدرالية، بدعم من الديمقراطيين والجمهوريين والشرطة.
وبسبب ذلك شهدت تلك البندقية ارتفاعًا كبيرًا في المبيعات؛ خوفًا من دخول الحظر قيد التنفيذ، ومع الوقت أدخل صناع الأسلحة بعض التعديلات على البندقية حتى تتوافق مع القانون، وفي عام 2004، سمح الكونجرس بقيادة الجمهوريين بإلغاء حظر الأسلحة الهجومية.
وبمجرد إلغاء الحظر، سارع العديد من مصنعي الأسلحة إلى زيادة إنتاج AR-15 سهلة التصنيع، ومع أحداث 11 سبتمبر وبحجة الحرب على الإرهاب وفقًا للجارديان ارتفعت مبيعات البندقية إلى عنان السماء، وباتت رمزًا في أمريكا وبحسب الإحصائيات يوجد ما يقرب من 20 مليون قطعة سلاح في أيدي الأمريكيين أغلبها AR-15.
حوادث جماعية
أدت الرصاصات التي أطلقت من أسلحة من طراز AR-15 إلى وجود عشرات القتلى والمصابين، في حوادث إطلاق نار جماعية في كولورادو سبرينجز، وأوفالد، وبوفالو، وميدلاند، ودايتون، وبيتسبرج، وباركلاند، وساذرلاند سبرينجز، ولاس فيجاس، وأورلاندو، وسان برناردينو، ونيوتاون، وغيرها.
في عام 2018 وقع أشهر حادث داخل الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتحديد في مدرسة مارجوري ستونمان دوجلاس الثانوية في باركلاند بولاية فلوريدا، حيث قتل مسلح يبلغ من العمر 19 عامًا، 17 شخصًا وأصاب 17 آخرين في حوالي أربع دقائق بسلاح ناري من طراز AR-15، ومنذ ذلك الوقت تأسست حركة "مسيرة من أجل حياتنا" على يد الناجين من حادث إطلاق النار، والذين يطالبون حتى الآن بمنع تداول البندقية.