واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، التصعيد العسكري ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية المُحتلة، وذلك بعد يوم من إعلان مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، طلب إصدار أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت.
وواصلت طائرات الاحتلال قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة في اليوم 228 من الحرب، مخلفة العشرات من الشهداء والجرحى. وارتكب جيش الاحتلال عشر مجازر ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 106 شهداء و176 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية، لترتفع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 35562 شهيدًا و79652 إصابة، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وتواصل قوات الاحتلال اجتياح مخيم جباليا لليوم التاسع، ويحاصر مستشفى العودة في تل الزعتر لليوم الثاني. واستشهد 12 فلسطينيًا إثر قصف طائرات الاحتلال عمارة سكنية في مشروع بيت لاهيا، فيما وصل 14 شهيدًا و42 إصابة إلى مستشفى كمال عدوان خلال24 ساعة نتيجة عدوان الاحتلال المتواصل على شمال غزة.
وتواصل قوات الاحتلال إغلاقها مدخل بلدة بيت حانون، ومحاصرتها للنازحين في مدارس الإيواء القريبة منها. واستشهد شاب فلسطيني في قصف الاحتلال على بلدة بيت حانون.
وارتقى ثلاثة شهداء وإصابة آخرين بقصف الاحتلال لمنزل في حي التفاح شرق مدينة غزة. كما استشهد أربعة مواطنين في قصف على منزل بشارع الثلاثيني جنوب مدينة غزة.
وفي رفح الفلسطينية، تخطت دبابات الاحتلال بوابة صلاح الدين على الشريط الحدودي جنوب المدينة، ونسفت عدة منازل في حي البرازيل شرق المدينة وتمركزت أيضًا في محيط مستشفى النجار.
وشن طيران الاحتلال سلسلة غارات جوية شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، ما أدى لسقوط عدد من الشهداء والجرحى.
ونفذت طائرات الاحتلال غارات استهدفت شمال مخيم البريج وسط قطاع غزة. واستشهد شابان في إطلاق نار إسرائيلي استهدفهما في محور "نتساريم" العسكري شمال مخيم النصيرات.
وكان المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، قال أمس الاثنين، إن أكثر من 900 ألف شخص، أي حوالي 40% من سكان غزة، نزحوا خلال الأسبوعين الماضيين مع استمرار القصف الإسرائيلي في معظم أنحاء القطاع.
وأضاف أن "من بين النازحين الفلسطينيين، 812 ألفًا من رفح وأكثر من 100 ألف من شمال غزة".
وتابع دوجاريك: "حتى الآن، يخضع أكثر من 75% من قطاع غزة -حوالي 285 كيلومترًا مربعًا- لأوامر الإخلاء وسط تصاعد الأعمال العدائية".
وأضاف أن النزوح واسع النطاق أدى إلى ظروف معيشية سيئة؛ بسبب النقص الحاد في أماكن الإيواء، مع عدم وجود خيام وتوافر عدد قليل جدًا من مواد الإيواء للتوزيع. وأشار إلى أن النازحين يلجأون إلى الأماكن المفتوحة والمباني المتضررة والأراضي الزراعية في خان يونس ودير البلح.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، إن القصف الإسرائيلي رافقته توغلات برية ومعارك عنيفة، خاصة في شرق رفح وجباليا.
وتزامنًا مع العدوان على غزة، اقتحمت قوات الاحتلال مدينة جنين ومخيمها، صباح اليوم الثلاثاء، وفتحت نيرانها على المواطنين الفلسطينيين، ما أدى إلى استشهاد سبعة بينهم طبيب وإصابة 15 بجروح بينها إصابات حرجة.
وأعلن جيش الاحتلال عن بدء عملية عسكرية في جنين، وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية وصول 11 إصابة للمستشفى، بينها 3 حالتهم خطيرة.
واندلعت اشتباكات مسلحة، بين مقاومين فلسطينيين وقوات من جيش الاحتلال عقب اقتحام مدينة جنين، شمالي الضفة الغربية المحتلة. وقال شهود عيان إن قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي اقتحمت المدينة قبل أن تواجه اشتباكات مع فلسطينيين. وأشار الشهود إلى أن طائرات إسرائيلية مسيّرة تحلق في سماء جنين.
وجاء التصعيد في الضفة المحتلة وغزة، بعد يوم من إعلان مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، طلب إصدار أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت.
وسرد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، سبع جرائم محددة منسوبة إلى نتنياهو وجالانت، هي "تجويع المدنيين كوسيلة للحرب كجريمة حرب؛ والتسبب عمدًا في معاناة شديدة أو إصابة خطيرة بالجسم أو الصحة أو المعاملة القاسية باعتبارها جريمة حرب، والقتل غير العمد أو القتل باعتباره جريمة حرب".
وشملت الجرائم التي سردها خان "تعمد توجيه الهجمات ضد السكان المدنيين باعتبارها جريمة حرب؛ والإبادة والقتل، بما في ذلك في ظروف الوفاة الناجمة عن المجاعة، كجريمة ضد الإنسانية؛ الاضطهاد كجريمة ضد الإنسانية؛ وغيرها من الأعمال اللاإنسانية".