الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

العلاقات الأمريكية الصينية بمفترق طرق.. بلينكن يصل بكين لسد الفجوات

  • مشاركة :
post-title
شي جين بينج وأنتوني بلينكن -أرشيفية

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

يتوجه وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن إلى الصين اليوم الأربعاء في زيارة تستمر 3 أيام لبكين وشنجهاي، من المقرر أن يعقد خلالها قمم استثنائية مع كبار المسؤولين.

مفترق طرق

من روسيا وأوكرانيا إلى إسرائيل وإيران والشرق الأوسط الأوسع، فضلًا عن قضايا المحيطين الهندي والهادئ والتجارة، تسير الولايات المتحدة والصين في سلسلة من المسارات التصادمية التي أثارت مخاوف بشأن الأمن العسكري والاستراتيجي وكذلك الاستقرار الاقتصادي الدولي.

وترى وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، إن مجرد حقيقة قيام بلينكن بالرحلة - بعد فترة وجيزة من محادثة بين رئيسي البلدين، وزيارة مماثلة للصين قامت بها وزيرة الخزانة جانيت يلين ومكالمة بين وزيري الدفاع الأمريكي والصيني - قد يراها البعض أمر مشجع، لكن العلاقات بين واشنطن وبكين متوترة والخلافات تتسع على نطاق أوسع.

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية إن بلينكن سيعرض مخاوفنا بوضوح وصراحة خلال المحادثات التي تبدأ اليوم الأربعاء.

الزعيمان الصيني والروسي
الحرب الروسية الأوكرانية

وتزايد قلق إدارة بايدن في الأشهر الأخيرة بشأن الدعم الصيني للقاعدة الصناعية الدفاعية الروسية، والتي يقول مسؤولون أمريكيون إنها تسمح لموسكو بالتغلب على العقوبات الغربية المفروضة عليها بعد عمليتها العسكرية في كييف وإعادة إمداد جيشها. ويقول المسؤولون، إن هذا سيكون موضوعًا أساسيًا للمحادثة خلال زيارة بلينكن، حسبما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.

وفي هذا الصدد، قال نائب وزير الخارجية الأمريكي كيرت كامبل، إن واشنطن قدرت خلال الأشهر القليلة الماضية أن موسكو "أعادت تشكيل جيشها بالكامل تقريبًا" بدعم من بكين.

وبدوره، قال جيف ماهون، النائب السابق لمدير قسم الصين في وزارة الخارجية الكندية لصحيفة "نيكي آسيا"، إن وقف دعم الصين لروسيا سيكون "على رأس أولويات" بلينكن. لكنه أكد أن هناك تضاربًا أساسيًا في المصالح بين الجانبين، حيث لا ترغب الصين في رؤية روسيا تتعرض لضربة أو هزيمة في أوكرانيا.

وعلى جهة أخرى، تقول الصين إن لها الحق في التجارة مع روسيا، بينما اتهمت أمريكا بتأجيج النيران من خلال تسليح وتمويل أوكرانيا.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية وانج وينبين، إنه أمر نفاق للغاية وغير مسؤول أن تقدم الولايات المتحدة مشروع قانون مساعدات واسع النطاق لأوكرانيا بينما توجه اتهامات لا أساس لها ضد التبادلات الاقتصادية والتجارية الطبيعية بين الصين وروسيا.

صراعات الشرق الأوسط بين إسرائيل وإيران
التوترات في الشرق الأوسط

وفي ظل التوترات الأخيرة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط. ناشد المسؤولون الأمريكيون، الصين لاستخدام أي نفوذ قد يكون لديها لدى إيران لمنع نشوب حرب إقليمية بين إيران وحلفائها من ناحية وإسرائيل من ناحية أخرى.

وبينما تبدو الصين متقبلة بشكل عام لمثل هذه الدعوات - خاصة لأنها تعتمد بشكل كبير على واردات النفط من إيران ودول الشرق الأوسط الأخرى - إلا أن التوترات تزايدت بشكل مطرد منذ بداية حرب غزة في 7 أكتوبر والهجمات المباشرة والهجمات المضادة الأخيرة بين إسرائيل وإيران، حسبما ذكرت "أسوشيتد برس".

وحث بلينكن الصين على اتخاذ موقف أكثر نشاطًا في الضغط على إيران حتى لا تصعد التوترات في الشرق الأوسط. وقد تحدث مع نظيره الصيني وانج يي عدة مرات خلال الأشهر الستة الماضية وحث الصين على مطالبة إيران بكبح جماح الجماعات التي تدعمها في المنطقة، بما في ذلك حماس وحزب الله اللبناني والحوثيين اليمنيين وميليشياتها في العراق وسوريا.

وفي هذا السياق، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية إن بلينكن سيؤكد اهتمام الولايات المتحدة بالصين باستخدام "أي قنوات أو نفوذ لديها لمحاولة إيصال الحاجة إلى ضبط النفس إلى جميع الأطراف، بما في ذلك إيران".

بحر الصين الجنوبي
تايوان وبحر الصين الجنوبي

وفي منطقة المحيط الهادئ، اشتعلت التوترات بين بكين وواشنطن بصورة كبيرة. فالصين من ناحية، تحاول الحفاظ على مصالحها الخاصة في بحر الصين الجنوبي، فضلًا عن محاولاتها لاستعادة تايوان من جديد. ومن ناحية أخرى تعمل أمريكا على دعم الفلبين وتايوان بالأسلحة لمواجهة ما تدعى أنه عدوان صيني عليهما.

وفي هذا الصدد، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية، إن بلينكن "سيؤكد، في السر والعلن، مصلحة أمريكا الثابتة في الحفاظ على السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي.

سبق وأعربت الولايات المتحدة عن اعتراضاتها على ما تقول إنها محاولات صينية لإحباط الأنشطة البحرية المشروعة التي يقوم بها آخرون في البحر، وخاصة الفلبين وفيتنام. وكان هذا موضوعًا رئيسيًا مثيرًا للقلق هذا الشهر عندما عقد بايدن قمة ثلاثية مع رئيس وزراء اليابان ورئيس الفلبين.

وبدورها، اتهمت الصين الولايات المتحدة بـ"إذكاء المواجهة العسكرية" بنشرها أخيرًا قاذفة صواريخ قوية قادرة على إطلاق أسلحة يصل مداها إلى 1600 كيلومتر خلال تدريبات في الفلبين، حسبما ذكرت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية.

وذكرت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" نقلًا عن وزارة الخارجية قولها: "وجودها في المنطقة يزيد من مخاطر سوء التقدير".