الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

خطة ماكرون الجريئة.. مراهنة على تجديد الولاية أم مغامرة قد تكلفه غاليا؟

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، حل مجلس النواب وإجراء انتخابات تشريعية مُبكرة في 30 يونيو و7 يوليو المقبلين، بعد الأداء الضعيف لحزبه في انتخابات البرلمان الأوروبي الأخيرة، إذ فشل في الحصول على الأغلبية المطلقة، وبهذا التحرك يراهن ماكرون على ثقة الشعب الفرنسي في مشروعه السياسي؛ لتجديد ولايته البرلمانية وتفادي عرقلة إصلاحاته.

السياق والتفاصيل

كما نقلت صحيفة "ليزيكو" الفرنسية، لم يتوقف ماكرون عن التأكيد على "ثقته في الشعب الفرنسي" منذ إعلانه المفاجئ عن حل البرلمان، يوم الأحد الماضي.

وفي اجتماعه مع الوزراء، اعترف ماكرون بـ "صعوبة المعركة" القادمة، إلا أنه شدد على ضرورة "الذهاب للقتال" والعمل على إيجاد حلول حقيقية لمشاكل المواطنين الفرنسيين.

قال ماكرون لوزرائه إنه لا يمكن الاستمرار في "المماطلة"، وأن الوقت قد حان ليثبت للفرنسيين أنه لا يتشبث بالسلطة من أجل السلطة ذاتها، بل من أجل تقديم الحلول لهم.

كما رفض ماكرون فكرة إجراء استفتاء شعبي لـ "إعادة التأكيد على شرعيته"، معتبرًا أن ذلك لن يحل المشكلة السياسية القائمة.

الخيارات والاحتمالات

يبدو أن ماكرون يراهن على انقسام قوى اليسار، وضعف حزب الجمهوريين اليميني التقليدي، كما يأمل في جذب قوى سياسية أخرى لتشكيل تحالف حول "ثلاث أو أربع أولويات" يتفق عليها.

بحسب استطلاع للرأي أجرته شركة هاريس إنتراكتيف، قد يحصل حزب "النهضة" الذي يتزعمه ماكرون على 125 إلى 155 مقعدًا فقط في البرلمان الجديد، في حين قد يفوز اليمين المتشدد ممثلًا بحزب "التجمع الوطني" لمارين لوبان بـ 235 إلى 265 مقعدًا، ما قد يمنحه الأغلبية في البرلمان.

تعليقات وتحذيرات

وبحسب ما أشارت الصحيفة الفرنسية، فإنه بالرغم من الثقة التي يبديها ماكرون، حذرت مصادر داخل الحكومة من أن هذه الخطوة قد لا تؤدي إلى "توضيح الصورة" كما يأمل، بل قد تنتج برلمانًا "غير قابل للإدارة" شأنه شأن البرلمان الحالي.

كما انتقد أحد المستشارين إعلان حل البرلمان بأنه "قرار متهور" في ظل الحديث عن خطر اليمين المتشدد.

من جانبها، اعتبرت رئيسة مجلس النواب ياِل بران-بيفِيه أن هناك "طريقًا آخر" يتمثل في تشكيل "ائتلاف"، في حين وصف أحد الوزراء هذه الفكرة بـ "الحماقة الكبرى".

الاستراتيجية الانتخابية

وتوضح ليزيكو أن ماكرون قد يعتمد استراتيجية انتخابية تقوم على عدة محاور رئيسية، أولها محاولة استقطاب أصوات الناخبين المعتدلين والليبراليين من خلال التركيز على "3 أو 4 أولويات" سياسية واقتصادية يأمل في أن تجذب قوى سياسية أخرى لتشكيل تحالف معه حولها.

كما يراهن على تصوير نفسه كالخيار الأفضل والأكثر "جرأة" مقارنة بمنافسيه، لاسيما اليمين المتشدد الذي وصفه رئيس حزبه "النهضة" ستيفان سيجورني بأنه "غير جدير بالثقة" في إدارة الاقتصاد أو العلاقات الخارجية.

وتسأل سيجورني على قناة فرانس إنتر: "هل يريد الفرنسيون أن يعهدوا بمدخراتهم إلى جان فيليب تانجوي أو أن يروا مارين لوبان تتفاوض مع فلاديمير بوتين؟".

التحديات والمخاطر

رغم ذلك تشير الصحيفة الفرنسية إلى أن ماكرون يواجه تحديات كبيرة، أبرزها عدم قدرته على تجاوز الانقسامات العميقة في المجتمع الفرنسي بين اليمين واليسار، والنخب والطبقات الشعبية، وخصوصًا بعد احتجاجات حركة "السترات الصفراء" التي عصفت ببعض شعبيته.

كما تشير استطلاعات الرأي إلى احتمال فوز اليمين المتشدد بأغلبية مقاعد البرلمان، ما قد يفرض على ماكرون التعامل مع برلمان معارض، أو حتى سيناريو التعايش مع رئيس وزراء من اليمين المتشدد في حال رفض الأخير التحالف معه.