الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

المنتج جابي خوري: تركت الهندسة من أجل يوسف شاهين وأصبحت تائها بعده

  • مشاركة :
post-title
ماستر كلاس المنتج جابي خوري

القاهرة الإخبارية - فنون وثقافة

شهدت فعاليات اليوم الثالث من النسخة الثالثة عشر لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية "ماستر كلاس" للمنتج المصري جابي خوري، أدارها المنتج والمخرج شريف مندور، وبحضور السيناريست سيد فؤاد رئيس ومؤسس المهرجان، الذي أكد أن رحلة جابي خوري ممتدة لأكثر من 30 عامًا، فهو صاحب تجربة ومسيرة كبيرة، والحديث عن تلك التجربة يعد أمرًا مهمًا للشباب الذين يبدأون مشوارهم سواء في الإنتاج أو الإخراج، ومن المؤكد أنهم يحتاجون للاستماع لمثل تلك الخبرات حتى يستفيدون منها.

بينما رحّب شريف مندور بالمنتج جابي خوري وقال إن بداية عمل جابي خوري في شركة أفلام مصر العالمية جاء بحكم كونه أحد أقارب المخرج العالمي الراحل يوسف شاهين مؤسس الشركة، لكنه استطاع أن يوسّع نشاطه الإنتاجي للشركة ليصل إلى أسواق عالمية لم يكن يصل إليها الإنتاج السينمائي المصري.

بينما أكد المنتج جابي خوري أن دخوله المجال السينمائي لم يكن مخططًا له منذ البداية، حيث قال: "والدي كان من أكبر المنتجين والموزعين في مصر، حيث أسس شركة تحمل اسم "الشرق" في بداية حياته".

وتابع: "درست هندسة كهرباء وعملت في الكويت والجزائر واليابان، وجلست في مكتب أفلام مصر العالمية لتجهيز مكتب هندسة، وطلب يوسف شاهين أن يتحدث معي وطلب مني أن أعمل معه، ولكنني اعترضت لأني لا أفهم في المجال، لكنه أصر وأقنعني".

وأضاف خوري: "سألني يوسف شاهين "هتاخد كام"، وبحكم قربي منهم أعرف أن الماديات معهم ليست كبيرة، وكان يعاني من دفع المرتبات، وطلبت منه 2000 جنيه في فترة كنت أقبض فيها 35 ألف جنيه في الكويت، ولكنه رفض وقالي 2000 كتير، وبعدها طلب مني أن أحضر أعمالًا وأحصل على جزء من المال الخاص بها".

وأوضح جابي خوري: "يوسف شاهين يفهم في مجاله بشكل رائع، ولا يترك تفصيلة إلا ويعرفها جيدًا، وكنت محظوظًا بالجلوس معه يوميًا والتعرف على عالمه من قرب، ولا أخفي أنني استفدت منه كثيرًا، وأعتبر أن الإنتاج معه كانت تجربة خاصة جدًا بالنسبة لي".

وأكمل: "كنت أبحث عن الطرق التي يمكنني أن أجلب منها المال من أجل أن يقدم هو ما يريد تقديمه، ولم أكن أدرك الكثير من الحمول التي يحملها على عاتقه، لكن بعد وفاته أدركت كم كان يتحمل، ومن بعده وجدت نفسي تائهًا".

واستطرد خوري قائلًا: "شعرت أن هناك أمورا كثيرة لا أعرفها بعد رحيله، وخصوصا اتخاذ القرارات بدونه، جلست وتعلمت لأتمكن من إدارة الشركة والتعرف على السوق المتغيرة بشكل أكبر، وحينما كنا نعمل على فيلم وهو موجود كان يحب أن يوجد الممثلون معه وأن يتفرغوا من أجل صناعة فيلمه، لكن هذه ليست الطريقة التي نعمل بها حاليًا بحكم ارتباط النجوم بعدة أعمال في وقت واحد".

وعن التوزيع السينمائي والدور الذي تلعبه الشركة في هذا الشأن، قال جابي خوري: "نسير في خطين متوازيين، هما إنتاج فيلم جيد وتوزيعه بطريقة صحيحة، لانهما مساران مكملان للمنتج، ووجودهما ضروري، وفي الحقيقة كنت أريد أن أزيد خبراتي في مجال التوزيع من أجل تأسيس شركة تعمل خارج مصر لتوزيع الفيلم المصري، وأعتقد أننا نجحنا، وأصبحنا نعرف اليوم قيمة الفيلم المصري بالخارج".

وأوضح: "أول فيلم قمنا بتوزيعه كان "وقفة رجالة" والطريف أن الأمر جاء بالمصادفة حيث عُرض علينا كمنتجين في البداية توزيعه خارجيًا مقابل 950 ألف دولار، لكن الموزع رفض العقد بيننا، فقررنا توزيعه بأنفسنا وحققنا وقتها 4.5 مليون دولار، وهو أضعاف ما عُرض علينا في بداية الأمر".

وأضاف المنتج جابي خوري: "هناك أفلام حققت نجاحات كبيرة في الخارج، وهو ما زاد من حجم الاهتمام بالتوزيع"، وشدد: "التوزيع أصبح من العناصر الأساسية في صناعة السينما، ويجب أن يُقدم بحرفية لأنه يعطي خبرات أيضًا في فهم طبيعة الذائقة في كل بلد، وهو ما يمكننا من توزيع أفلام تتناسب مع الدول التي نوزع بها، والفيلم قديمًا كان يباع بأسعار أقل كثيرًا من قيمته".

وأكد خوري: "من الضروري حساب إيرادات الأفلام بحسب عدد الأشخاص الذين دخلوا الفيلم وليس بحجم الأموال التي حققها، لأن هذه الحسبة ناجحة وعادلة، منوهًا إلى أن نوعية الفيلم المقدم مهمة في عملية توزيعه خارجيًا، وذلك يتوقف وفقًا لنوع القضية التي يناقشها".

وتحدث جابي خوري كذلك عن ترميم شركة مصر العالمية لأغلب أفلامها، قائلًا: "الأمر بدأ بالتزامنا الأدبي تجاه يوسف شاهين، ومن حقه علينا أن يظل تراثه موجودًا، ويراه الناس بشكل جيد، ومن هنا بدأت الفكرة وقمت بترميم أعماله وترجمتها، كذلك كان هناك الأرشيف الورقي من سيناريوهات الأفلام موجودة".