كشفت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، بدء الصحفيون في هيئة الإذاعة العامة الإيطالية "راي"، إضرابًا اليوم الاثنين، في مواجهة متصاعدة مع حكومة رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني اليمينية.
وفي بيان بالفيديو، اشتكى اتحاد صحفيي الـ"راي" –الذي يمثل نحو 75% من صحفيي المحطة البالغ عددهم 2000 صحفي– من التدخل التحريري وظروف العمل أثناء إطلاقهم ما يقول المنظمون إنه سيكون 5 أيام غير متتالية من العمل العمالي.
وجاء في إعلان النقابة الذي تم بثه على "راي": "نفضل خسارة يوم أو بضعة أيام من الراتب بدلاً من فقدان حريتنا. إن استقلالية وحرية الراي ذات قيمة للجميع".
واتهمت النقابة الشهر الماضي مجلس إدارة الإذاعة -الذي يهيمن عليه المعينون من قِبل حكومة ميلوني- بالسعي لتحويل الشبكة "إلى مكبر صوت للحزب الحاكم"، وقالت إن الأجواء "تصبح أكثر اختناقًا كل يوم".
وانتقدت "ميلوني" سابقًا "راي"، قائلة إنها كانت معقلًا يساريًا لسنوات وتتطلب "إعادة التوازن" مع وجهات نظر أكثر تنوعًا لتصبح أكثر موضوعية وتؤدي دورها في الخدمة العامة.
وفي ردها الغاضب على الإضراب العمالي اليوم، اتهمت إدارة الراي نقابة الصحفيين بـ"الإضراب لدوافع أيديولوجية وسياسية، لا علاقة لها بحقوق العمال". كما طالبت الإدارة النقابة بـ"التوقف عن الترويج للأخبار الكاذبة التي تضر بصورة الشركة"، واتهمت المضربين باستخدام هيئة البث العامة "للتلاعب السياسي" قبل الانتخابات الأوروبية.
وردت النقابة بأن إدارة الراي كانت تحاول "تشويه سمعة" جميع صحفيي الراي، واعتمدت لهجة مثل "أصحاب مصانع الحديد".
راي، التي لديها قنوات وطنية ومحلية متعددة، هي أكبر منتج للأخبار في إيطاليا، وتمثل نحو 38% من نسبة المشاهدة في وقت الذروة، وفقًا لهيئة تنظيم صناعة الاتصالات في إيطاليا.
وتصاعدت التوترات في "راي" منذ أشهر بسبب الإصلاح الشامل الذي تخطط له حكومة ميلوني للهيئة الإذاعية، حيث اشتكت النقابة من الفشل في استبدال الصحفيات المتقاعدات أو النساء في إجازة الأمومة، ومن ممارسة إبقاء طاقم التحرير على المدى الطويل بعقود مؤقتة.