الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

عام على حكومة "ميلوني".. رمز "اليمين الجديد" في أوروبا تعاني أزمات داخلية

  • مشاركة :
post-title
جورجيا ميلوني رئيس وزراء إيطاليا

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

بعد أن أصبحت جورجيا مليوني، أول امرأة تتولى رئاسة وزراء إيطاليا، منذ أن تقلدت منصبها في سبتمبر من العام الماضي، ما يعني مرور عام على فوزها بالانتخابات، وكانت المخاوف كبيرة في الخارج من احتمال تحرك الدولة -العضو المؤسس للاتحاد الأوروبي- إلى أقصى اليمين.

وبعد فوز حزب جورجيا ميلوني، "فراتيلي ديتاليا" بالانتخابات، تساءل قادة أوروبا عن كيفية التعامل مع ميلوني وتحديدًا في ملف الهجرة واللجوء، خلال ولايتها التي تستمر حتى عام 2027، في ظل توقعات البعض بأنها قد تصبح رمزًا لـ"اليمين الجديد" في أوروبا، وبقائها في منصبها لفترات أطول، بحسب "فوكس نيوز أونلاين".

وفي ائتلاف مع حزبين يمينيين آخرين، فإن "ميلوني" البالغة من العمر 46 عامًا، هو رقم واحد بلا منازع، وبعد 12 شهرًا، لا تزال نتائج الاستطلاع في صالحها، ولم يتسبب الشريك الآخر في الائتلاف -حزب الرابطة- الذي يتزعمه ماتيو سالفيني، وزير النقل، في أي مشكلات كبيرة حتى الآن.

ركود اقتصادي.. وخريف حار

ويرى البعض أن إيطاليا سيكون لديها خريف حار، ليس بسبب السياسة الخارجية، إذ تتبع ميلوني مسارًا عمليًا للغاية، واختفت النغمات الصاخبة التي استخدمتها خلال الحملة الانتخابية، عندما ألقت باللوم على الاتحاد الأوروبي في كل شيء سيئ تقريبًا.

ويرتبط هذا أيضًا بالحالة السيئة لمالية الدولة وتحتاج ميلوني بالتأكيد إلى ما يقرب من 200 مليار يورو، التي وعد بها العضو المؤسس للاتحاد الأوروبي للتعامل مع عواقب كورونا.

ويعاني الاقتصاد الإيطالي انكماشًا في الربع الثاني، بالإضافة إلى معدلات التضخم المرتفعة، كما لا يوجد حتى الآن حد أدنى للأجور، فيما تلقت "ميلوني" انتقادات، بعد إبلاغ 170 ألف مستفيد من "أموال المواطن" عبر رسالة هاتفية بإلغاء المساعدة الاجتماعية.

وقررت الحكومة الإيطالية، برئاسة جيورجيا ميلوني، وحزبها "فراتيلي ديتاليا"، اشتراطات أكثر صرامة لتلقي ما يُسمى بإعانة البطالة، التي دخلت حيز التنفيذ، أغسطس الماضي، الأمر الذي قد يؤثر على نحو 169 ألف أسرة، من خلال تقليص المساعدات الاجتماعية، الذين تم إبلاغهم عن طريق رسائل نصية.

وبإلغاء "إعانة المواطن"، فإن ميلوني تكون نفذت أحد وعودها الانتخابية، بعد أن أقرت الحكومة الإيطالية قانون الميزانية لعام 2023، وخلال العام الحالي تدفع الحكومة للمواطنين غير القادرين على العمل "إعانة بطالة"، لثمانية أشهر، وبدءًا من عام 2024 لن يتلقوا أي أموال على الإطلاق إذا رفضوا عرض عمل تصفه الحكومة بأنه "معقول".

وسيحصل على الإعانات الاجتماعية الأسر التي يعيش فيها القُصر أو الأشخاص ذوو الإعاقة أو كبار السن، الذين تزيد أعمارهم على 65 عامًا، وفقًا للخبراء يمكن وقف الإعانات عن 80 ألف أسرة أخرى في أواخر الصيف.

أزمة المهاجرين

ومنذ بداية يناير، عبر أكثر من 130 ألف مُهاجر البحر الأبيض المتوسط ​​إلى إيطاليا، وهو ضعف العدد الذي كان عليه قبل عام واحد.

وفي جزيرة لامبيدوزا الصغيرة كان هناك أكثر من 5 آلاف شخص في يوم واحد من سبتمبر، وهناك أيضًا نزاعات مع شركاء الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك ألمانيا.

وبحسب الأرقام الحالية من وزارة الداخلية الإيطالية، وصل 100938 شخصًا بالقوارب إلى إيطاليا، ومقارنة بنفس الفترة من عام 2022 كان هناك 48295 شخصًا، ومن بين تلك الأرقام، سجلت الداخلية الإيطالية 10.290 مُهاجرًا قاصرًا غير مصحوبين بذويهم، عبروا البحر الأبيض المتوسط ​​في النصف الأول من هذا العام، وتُعد غينيا وساحل العاج وتونس هي البلدان التي وصل منها معظم المهاجرين هذا العام، وغالبًا في قوارب غير صالحة للإبحار.

وفرضت الحكومة اليمينية، برئاسة جيورجيا ميلوني، رئيس الوزراء، حالة الطوارئ على مستوى البلاد في أبريل، وعلى المستوى الأوروبي، تعمل إيطاليا على إبرام اتفاقيات مع دول شمال إفريقيا، لمنع قوارب المهاجرين باستمرار من المغادرة إلى أوروبا.

ميلوني.. "العام الأسود"

وعنونت صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية، يوم الأحد "العام الأسود"، قائلة لقد فشلت ميلوني في جميع المجالات فيما يتعلق بسياسة الهجرة، واعترفت رئيسة الحكومة نفسها في برنامج تلفزيوني قائلة: "لم تكن النتائج كما كنا نأمل".

تم تمديد فترة الاحتجاز المحتملة للمهاجرين في انتظار الترحيل إلى الحد الأقصى الذي حدده الاتحاد الأوروبي وهو 18 شهرًا، وبالإضافة إلى ذلك، سيتم بناء المزيد من مراكز الترحيل.