أثار إعلان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، طلبه لإصدار أوامر اعتقال ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، يوآف جالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة، صدمة وغضبًا كبيرًا في أرجاء دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وأعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، اليوم الاثنين، أنه يسعى لإصدار أوامر اعتقال ضد بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية، ويوآف جالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة الذي يعاني عدوانًا إسرائيليًا منذ السابع من أكتوبر الماضي، خلف عشرات الآلاف من الشهداء والجرحي ومئات المجازر بحق المدنيين العزل.
نهج خطير
ووصفت صحيفة "جلوبس" العبرية، إعلان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، بـ"أنه نهج خطير يعزز الطغاة والدول الديكتاتورية"، ودعت المجتمع الدولي إلى الرد على المدعي العام للمحكمة.
وأضافت أنه "يتعين على أوروبا والولايات المتحدة، فضلًا عن الدول الأخرى، أن تقرر ما إذا كانت ستمنح كريم خان القدرة على الإضرار بمكانة الديمقراطية والعلاقات الدولية في المستقبل القريب"، واصفة المدعي العام بأنه "يتصرف تمامًا مثل حماس والمنظمات الإرهابية في جميع أنحاء العالم".
وستؤدي هذه الخطوة إلى زيادة عزلة إسرائيل دوليًا، وزيادة الضغط على إدارة بايدن للضغط على نتنياهو لإنهاء الحرب في غزة، كما يمكن أن يؤدي ذلك إلى إصدار تشريع من جانب الكونجرس ضد المحكمة الجنائية الدولية، وفق موقع "أكسيوس" الأمريكي.
المرة الأولى
وهذه هي المرة الأولى التي تسعى فيها المحكمة الجنائية الدولية إلى إصدار أوامر اعتقال ضد حليف رئيسي للولايات المتحدة، وكذلك المرة الأولى التي تصدر فيها أوامر اعتقال بحق قادة إسرائيليين.
وتوقعت صحيفة "معاريف" العبرية أن تثير مذكرات الاعتقال ضد كبار المسؤولين الإسرائيليين، في حال صدورها، غضبًا في إسرائيل وتغير علاقاتها الدبلوماسية مع العديد من الدول، ومع ذلك ستحد بشكل كبير من قدرة كبار المسؤولين على التحرك.
ليست لها سلطة
وقال يوجين كونتوروفيتش، رئيس قسم القانون الدولي في منتدى كيهلات الإسرائيلي، "ليس للمحكمة أي سلطة، ومحاولة اتهام إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في حرب تشهد أدنى معدل للخسائر في صفوف المدنيين، مقارنة بأي حرب مدن حديثة هو أمر سخيف، ومن السخف أن يتهمون إسرائيل بجريمة التجويع عندما لا يتضور أحد جوعًا".
ويقول ديفيد بوسكو، الأستاذ في جامعة إنديانا الإسرائيلية، "إسرائيل لم تنضم إلى المحكمة، لذلك ليست لها ولاية قضائية على مواطنيها، إن هذا هو موقف روسيا أيضًا".
"خان" كاره لإسرائيل
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أنه "عندما تم انتخاب كريم خان لهذا المنصب، وُصف بأنه براجماتي، والآن يُنظر إليه بالفعل على أنه كاره لإسرائيل ويثير غضبًا هائلًا بعد طلبه المثير لإصدار أوامر اعتقال ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت".
ونقلت "القناة 12" العبرية عن "نتنياهو" في اجتماع حزب الليكود للمرة الأولى: "هذه فضيحة، لن يتم اعتقالي أو حتى في بقية النظام السياسي، قرار المدعي العام للجنائية الدولية فضيحة، ولن يوقفنا".
وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية نقلًا عن مسؤولين في تل أبيب، "أن مذكرات الاعتقال في لاهاي لن تؤثر على استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة للشهر الثامن على التوالي".
فضيحة تعادل الهجوم
بدوره، قال وزير خارجية الاحتلال يسرائيل كاتس: "تحرك المحكمة الجنائية الدولية للسعي لإصدار مذكرتي اعتقال لنتنياهو وجالانت، فضيحة تعادل هجوم السابع من أكتوبر الماضي".
وأضاف "كاتس" أنه "فتح غرفة حرب خاصة للتصدي لتحرك المحكمة، وشدد على أنه لا توجد قوة في العالم قادرة على منع إسرائيل من استعادة محتجزيها من غزة، والإطاحة بحركة حماس".
وحث الوزير المتطرف بحكومة الاحتلال إيتمار بن جفير، نتنياهو على تجاهل المحكمة الجنائية الدولية والمدعي العام بها، ووصفهما بأنهما "معاديان للسامية"، ودعا للرد على هذه المساعي، عبر تكثيف الحرب على قطاع غزة، حتى إلحاق الهزيمة الساحقة بحركة حماس.
يُذكر بالدعاية النازية
فيما وصف وزير المالية المتطرف بحكومة الاحتلال، بتسلئيل سموتريتش، سعي المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، بأنه استعراض للنفاق وكراهية اليهود ويذكر بالدعاية النازية.
وقال سموتريتش في بيان: "مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وجالانت هي مذكرات اعتقال بحقنا جميعًا"، داعيًا ما وصفها "الدول الصديقة لإسرائيل إلى التحرك لحل المحكمة الجنائية الدولية".
وارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة جماعية في قطاع غزة للشهر الثامن على التوالي، خلّفت أكثر من 35.562 شهيدًا فلسطينيًا وإصابة 79.652 آخرين منذ السابع من أكتوبر الماضي، بحسب وكالات.