الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

رغم "صداقة" ميلوني.. المزارعون الإيطاليون يزحفون لحصار روما بـ"الجرارات"

  • مشاركة :
post-title
قافلة جرارات حملت العلم الإيطالي تتجه نحو "الكولوسيوم" وسيرك "ماكسيموس"

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

تشهد الطرقات المؤدية إلى روما، حشدًا يضم أكثر من ألف جرار زراعي، يستعد أصحابها للتوجه إلى العاصمة الإيطالية، مع انتشار موجة من مظاهرات المزارعين في جميع أنحاء أوروبا.

وفي حين خفت حدة الاحتجاجات في فرنسا وألمانيا، فإنها تكتسب كثافة في إيطاليا، حتى في الوقت الذي تسعى فيه حكومة رئيسة الوزراء "جيورجيا ميلوني" -الصديقة للمزارعين- إلى تلبية مطالبهم.

ونظم المزارعون الإيطاليون حصارًا في مختلف أنحاء البلاد في الأسابيع الأخيرة، مستشهدين باستعارات مناهضة للمؤسسة الأوروبية، منتقدين "الكيفية التي تخطط بها بروكسل لإجبار الإيطاليين على تناول اللحوم المصنعة في المختبر ودقيق الحشرات"، وفق مجلة "بوليتيكو".

ونقلت النسخة الأوروبية للمجلة عن "جيانكارلو كارابيلوتي"، المتحدث باسم حركة المزارعين المغدورين -وهي حركة تنظم الاحتجاجات- إنه حتى وقت متأخر من الخميس الماضي، كان هناك 1600 جرار متوقف في مخيمات الاحتجاج على مشارف روما، مثل "باسو كوريس"، ومن المتوقع أن يصل الكثير منها بحلول يوم الاثنين.

وتضمنت اللافتات التي رفعت في معاقل المزارعين "السوق غير عادلة.. أنتم تسلبون كرامتنا" و "لا مزارعون.. لا طعام".

تهديدات كبيرة

رغم إلغاء مظاهرة كان من المقرر تنظيمها في وسط روما أمس الجمعة في اللحظة الأخيرة، لكن قافلة من أربعة جرارات، حملت اللون الأحمر والأبيض والأخضر -الألوان الثلاثة للعلم الإيطالي- سارت نحو مبنى "الكولوسيوم" وسيرك "ماكسيموس" الشهيرين في الصباح.

وكان من المقرر أن يلتف مئات المزارعين حول الطريق الدائري بالمدينة، مساء الجمعة.

وهدد المزارعون بحصار العاصمة، بطريقة تشبه مسيرة الزعيم الفاشي الشهير "بينيتو موسوليني" عام 1922 إلى روما، ما لم يلتقوا "ميلوني"، أو وزير الزراعة وصهرها "فرانشيسكو لولوبريجيدا".

في هذه الأثناء، اجتمع عشرات المزارعين في الشمال في مكان مهرجان الموسيقى الإيطالي الشهير في "سان ريمو"، بعد دعوة نشطاء من حركة "الخلاص الزراعي" الشعبوية الناشئة للتعبير عن شكاواهم على خشبة المسرح خلال برنامج X-Factor الشهير، الذي يشاهده ما يصل إلى 16 مليون شخص.

وتوجهت مجموعة صغيرة من الجرارات، الخميس، إلى سان ريمو على أمل السماح لها بالصعود إلى المسرح، قبل أن تقول هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية التي تنظم المسابقة، إن ذلك "مستحيل".

وقال فيليبو جوليو، أحد المتحدثين باسم المزارعين، لوسائل الإعلام المحلية: "لقد تراجعوا عن كلمتهم. نريد الصعود على المسرح. لقد كنا دائمًا مسالمين، ولكن إذا شعرنا بالغضب، فقد نصبح قادرين على أن نصبح وقحين".

ومع استحالة الصعود، قالت مجموعة "الخلاص الزراعي"، أمس الجمعة، إنها وافقت على بيان يُقرأ نيابة عنها.

مخاوف المزارعين

بالإضافة إلى التهديد الناجم عن الأطعمة الجديدة التي يقولون إنها تهدد سبل عيشهم، يحتج المزارعون على ارتفاع الضرائب، وارتفاع تكلفة الديزل، والواردات الرخيصة، وانخفاض أسعار المتاجر الكبرى، والقيود التي تفرضها أهداف الاتحاد الأوروبي المتعلقة بتغير المناخ.

ودعت قائمة تضم 10 مطالب وضعتها مجموعة "الخلاص الزراعي" إلى إعادة كتابة الصفقة الخضراء للاتحاد الأوروبي -والتي أطلقت عليها اسم "التطرف البيئي"- وفرض حظر على الواردات من البلدان ذات الأنظمة المتساهلة، وتخفيضات ضريبة القيمة المضافة على الطعام والنبيذ.

ورغم حظر الحكومة اللحوم المصنعة في المختبر العام الماضي، لكن من غير الواضح ما إذا كانت هذه الخطوة تتوافق مع قواعد السوق الداخلية الأوروبية.

كما هاجم المزارعون، أيضًا، أكبر جماعة ضغط للمزارعين "كولديريتي" التي ظلت صامتة إلى حد كبير خلال الموجة الأخيرة من الاحتجاجات، بسبب دعمها لقرارات بروكسل.

وقالت حركة "الخلاص الزراعي"، إن جماعة "كولديريتي" دافعت فقط وبشكل حصري عن مصالحها الخاصة في بروكسل.

أما داخل الائتلاف الحاكم، كانت الأحزاب تمارس لعبة تبادل اللوم. حيث يتنافس حزب "إخوان إيطاليا" اليميني المتطرف بزعامة "ميلوني"، ومنافسه حزب "الرابطة"، على نفس شريحة الناخبين قبل الانتخابات الأوروبية في يونيو المقبل.

لهذا، أعلن وزير المالية، الخميس، أن الحكومة تدرس إعادة دعم الديزل واستعادة الإعفاءات الضريبية للمزارعين الذين يحتاجون إلى الدعم.

وعلى أمل الحصول على بعض الدعم من المزارعين، أكدت "ميلوني" على دورها في القرار الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع بالتخلي عن الجهود الرامية إلى خفض استخدام المبيدات الحشرية.

كما أقر مجلس النواب الإيطالي، الأربعاء، قانونا يعترف بالمزارع الإيطالي باعتباره "حارس البيئة والأرض". كما أقر "اليوم الوطني للزراعة".

لكن بعيداً عن اللفتات الرمزية، فإن إيطاليا -التي تعاني من ضائقة مالية- لم تتوصل بعد إلى عرض حقيقي يكسب رضا مزارعيها.