وعدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، أكثر من مليون أسرة ذات دخل منخفض بدفعة حكومية إضافية لمرة واحدة بقيمة 100 يورو، في الوقت الذي تتهم فيه المعارضة رئيس الوزراء بالدعاية للانتخابات الأوروبية، بحسب موقع إن تي في، الألماني.
من يحصل على 100 يورو
وتتوقع روما مليون مستلم للدفعة الجديدة، بعد مرسوم أصدرته حكومة رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني اليمينية، في الأول من مايو، وتذهب الأموال إلى العائلات التي لديها طفل واحد على الأقل والذين لديهم دخل واحد أقل من 28000 يورو سنويًا، وتقدر الحكومة التكلفة الإجمالية للخدمة الخاصة بحوالي 100 مليون يورو، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.
دعاية للانتخابات الأوروبية
ويرى المنتقدون أن المكافأة لها صلة بالانتخابات الأوروبية في يونيو: "إذ ستكون ميلوني بعد ذلك المرشحة الأولى عن حزبها "إخوة إيطاليا".
وأعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية أنها تريد أن تتصدر القائمة الانتخابية لحزبها في الانتخابات الأوروبية، ومنذ توليها منصبها اتبعت مسارًا مؤيدًا لأوروبا إلى حد كبير، ومن خلال ترشيحها تستطيع ميلوني أن تمنح حزب "إخوة إيطاليا" دفعة إضافية في الانتخابات الأوروبية.
وتقدم حزب ميلوني مؤخرًا في استطلاعات الرأي وحصل على موافقة بنسبة 27% متقدمًا بفارق كبير على قوى المعارضة مثل الحزب الديمقراطي، الذي حصل على نحو 20%، ومن المتوقع أن يكون اسم "ميلوني" هو الاسم الأول لحزبها على أوراق الاقتراع في إيطاليا.
ثلاثة تريليونات يورو.. ديون إيطاليا
وتعد إيطاليا واحدة من أكثر الدول مديونية في أوروبا بمقدار ثلاثة تريليونات يورو، ووفقًا لأحدث الأرقام الصادرة عن مكتب الإحصاء الوطني، بلغت الديون الجديدة العام الماضي 7.4%، وهو أعلى من أي دولة أخرى في الاتحاد الأوروبي، وفي الأسبوع الماضي، رفض نواب من الائتلاف اليميني الموافقة على إصلاح قواعد الديون الأوروبية في برلمان روما.
الاتحاد الأوروبي.. وإجراءات العجز
تهدف مجموعة قواعد إصلاح الديون، إلى ضمان انضباط الميزانية في الولايات وبالتالي ضمان سلامة المالية العامة، وتعتبر هذه شرطًا أساسيًا مهمًا للاستقرار في الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو، إذا تم تجاوز الحدود العليا، فيمكن البدء فيما يسمى بإجراءات العجز، ويجب على الدولة بعد ذلك اتخاذ تدابير مضادة لخفض الديون والعجز.
واعتبارًا من ربيع هذا العام، من المفترض إعادة فتح إجراءات العجز بموجب القواعد الجديدة، وتتوقع حكومة ميلوني أن تفتح بروكسل إجراءات العجز المفرط ضد إيطاليا، والمتوقع أن يصل إلى 4.3 في المئة.
تعليق إعانة البطالة
منذ أن تولت جورجيا ميلوني، رئاسة وزراء إيطاليا، أكتوبر 2022، كأول امرأة تتقلد ذلك المنصب الرفيع، وعدت ميلوني المنتمية لليمين، بمراجعة قواعد الهجرة واللجوء، إلى جانب العديد من الملفات، كان آخرها تلعيق إعانات المواطنين، التي تُعرف بإعانة البطالة، الأمر الذي ينظر إليه من قبل المعارضة على أنه كارثة اجتماعية.
قررت الحكومة الإيطالية برئاسة جورجيا ميلوني، وحزبها "فراتيلي ديتاليا"، اشتراطات أكثر صرامة لتلقي ما يُسمى بإعانة البطالة، التي دخلت حيز التنفيذ في 1 أغسطس 2023، الأمر الذي قد يؤثر على نحو 169 ألف أسرة، من خلال تقليص المساعدات الاجتماعية، الذين تم إبلاغهم عن طريق رسائل نصية.
وبإلغاء "إعانة المواطن"، فإن ميلوني قد تكون نفذت أحد وعودها الانتخابية، بعد أن أقرت الحكومة الإيطالية قانون الميزانية لعام 2023، وخلال العام الحالي تدفع الحكومة للمواطنين القادرين على العمل "إعانة بطالة"، لمدة ثمانية أشهر، وبدءًا من عام 2024، لن يتلقوا أي أموال على الإطلاق إذا رفضوا عرض عمل تصفه الحكومة بأنه "معقول".
578 يورو شهريا
وسيحصل على الإعانات الاجتماعية الأسر التي يعيش فيها القُصر أو الأشخاص ذوو الإعاقة أو كبار السن، الذين تزيد أعمارهم على 65 عامًا، وفقًا للخبراء يمكن وقف الإعانات عن 80 ألف أسرة أخرى في أواخر الصيف.
وفي إيطاليا يتلقى 3.8 مليون شخص حاليًا "إعانة المواطن"، ويعد متوسط المبلغ 578 يورو شهريًا، التي وصفها الخبراء بأنها أنقذت آلاف الأشخاص في أثناء وباء كورونا.
نابولي.. الأكثر حصولا على الإعانة
يتأثر جنوب البلاد بشكل خاص بالإجراءات الجديدة، وتعد نابولي هي المدينة الأكثر حصولًا على الإعانات، ودعت النقابات والنشطاء إلى احتجاجات على التخفيضات المقرر تطبيقها.
وتعد حكومة ميلوني اليمينية شوكة في جانب "إعانة المواطنين"، التي تريد تقليل عدد المستفيدين بشكل كبير والإنفاق على الدعم، وزعمت الأحزاب اليمينية مرارًا وتكرارًا أن المساعدات لم توفر حافزًا لأولئك الذين لديهم القدرة على العمل.