في خطوة مفاجئة أعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، عن إجراء انتخابات عامة في الرابع من يوليو القادم، مما يمهد الطريق لإمكانية تغيير الحكم الذي استمر لمدة 14 عامًا تحت قيادة حزب المحافظين.
المحافظون أمام اختبار البقاء
تشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب المحافظين يقف على حافة الهاوية، وذلك بعد تولي 5 رؤساء وزراء مقاليد الحكم في السنوات الثماني الأخيرة المليئة بالتقلبات منذ استفتاء "البريكست"، بحسب موقع "أكسيوس" الأمريكي.
حزب العمال، بقيادة كير ستارمر المنتمي ليسار الوسط، والذي يعد بتعزيز العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، يسعى للفوز بأغلبية برلمانية لأول مرة منذ عام 2010.
وأدي الاقتصاد الراكد وسلسلة الفضائح التي شهدتها فترة حكم بوريس جونسون، بالإضافة إلى الفترة القصيرة التي قضتها ليز تراس في منصبها، إلى تدهور شعبية المحافظين.
سوناك يتحدى العواصف
ووسط هطول الأمطار الغزيرة، وقف سوناك أمام 10 داونينج ستريت مؤكدًا على أن الاقتصاد البريطاني يسير نحو التحسن، مستشهدًا بأحدث أرقام التضخم.
وقال رئيس الوزراء البريطاني: "الآن هو الوقت لبريطانيا لاختيار مستقبلها، وتحديد ما إذا كنا نريد البناء على التقدم الذي أحرزناه أو المخاطرة بالعودة إلى نقطة الصفر"، وسط أصوات المتظاهرين الذين كانوا يعزفون أغنية حزب العمال الشهيرة من انتخابات عام 1997.
لماذا دعا سوناك إلى الانتخابات الآن؟
بدأت المملكة المتحدة في الخروج من "أزمة تكلفة المعيشة" التي شهدت ارتفاع أسعار السلع الأساسية منذ الحرب الروسية الأوكرانية في 2022. وكان العديد من المراقبين يتوقعون إجراء الانتخابات في الخريف - ربما في أكتوبر أو نوفمبر - ولكن يبدو أن سوناك يعتقد أن آفاق حزبه من غير المرجح أن تتحسن بين الحين والآخر، وربما كان يأمل أن يسمح له عنصر المفاجأة بسرقة مسيرة حزب العمال المعارض، بقيادة كير ستارمر.
ماذا حدث بعد ذلك؟
وحصل سوناك على إذن من الملك "بحل البرلمان" ــ وهي السلطة التي يملكها رسميًا العاهل البريطاني، رغم أن هذا القرار يعود فعليًا إلى رئيس الوزراء. وبعد 30 مايو، يتوقف البرلمان الحالي عن الوجود رسميًا، ويصبح نوابه مرشحين ــ الذين سيتعين عليهم أن يعرضوا على الناخبين ضرورة إعادة انتخابهم. ويستمر وزراء الحكومة في مناصبهم ويمارسون مهامهم لحين تشكيل الإدارة الجديدة.