الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"حرية تعبير".. كوريا الشمالية تُمطر جارتها الجنوبية بـ"بالونات نفايات"

  • مشاركة :
post-title
بالونات النفايات التي أطلقتها كوريا الشمالية على جارتها الجنوبية

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

على وقع التوترات المستمرة في شبه الجزيرة الكورية بين بيونج يونج وسول، أسقطت كوريا الشمالية بالونات فضلات ونفايات في الشوارع المزدحمة وأمام المساكن وفي مناطق عامة أخرى في جميع أنحاء كوريا الجنوبية، اليوم الأربعاء، في أحدث تصعيد للتوتر بين الجارتين.

ونقلت وكالة الأنباء كوريا الجنوبية "يونهاب" عن الجيش قوله، إنه اكتشف نحو 260 بالونًا تحتوي على فضلات حيوانات وقمامة، متهمًا كوريا الشمالية بارتكاب عمل "غير إنساني ومنخفض المستوى". 

وذكرت وسائل الإعلام المحلية أنه تم رصد البالونات جنوبًا حتى مقاطعة جولا، بالقرب من الطرف الجنوبي للبر الرئيسي لكوريا الجنوبية، ما يشير إلى أن البالونات انتشرت في جميع أنحاء البلاد.

وردًا على الاتهامات الكورية الجنوبية، وفي بيان مليء بالسخرية وصفت كيم يو جونج، شقيقة زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، البالونات المملوءة بالنفايات بأنها "هدية صدق" حقيقية وعمل من أعمال "حرية التعبير" من جانب الشعب الكوري الشمالي.

حروب البالونات

لسنوات عديدة، اشتكت حكومة كوريا الشمالية من نشطاء كوريين جنوبيين يطلقون مواد معادية لبيونج يانج وأشياء أخرى نحو الشمال. وغالبًا ما تنتقد المنشورات سجل حقوق الإنسان في كوريا الشمالية أو تسخر من زعيمها كيم جونج أون، وأحيانًا تُحزم مع أشياء ذات قيمة، مثل الدولارات أو أقراص الذاكرة USB.

ووجهت كوريا الشمالية غضبها بشكل خاص تجاه بارك سانج هاك، وهو منشق كوري شمالي وناشط بارز في مجال حقوق الإنسان، الذي أرسل في وقت سابق من هذا الشهر نحو 20 بالونًا كبيرًا إلى الشمال. كانت هذه أول عملية إطلاق لـ"بارك" منذ أن ألغت المحكمة الدستورية في كوريا الجنوبية في سبتمبر قانونًا يحظر مثل هذه الإطلاقات.

وتم تمرير القانون خلال إدارة الرئيس الكوري الجنوبي السابق مون جاي إن، الذي حاول تحسين العلاقات مع كوريا الشمالية، على عكس خليفته، الرئيس المحافظ يون سوك يول، الذي اتخذ موقفًا أكثر صرامة ضد الشمال.

وعلى الرغم من كره كوريا الشمالية لإطلاق المنشورات، إلا أنها قامت لعقود بالمثل، وأرسلت دعايتها الخاصة إلى الجنوب.

كانت المنشورات الشمالية جزءًا من جهد استمر لعقود لكسب تأييد الكوريين الجنوبيين وخلق الشك تجاه حكومتهم، وفقًا لما قاله جاكو زويتسلوت، مقدم بودكاست NK News حول قضايا متعلقة بكوريا الشمالية. لكن يبدو أن أحدث عمليات إطلاق البالونات المملوءة بالفضلات تعكس تغييرًا في نهج كوريا الشمالية تجاه الجنوب.

وفي هذا الصدد، قال زويتسلوت: "عندما ترسل الفضلات -أو القمامة- فإن ذلك من المرجح أن يجعل الناس ينفرون بدلاً من أن يتعاطفون معك.. قد يكون ذلك جزءًا من استراتيجية اعتبار الكوريين الجنوبيين ملوثين بشكل يائس وغير جديرين بأن يكونوا جزءًا من خطط الوحدة المستقبلية مع شعب كوريا الشمالية".

سبق وتخلت بيونج يانج رسميًا عن هدفها الطويل الأمد لإعادة توحيد كوريا، وأعلنت الجنوب عدوًا دائمًا لها.

توترات متصاعدة

وتتوافق هذه التحركات مع الخطاب العدائي المتزايد لكوريا الشمالية ضد الجنوب، الذي دفع بعض المحللين إلى استنتاج أن "كيم" ربما يستعد لاستفزاز أكثر خطورة، بما في ذلك ربما شكل من أشكال المواجهة عبر الحدود. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان الزعيم الكوري الشمالي سوف يصعد من نمطه الحالي المتمثل في إجراء ما يسمى بتكتيكات حرب المنطقة الرمادية بشكل دوري، التي لا ترقى إلى مستوى أعمال الحرب.

وفي خطوة استفزازية بشكل خاص، أرسلت كوريا الشمالية في أواخر عام 2022 خمس طائرات استطلاع صغيرة بدون طيار عبر الحدود، وصلت إحداها إلى الحافة الشمالية للعاصمة سيول.

وفي السياق نفسه، قال جان لي، المتخصص في الشؤون الكورية في مركز الشرق والغرب ومقره هاواي لموقع "صوت أمريكا"، إن كوريا الشمالية قد ترى قيمة في زيادة التوترات قبل الانتخابات الأمريكية في نوفمبر المقبل، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن بيونج يانج ستظل أولوية في السياسة الخارجية الأمريكية.