شهدت فعاليات اليوم الثالث للنسخة الثالثة عشر من مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، ندوة بعنوان "السينما والتأثير في المجتمع"، بحضور المخرجين المصريين هاني لاشين، هالة خليل، خالد الحجر، وأدار النقاش المخرجة عزة الحسيني مدير المهرجان، التي قالت إن السينما لها تأثير في المجتمع، وهناك نظريتان إحداهما أن الفن رفاهية وليس له تأثير، والأخرى ترى أن الفن له ضرورة ومؤثر في الوجدان، مؤكدة أهمية الفنون، حيث قالت: "الإنسان البدائي اتجه إلى الفن ليعبر عن نفسه، بل وجميع الحضارات بنيت عن طريق الفنون، وأن الكتابة هي أكثر فعل يشعر فيه الإنسان بالحرية، واصفة إياها بالملاذ لأي مبدع".
وأضافت مدير مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية أن صنّاع الفن لا يرغبون في وجود الرقابة لأنها تحجر على إبداع الفنان، موضحة أنه في النهاية مهما كان الفنان حرًا فإن هناك العديد من الأشياء التي تقيده، والمجتمع بمضامينه أحيانًا يكون فيه رجعية، ولكن المخرج يجب أن يترك تأثيرًا ويقدم رسالته الإبداعية بحرية.
رحلة بحث عن الهوية
من جانبها قالت المخرجة هالة خليل: "أول فيلم بالنسبة لي هو "أحلى الأوقات" وكنت أتخيل فكرة الفيلم مع السيناريست وسام سليمان، التي شاركتني الكتابة بسبب تجربتي الشخصية في نقلي من مكان إلى آخر ورحلة بحثي عن الهوية، وكنت في حالة عدم ثقة في نجاح الفيلم لأنها التجربة الأولى، وبعد ذلك شارك في مهرجانات عديدة، وكنت أخشى من رد فعل الجمهور".
وكشفت هالة خليل: "كنت أكره هذا الفيلم جدًا وما زلت أكرهه لأنني كان لدي عدم ثقة في الفيلم ولا أعلم لماذا تعلق به الجمهور، وربما يكون سبب نجاحه الفطرة والعفوية الشديدة، وربما يكون ذلك ما تسبب في خوفي لأنني حينما قدمته لم أكن أعلم هل هو عمل جيد أم سيئ".
وأضافت: "المخرج أو صانع السينما لا بد ألا يكون منشغلًا بالأثر، ولكن عليه الانشغال بما يفعله، وهناك فرق بين التأثير والتحريض، وأرى أن السينما لا تحرّض ولكنها فعلا ذات تأثير، فمثلًا فيلم "نوارة" قوبل في بداية إنتاجه بمشكلات عدة ونفذ في ثلاث سنوات، ولأنني أحب أن أكتب أعمالي بنفسي كان لدي إيمان بأنني سأنجح".
وتابعت: "أعتبر فيلم "نوارة" هو الجزء الأول، ومازال هناك جزءان آخران، وأنا دائما أحب أن أعبّر عن صوتي وصوت الشارع، وكذلك فيلمي "قص ولزق" جاءت فكرته من تجربتي في الحياة العادية لأنني كان حلمي الرحيل والهجرة أثناء دراستي الجامعية، ولذلك لم أفكر في أي تأثير يتركه العمل الذي أشارك في صناعته، لأن بداخلي شيئًا يريد أن يخرج للناس والمهم أن يخرج فقط".
تغيير الوجدان والمعتقدات بشكل سلمي
بينما قال المخرج هاني لاشين: "تعاونت مع النجم عمر الشريف في فيلمي "أيوب" و"الأراجوز"، وخلال هذه الأفلام استطاع أن يعبر ويقول إن أي أمة من الأمم تستطيع أن تعبر وتصرخ حتى لو في سياق ساخر، بل وتتواصل عن طريق التعبير".
أضاف: "كل الفنون هدفها التواصل مع الناس وكلها تعمل على التأثير في الوجدان، بل أرى أن الفن يستطيع تغيير الوجدان والمعتقدات بشكل سلمي، وطيلة حياتي كنت أشاهد أعمالًا تغير في نظرتي للأشياء".
وأوضح: "قيمة الحب كبرت بداخلنا بسبب تأثرنا بالفنون، والبطل الدرامي شكله تغير حاليًا عنه قديمًا، وهذا بسبب تأثير الفنون والجمهور يحب تقليد النجوم".
وأشار "لاشين" إلى أن "أيوب" كان أول فيلم يخرجه في حياته، وأتفق مع كلام المخرجة هالة خليل، بأننا نقوم بعمل الفيلم ولا نفكر في النتيجة وردود الفعل، بل كانت فكرة الفيلم تناقش الفساد، وكنا نشير إلى الفساد من خلال بطل العمل الفني، وهو نفسه فاسد ويحاول أن يتطهر من الفساد.
وتابع: "استعنت بالأستاذ الراحل محسن زايد ووضعت لنفسي مفتاحًا لهذا الفيلم حتى أستطيع العمل عليه من جنون الحركة، إلى جنون السكون، وبدا أن البطل يقابل نفسه في النهاية، وهذا هو الهدف أنه لا بد للإنسان أن يواجه نفسه، وهذا التأثير لو جاء للناس لتحاول أن تغير من نفسها للأفضل فهذا يعتبر تأثيرًا للفن".
خليط بين الثقافتين المصرية والإنجليزية
فيما قال المخرج خالد الحجر: "من الافلام المقربة إلى قلبي فيلم "حب البنات"، الذي أخرجته لأنه غير موجه ويخاطب جميع الفئات، وأرى أن الممثل هو رد فعل الشارع، والجمهور لا يقوم بتقليد النجم تقليد أعمى، لكن ما يقع هو ترديد لما يحدث للشارع".
وأوضح: "تجربتي في إنجلترا كانت رصدا للواقع وخليط بين الثقافتين المصرية والإنجليزية، وهذا أمر جيد، وأتمنى استمرارية وتكثيف تبادل الثقافات الفنية بين الدول، فأنا تعلمت خارج مصر السيناريو والإخراج".