الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أنهار كاملة تشبه "عصير البرتقال".. تغير المناخ يهدد أكبر محمية في العالم

  • مشاركة :
post-title
أحد أنهار ألاسكا يكسوها اللون البرتقالي

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

بعد سنوات عديدة من اكتشاف تحول لون الأنهار والبحيرات في جميع أنحاء ألاسكا إلى البرتقالي، الذي كان لغزًا محيرًا بالنسبة لكثير من العلماء والباحثين، خرجت دراسة جديدة لتسلط الضوء على الأسباب التي يمكن أن تكون وراء هذا الأمر.

وتعد ألاسكا أكبر ولاية في الولايات المتحدة الأمريكية وتوازي مساحتها خُمس بقية الولايات، ووفقًا لتقرير من مكتب الولايات المتحدة لإدارة الأراضي تمتلك ألاسكا عددًا لا يُحصى من الجزر، وأكثر من ثلاثة ملايين بحيرة، ويحدث بها واحد من أكبر حركات المد والجزر في العالم، وبها أكبر محمية للحياة البرية في العالم، حيث تقع على مساحة 65 كم مربع.

المياه يمكن أن تكون سامة بسبب المعادن
مياه سامة

الأبحاث الجديدة تشير إلى أن تغير المناخ يعتبر سببًا أساسيًا، إذ يشتبه العلماء بحسب شبكة "cbsnews" في أن التغير الجذري في اللون هو نتيجة ذوبان التربة الصقيعية، التي تعد في الأساس أرض متجمدة، وهو ما يؤدي إلى إطلاق المعادن في المياه النقية الصافية، وهو ما يهدد مياه الشرب ومصايد الأسماك بالمنطقة.

وتشكل تلك الألوان الجديدة في البحيرات خطورة كبيرة على هجرة الأسماك إلى مناطق التفريخ، وفقًا لدراسة Nature Earth and Environment، كونها سامة، إذ تنتشر تلك المياه في العديد من المتنزهات، بعد أن حصل العلماء على عينات من 75 موقعًا في منطقة كبيرة بحجم ولاية تكساس.

الفرق في لون النهر خلال عام واحد
عصير البرتقال

المؤلف الرئيسي جون أودونيل، عالم البيئة في معهد القطب الشمالي التابعة لخدمة المتنزهات الوطنية الأمريكية، أكد في بيانه أن هناك بعض المناطق التي أخذ منها العينات بعيدة جدًا لدرجة أن طائرات الهليكوبتر هي الطريقة الوحيدة للوصول إليها، لافتًا إلى أنهم كلما حلقوا أكثر وجدوا المزيد والمزيد من الأنهار والبحيرات البرتقالية، وبحسب تعبيره هناك مناطق كاملة تشبه مياهها "عصير البرتقال".

ويؤكد الباحث أن الأمر وصل إمكان رؤية تلك الألوان البرتقالية من الفضاء، وهو ما كشفت عنه صور الأقمار الصناعية التي تم التقاطها عام 2018 لأول مرة، لكن الأمر يعود كما يقول إلى عام 2008، إذ تكمن المشكلة في أنها تنتشر ببطء من منابع المياه الصغيرة إلى الأنهار الأكبر بمرور الوقت.

صورة من الأقمار الصناعية ترصد تغير لون البحيرات
الحياة البرية

ويعتقد العلماء أن المعادن المخزنة في التربة الصقيعية قد تم إطلاقها مع ارتفاع درجة حرارة المناخ، إذ تعرضت الخامات المعدنية للماء والأكسجين، ما أدى إلى إطلاق الأحماض والمعادن، وأظهرت العينات مستويات مرتفعة أو عالية من الحديد والزنك والنيكل والنحاس والكادميوم في المياه المتأثرة.

ويعد الحديد من أكثر المعادن المهيمنة بين جميع تلك المعادن، معتقدين أنه السبب وراء اللون البرتقالي، كما لاحظت الدراسة أن تغير لون مجرى النهر كان مرتبطًا بانخفاض كبير في تنوع اللافقاريات الكبيرة ووفرة الأسماك، وتعد أنهار القطب الشمالي في ألاسكا موطنًا لمجموعة متنوعة من الأسماك التي تعتبر بالغة الأهمية للحياة ومصائد الأسماك التجارية.

ويرى الباحثون وفقًا للدراسة، أن عودة الطقس البارد، يمكن أن يعزز من تعافي التربة الصقيعية، لكن مع استمرار ارتفاع درجة حرارة المناخ يتوقع العلماء أن تستمر التربة الصقيعية في الذوبان، التي بدورها ستؤثر على طعم المياه، في المناطق الريفية، التي بدورها يمكن أن يكون لها تداعيات خطيرة على الصحة.