الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

كوريا الشمالية توقف "حرب بالونات القمامة" على جارتها الجنوبية

  • مشاركة :
post-title
كوريون جنوبيون يفحصون بقايا "بالونات القمامة" القادمة من بيونج يانج – وكالات

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

أعلنت كوريا الشمالية، أمس الأحد، أنها ستتوقف عن إرسال بالونات تحمل القمامة إلى جارتها الجنوبية، زاعمةً أن حملتها تركت للكوريين الجنوبيين "خبرة كافية حول مدى شعورهم بعدم الارتياح".

وجاء إعلان كوريا الشمالية بعد ساعات من إعلان كوريا الجنوبية، أنها ستعاقب بيونج يانج قريبًا بـ "خطوات انتقامية لا تطاق"؛ بسبب أنشطتها المتعلقة بالبالونات والاستفزازات الأخرى الأخيرة.

ونقلت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية عن مراقبين تقديراتهم أن كوريا الجنوبية ستستأنف -على الأرجح- البث عبر مكبرات الصوت في الخطوط الأمامية إلى كوريا الشمالية، والذي يتضمن انتقادات لوضعها السيئ في مجال حقوق الإنسان، والأخبار العالمية، وأغاني البوب ​​الكورية.

وتشعر كوريا الشمالية بحساسية شديدة تجاه مثل هذه المواد الإعلامية؛ لأن معظم سكانها -البالغ عددهم 26 مليون نسمة- لا يستطيعون الوصول بشكل رسمي إلى البرامج التلفزيونية والإذاعية الأجنبية.

ولم يعد من الواضح ما إذا كانت كوريا الجنوبية ستمضي قدمًا في إجراءاتها العقابية، بعد تعليق جارتها الشمالية إطلاق البالونات المسيئة.

إجراء مُضاد

ليلة الأحد، أعلن كيم كانج إيل، نائب وزير الدفاع الكوري الشمالي، أن بلاده ستعلق مؤقتًا أنشطة البالونات، وقال إنها كانت بمثابة "إجراء مُضاد" ضد حملات المنشورات السابقة في كوريا الجنوبية.

وقال إيل، في بيان نقلته وسائل الإعلام الشمالية الرسمية: "لقد جعلنا عشائر جمهورية كوريا تكتسب الخبرة الكافية حول مدى شعورهم بعدم الارتياح، ومدى الجهد المطلوب لإزالة النفايات المتناثرة".

وقال إنه إذا قام النشطاء الكوريون الجنوبيون بطرح منشورات دعائية مناهضة لبيونج يانج عبر البالونات مرة أخرى، فإن كوريا الشمالية ستستأنف إطلاق بالوناتها الخاصة لإلقاء القمامة بـ "مئات أضعاف" كمية المنشورات الكورية الجنوبية التي عثر عليها في الشمال.

وفي وقت سابق من يوم الأحد، قال الجيش الكوري الجنوبي، إنه تم اكتشاف أكثر من 700 بالون انطلقت من كوريا الشمالية في أجزاء مختلفة من البلاد، بالإضافة إلى حوالي 260 بالونًا تم العثور عليها قبل أيام قليلة.

وكانت البالونات تضم السماد، وأعقاب السجائر، وقصاصات من القماش، ونفايات الورق والفينيل، لكن لم تكن هناك مواد خطيرة، وفقًا لهيئة الأركان المشتركة.

وقال إيل، المسؤول الكوري الشمالي، إن بلاده أطلقت 3500 بالون، تحمل 15 طنًا من النفايات الورقية.

إجراءات "لا تُطاق"

كثيرًا ما ترد كوريا الشمالية بغضب على المنشورات المدنية الكورية الجنوبية؛ لأنها تحتوي على رسائل دعائية تنتقد الحكم الاستبدادي في الشمال والأخبار الخارجية.

وفي عام 2020، فجرت كوريا الشمالية مكتب اتصال فارغًا أنشأته كوريا الجنوبية في الشمال؛ احتجاجًا على أنشطة البالونات الكورية الجنوبية.

ويقول خبراء إن حملة البالونات التي تقوم بها كوريا الشمالية، والتي يقال إنها الأولى من نوعها منذ سبع سنوات، تهدف إلى إثارة الانقسام الداخلي في كوريا الجنوبية بشأن السياسة الصارمة التي تنتهجها حكومتها المحافظة تجاه الشمال.

وحسب "بوليتيكو"، يرى هؤلاء الخبراء أنه من المتوقع أيضًا أن تزيد كوريا الشمالية التوترات قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر المقبل.

ومنذ عام 2022، زادت كوريا الشمالية بشكل حاد وتيرة اختبارات الأسلحة لبناء ترسانة نووية أكبر.

وفي الأسبوع الماضي، أطلقت بيونج يانج وابلًا من الأسلحة ذات القدرة النووية في البحر، في تدريب يُحاكي هجومًا وقائيًا على كوريا الجنوبية.

وفي وقت سابق يوم الأحد، قال مدير الأمن القومي في كوريا الجنوبية، تشانج هو جين، إن الحكومة قررت اتخاذ إجراءات "لا تُطاق" ضد كوريا الشمالية ردًا على إطلاق البالونات، والتشويش المزعوم على إشارات الملاحة GPS في كوريا الجنوبية، ومحاكاة الضربات النووية ضد الجنوب في الأيام الأخيرة.

ووصف تشانج حملة البالونات التي قامت بها كوريا الشمالية والتشويش المزعوم على إشارة نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) بأنها "أعمال استفزازية سخيفة وغير عقلانية لا يمكن لدولة عادية أن تتخيلها".

واتهم مدير الأمن القومي في كوريا الجنوبية، نظام كوريا الشمالية بالسعي إلى "إثارة القلق العام والفوضى" في بلاده.