في خطاب يحدد رؤيته للسنوات الخمس المقبلة، يستعد رئيس وزراء بريطانيا، ريشي سوناك، اليوم الاثنين، لتخيير الإنجليز بين مفترق طرق خلال تدشين حملته للانتخابات العامة، بين حزب المحافظين وحزب العمال، حيث تواجه البلاد الفترة "الأخطر والأكثر تحولًا" في التاريخ.
ووفق ما ذكرت صحيفة "التليجراف"، سيقول "سوناك" إن كل جانب من جوانب حياة الناس سوف يتغير، مع توقع المزيد من التغيير في السنوات الخمس المقبلة مقارنة بالسنوات الثلاثين الماضية، من خلال التهديدات الأمنية المتزايدة من دول مثل الصين وروسيا، والهجرة الجماعية غير المسبوقة والتقدم في تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي.
تقول "التليجراف": "سوف يصور سوناك نفسه على أنه زعيم أفضل من زعيم حزب العمال السير كير ستارمر، مُشيرًا إلى سجله في قيادة الأمة خلال الأزمات الاقتصادية والوباء، كدليل على أنه يستطيع منح بريطانيا مستقبلًا أكثر أمانًا قبل الانتخابات العامة المتوقعة هذا الخريف".
خمس سنوات
الأسبوع الماضي، كان رئيس الوزراء البريطاني مدعومًا بالأرقام، التي أظهرت أن الاقتصاد نما بنسبة 0.6% خلال الربع الأول من العام الجاري، منهيًا الركود المسجل في النصف الأخير من عام 2023.
بالطبع، كانت هذه الأخبار موضع ترحيب سوناك، الذي يحاول التعافي هزيمة حزبه في الانتخابات المحلية، وانشقاق نائبة دوفر، ناتالي إلفيك، إلى حزب العمال.
وسيستخدم رئيس الوزراء البريطاني خطابه يوم الاثنين؛ لتسليط الضوء على الخطوط الفاصلة بين الحزبين، سعيًا لاستغلال فشل حزب العمال في مطابقة التزامه بزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول نهاية العقد، كدليل على أن المحافظين يمكن أن يكونوا أكثر قدرة على حماية الأمة.
كما سيتعهد بحماية المملكة المتحدة من تهديدات الحروب، والارتفاع العالمي في الهجرة و"أولئك الذين يسعون إلى تقويض قيمنا وهوياتنا المشتركة"، وفقًا لما ذكره داونينج ستريت (مقر رئيس الوزراء).
ونقلت "التليجراف" عن الخطاب المرتقب: "لديّ أفكار جريئة يمكن أن تغير مجتمعنا نحو الأفضل، واستعادة ثقة الناس واعتزازهم بوطننا".
أيضًا "أشعر بإحساس عميق أنه سيتغير في السنوات الخمس المقبلة أكثر مما تغير في الثلاثين الماضية. أنا مقتنع بأن السنوات القليلة المقبلة ستكون من أخطر السنوات وأكثرها تحولًا التي عرفتها بلادنا على الإطلاق."
وسيضيف: "إن بلادنا تقف على مفترق طرق. على مدى السنوات القليلة المقبلة، من ديمقراطيتنا إلى اقتصادنا إلى مجتمعنا -إلى أصعب مسائل الحرب والسلام- سوف يتغير كل جانب من جوانب حياتنا تقريبًا".
وسيؤكد سوناك أن الطريقة التي يتصرف بها "المحافظين" في مواجهة هذه التغييرات "ليس فقط للحفاظ على سلامة الناس وأمنهم، ولكن لاغتنام الفرص أيضًا، ستحدد ما إذا كانت بريطانيا ستنجح في السنوات القادمة أم لا. وهذا هو الخيار الذي يواجه البلاد".
كما أشارت "التليجراف" إلى أن رئيس الوزراء البريطاني "سوف يردد تحذيرات كاميرون، وزير الخارجية، بشأن ضرورة أن تتبنى المملكة المتحدة سياسة أكثر صرامة من أجل عالم أكثر صرامة، في مواجهة العدوان الروسي والصيني".
وسيقدم سوناك المحافظين باعتباره الحزب الذي لديه أساليب أكثر ابتكارًا لمعالجة الهجرة من خلال خطته الخاصة برواندا، والتي تعهد كير ستارمر بإلغائها منذ اليوم الأول لحكومة حزب العمال.