أكد المنتج المصري جابي خوري، أنه بدأ الاستثمار في دور العرض السينمائي، ويشترك معها سواءً في الإدارة أو الاقتناء، بسبب اختلاف الصناعة حاليًا عن الماضي، وأيضًا اهتمامات الجيل الجديد، مؤكدًا أن "المقارنة بزمن الأستاذ يوسف شاهين ظالمة".
وقال "خوري"، خلال ندوة تكريمه ضمن فعاليات مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية في دورته الـ13، بحضور السيناريست سيد فؤاد، رئيس المهرجان، وإدارة المخرج شريف مندور: "نحن أهملنا الإنتاج بعد يوسف شاهين، كما أن اختيارات الجمهور تغيرت، وحاليًا توجهت أكثر إلى مشاركة منتجين آخرين، وكنا نتدخل في السيناريو بما يتناسب مع الناحية التجارية، وحاليًا أنتجنا فيلمي (مقسوم) و(أبو شنب) وأصبحنا أيضًا نُغيّر في النظرة الإنتاجية لمواكبة ذوق الجمهور".
أضاف: "بعض صناع السينما حاليًا أصبحوا يعملون على المدى البعيد، وأصبحنا نعاني في جمع الممثلين في وقت واحد"، مطالبًا بضرورة تغيير طريقة العمل في الساحة الإنتاجية حاليًا، إذ إن الممثل لا يقبل أي فيلم حاليًا إلا بعد أن يعلم من هو المخرج.
وأشار "خوري" إلى أن أول فيلم قام بتوزيعه كان (وقفة رجالة)، وهو الذي قدم للناس بطريقة "لايت"، وهو ما جعله يحقق إيرادات كبيرة في السوق المحلي والعربي، مشددًا على أن السوق أصبح لديه معايير معينة في النجاح سواءً محليًا أو خارجيًا.
ولفت إلى فيلم "الحريفة" الذي يحقق أرقاما كبيرة في إيرادات شباك التذاكر في مصر، لم يحقق إيرادات بالخارج لأن فكرته مصرية تمامًا، مؤكدا أن الأفلام التي تحقق إيرادات خارج مصر هي الاجتماعية مثل "من أجل زيكو"، بينما مثلا (كيرة والجن) لم يحقق إيرادات كبيرة قياسًا بمصر، لأنه أيضًا يتحدث عن جزء تاريخي مصري.
واستطرد: "السينما الأمريكية الآن أصبحت تعمل على جذب النجوم الأجانب من كل العالم، ليشاركوا في الأعمال الفنية هناك نظرًا لاهتمامهم أيضًا بالخارج". موضحًا أن "هناك حالة من الانتقائية حاليًا في اختيار الأعمال في سوق الصناعة في الخارج".
وأوضح "خوري" أنه من الأفضل مواكبة التطور التكنولوجي خاصة مع انتشار المنصات وظاهرة تسريب الأفلام، قائلا: "أنا لو فشلت خارج مصر ليس بالضرورة أن أفشل داخل مصر، لكن متطلبات السوق أصبحت تختلف، ولابد أن نتأقلم مع متطلبات السوق حاليًا".
ولفت إلى أن هناك أجزاءً كبيرة من الوطن العربي أصبحت تهتم بالصناعة الغربية، كما أن هناك منصات رقمية عديدة تتيح المشاهدة دون الخروج إلى السينما، ولابد أن نضع في اعتبارنا جميع هذه المتغيرات.
فيما قال المخرج شريف مندور، إن قوة الفيلم المصري قديمًا كانت في حجم الإيرادات في الداخل، بينما الآن أصبحنا نقيس نجاح الفيلم المصري بإيراداته بالخارج، مشيًرا إلى أنه لا يعلم ما هي معايير النجاح حاليًا، وهل ستتوقف الصناعة المصرية لأن تكلفة الفيلم المصري أصبحت تقاس بمعايير البيع خارج مصر، وما هو الحل لنخرج من هذه الدائرة؟