الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"ميلوني" في تونس.. مساع إيطالية لإحكام السيطرة على ثغرة "المتوسط"

  • مشاركة :
post-title
رئيسة وزراء إيطاليا جؤرجيا ميلوني - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

لاتزال أزمة الهجرة غير الشرعية معضلة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ما دفعها للتوجه إلى تونس للقاء الرئيس التونسي قيس سعيد، مع وفد رفيع المستوى يضم أيضًا وزير الداخلية ماتيو بيانتيدوسي، الذي التقى بنظيره التونسي كمال الفقي.

ووقّعت رئيسة الوزراء الإيطالية اتفاقًا لدعم كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة في تونس، كما تم التوقيع على اتفاقية خط ائتمان للشركات التونسية الصغيرة والمتوسطة، وكذلك اتفاقية بين وزارة الجامعات والبحث الإيطالية ونظيرها التونسي، بحسب صحيفة "دي برس" الألمانية.

تجارة العبيد

وقالت جورجيا ميلوني إنه من المهم أن نواصل الكفاح معًا ضد تجارة العبيد في الألفية الثالثة، وضد منظمات المافيا التي تستغل الرغبات المشروعة لأولئك الذين يريدون حياة أفضل، كما أصبح التعاون مع تونس أولوية بالنسبة للاتحاد الأوروبي بفضل التزام إيطاليا.

وأكدت "ميلوني" أن الاتفاق بين إيطاليا وتونس للحد من الهجرة غير الشرعية، الذي تم التوصل إليه في سبتمبر الماضي، آخذ في النجاح، معربة عن ارتياحها للدور الذي تلعبه إيطاليا في العلاقات الجديدة بين أوروبا وجنوب البحر الأبيض المتوسط.

ووقّعت إيطاليا اتفاقًا في سبتمبر لاستقبال نحو 4000 عامل من تونس، كما تدعّم روما جهود تونس لوقف المهربين وخلق فرص عمل للشباب، موجهة الشكر للرئيس التونسي قيس سعيد على جهوده في مكافحة الاتجار بالبشر، قائلة إن التعاون في هذا المجال يحتاج إلى تعزيز، ونريد إشراك المنظمات الدولية، والعمل على العودة، وقبل كل شيء، على التدفقات القانونية للمهاجرين، بحسب الصحيفة. 

زيادة كبيرة

ولا تزال أعداد المهاجرين الذين وصلوا إلى إيطاليا تتضاعف عامًا بعد آخر، حتى وصلت لمستوى غير مسبوق بعبور 100 ألف مُهاجر البحر الأبيض المتوسط إلى روما، على الرغم من سياسة الحكومة الإيطالية المتشددة تجاه قضية الهجرة برئاسة جورجيا ميلوني، إلا أن أرقام المهاجرين الذين وصلوا إيطاليا هي الأكبر منذ عام 2017.

وقد يكون عبور المتوسط أمام آلاف المهاجرين قد يحقق أحلامهم، وللبعض الآخر قبورهم، بعد حوادث غرق كثيرة كان آخرها، حادث وقع قبالة الرأس الأخضر، إذ يُعتقد أن أكثر من 60 شخصًا لقوا مصرعهم.

أرقام صادمة

وبحسب الأرقام الحالية من وزارة الداخلية الإيطالية، وصل 100.938 شخصًا بالقوارب إلى إيطاليا عام 2023، ومقارنة بالفترة نفسها من عام 2022 كان هناك 48.295 شخصًا، ومن بين تلك الأرقام، سجلت الداخلية الإيطالية 10.290 مهاجرًا قاصرًا غير مصحوبين بذويهم، عبروا البحر الأبيض المتوسط ​​في النصف الأول من هذا العام، وتُعد غينيا وساحل العاج وتونس هي البلدان التي وصل منها معظم المهاجرين هذا العام، وغالبًا في قوارب غير صالحة للإبحار.

وفرضت الحكومة اليمينية برئاسة رئيس الوزراء جورجيا ميلوني، حالة الطوارئ على مستوى البلاد، وعلى المستوى الأوروبي، تعمل إيطاليا على إبرام اتفاقيات مع دول شمال إفريقيا لمنع قوارب المهاجرين باستمرار من المغادرة إلى أوروبا.

ولم يسلم الأطفال من كابوس الموت عبر البحر الأبيض المتوسط، ووفقًا للأمم المتحدة لقي ما يقرب من 300 طفل وشاب حتفهم في أثناء محاولتهم الهروب، خلال هذا العام.

إحكام السيطرة

وفي أغسطس الماضي استقبل الرئيس التونسي قيس سعيد، كلًا من جورجيا ميلوني رئيسة وزراء إيطاليا، ومارك روته رئيس الوزراء الهولندي، وأورسولا فون دير لاين رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي، من أجل صفحة بيضاء جديدة في ملف الهجرة غير الشرعية، يكون عنوانها إحكام السيطرة على منافذ العبور.

ووقّع الاتحاد الأوروبي وتونس مذكرة تفاهم لتقييد الهجرة عبر البحر الأبيض المتوسط، وسط وعود للحكومة التونسية بسيل من المساعدات المالية والتعاون الاقتصادي، تحت مسمى "إعلان نوايا تونس"، ولا يزال يتعين على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الموافقة على الاتفاقية.

100 مليون يورو و5 نقاط

أعلنت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي، توفير 100 مليون يورو لعمليات البحث والإنقاذ وإعادة المهاجرين إلى أوطانهم، ويُعد هذا المبلغ ثلاثة أضعاف المبلغ الذي دعمته بروكسل أخيرًا للدولة الواقعة في شمال إفريقيا بالمتوسط ​​كل عام.

ويُمكن أن يصل إجمالي المبلغ لـ900 مليون يورو، التي تحتاجها الدولة الواقعة في شمال إفريقيا، التي تضررت اقتصاديًا، بالإضافة إلى التعاون في النقاط الخمس: مجال التعليم، تعزيز الاقتصاد التونسي، الاستثمار في الطاقات المتجددة في تونس، التعاون الاقتصادي، والهجرة.

حماية سواحل جنوب إيطاليا

أما جورجيا ميلوني، رئيسة وزراء إيطاليا، فكانت أحد أهدافها ووعودها الانتخابية، تقليص عدد قوارب المهاجرين المقبلة من تونس، وإبعاد المهاجرين من شمال إفريقيا عن سواحل جنوب إيطاليا.

ومن المقرر عقد مؤتمر عن الهجرة، الأحد المقبل في روما، يُشارك فيه الرئيس التونسي قيس سعيد، وغيره من رؤساء الدول والحكومات في منطقة البحر الأبيض المتوسط.