مع تولي إيطاليا رئاسة مجموعة السبع للدول الصناعية، ترغب جورجيا ميلوني، رئيسة الوزراء، وضع قضية الهجرة على جدول الأعمال، إلى جانب التعاون المُكثف مع إفريقيا.
ومن المقرر أن يجتمع رؤساء دول وحكومات أهم سبع دول صناعية ديمقراطية في بوليا، جنوب إيطاليا، يونيو 2024، مع حضور لافت لإفريقيا، إلى جانب بناء الجسور مع بلدان آسيا والقارة السمراء.
حضور إفريقي في قمة السبع
وقالت "ميلوني" إنها مُقتنعة - بالنظر إلى رئاستها لمجموعة السبع - بأن أوروبا يجب أن تكون أكثر حضورًا في إفريقيا وأكثر تعاونًا معها، كما دفعت لمزيد من التعاون مع الاتحاد الأوروبي من أجل إبرام اتفاقيات دولية لمكافحة الهجرة مع الدول الأفريقية عدة مرات.
وفي الأشهر الأخيرة تتعرض رئيسة الوزراء لضغوط عندما يتعلق الأمر بالهجرة، وارتفع عدد المهاجرين الذين يصلون إيطاليا بشكل حاد في عهد ميلوني.
أرقام صادمة
بحسب الأرقام الحالية من وزارة الداخلية الإيطالية، وصل 100938 شخصًا بالقوارب إلى إيطاليا، ومقارنة بنفس الفترة من عام 2022 كان هناك 48295 شخصًا، ومن بين تلك الأرقام سجلت الداخلية الإيطالية 10.290 مهاجرًا قاصرًا غير مصحوبين بذويهم، عبروا البحر الأبيض المتوسط في النصف الأول من العام الماضي، وتُعد غينيا وساحل العاج وتونس هي البلدان التي وصل منها معظم المهاجرين هذا العام، وغالبًا في قوارب غير صالحة للإبحار.
ومنذ تولي جورجيا ميلوني منصبها، قادت زعيمة حزب إخوة إيطاليا، حملة للحصول على مزيد من الدعم من الاتحاد الأوروبي ضد الهجرة غير الشرعية.
الاتفاق مع ألبانيا
أثارت ميلوني ضجة عندما توصلت إلى اتفاق مع ألبانيا من شأنه أن يُمكن إيطاليا من تنفيذ إجراءات اللجوء خارج الاتحاد الأوروبي للاجئين، وللمرة الأولى علقت محكمة ألبانية الاتفاق في البداية، لكن لا يزال من المتوقع أن تسعى ميلوني إلى الحصول على دعم لخطتها داخل مجموعة السبع.
وينص الاتفاق بين إيطاليا وألبانيا على إنشاء مراكز استقبال في ألبانيا للمهاجرين عبر البحر، الذين يحاولون الوصول إلى الشواطئ الإيطالية، ومن المتوقع أن تتم معالجة نحو 36 ألف طالب لجوء في ألبانيا.
وأعلنت رئيسة الحكومة الإيطالية، رغبتها في العمل برئاسة مجموعة السبع، لضمان إعادة تأكيد كل الدول الأعضاء مساعدتها لأوكرانيا، بالإضافة إلى وضع أمن الطاقة العالمي على طاولة المجموعة.
وقف الهجرة من شمال إفريقيا
ودعت "ميلوني" لوقف المهاجرين قبل مغادرتهم شمال إفريقيا إلى أوروبا، مؤكدة أن مجرد توزيع المهاجرين واللاجئين بين دول الاتحاد الأوروبي لا يحل المشكلة.
وقالت في حضور أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، بجزيرة لامبيدوزا الإيطالية في البحر المتوسط، إن الطريقة الوحيدة لمعالجة المشكلة بجدية هي وقف المغادرة غير القانونية.
وأضافت "ميلوني" أن مهمة الاتحاد الأوروبي بأكمله هي التعامل مع الوضع، ويجب على الجميع السعي لتحقيق نفس الهدف والعمل من أجل إيجاد حلول جادة ومستدامة، مُطالبة بنقل اتفاقية الهجرة الإيطالية التونسية بسرعة إلى الدول الأخرى.