منذ تعيينه وزيرًا للداخلية قبل أكثر من 4 سنوات، يعتبر جيرالد دارمانان، أطول من شغل هذا المنصب الرفيع في فرنسا منذ عقود. والآن وبالتزامن مع اقتراب موعد دورة الألعاب الأولمبية 2024 التي تعتبر مسؤوليته الرئيسية، تحدث دارمانان علنًا عن احتمال مغادرته الحكومة بعد انتهاء فعالياتها.
خطط وزير الداخلية للرحيل
أعلن وزير الداخلية الفرنسي في حكومة جابرييل أتال، جيرالد دارمانان، أخيرًا أنه ينوي ترك منصبه بعد انتهاء مهمة بلاده في تنظيم دورة الألعاب الأولمبية المقبلة، المقرر انعقادها ما بين يوليو وسبتمبر المقبلين في مدينة باريس، بحسب صحيفة "ليزيكو" الفرنسية.
في وقت سابق قال دارمانان في تصريح لصحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، إن "مهمته هي نجاح الألعاب الأولمبية، وبعدها سينتهي دوره في وزارة الداخلية"، مؤكدًا أنه سيكمل أكثر من أربع سنوات في هذا المنصب، بعد أن بدأ عمله في الحكومة الفرنسية منذ عام 2017.
وتعتبر وزارة الداخلية الفرنسية واحدة من أكثر المناصب إجهادًا، حيث يقضي معظم وزرائها فترات قصيرة نسبيًا فيها. وتشير مصادر سياسية إلى أن دارمانان كان يطمح لرئاسة الوزراء من قبل، لكن تم تعيين "أتال" في هذا المنصب أخيرًا، بحسب "ليزيكو".
أطول فترة وزير داخلية
وتشير الصحيفة الفرنسية إلى أن جيرالد دارمانان سيكون قد قضى بحلول موعد انتهاء دورة الألعاب الأولمبية أكثر من أربع سنوات وزيرًا للداخلية، وهي أطول فترة تولى فيها أي وزير لحقيبة الوزارة منذ ريمون مارسيلان، الذي بقي في هذا المنصب بين عامي 1968 و1974 تحت رئاسة شارل ديجول وجورج بومبيدو. وبذلك يكون دارمانان قد قضى ما يقرب من سبع سنوات ونصف السنة في مناصب وزارية مختلفة في حكومات إيمانويل ماكرون، حيث بدأ وزيرًا للمالية العامة بين عامي 2017 و2020.
تعزيز الاستقلالية السياسية
يرى محللون، بحسب ما نقلت الصحيفة الفرنسية، أن تصريحات وزير الداخلية جيرالد دارمانان حول مغادرته الحكومة، تعبر عن رغبته في تعزيز استقلاليته السياسية وعدم الخضوع لسلطة رئيس الوزراء الجديد.
وتُشير الخبيرة السياسية، كلوي موران، إلى أن "دارمانان لم يتماش مع تعيين أتال في رئاسة الوزراء، لذا فهو يريد التأكيد على ملكيته لقراراته وعدم ترك مصيره بيد رئيس وزراء قد يتنافس معه".
ولفتت موران إلى أن دارمانان اعتاد على إظهار استقلاليته من قبل، مثل عقده اجتماعات مع المسؤولين المحليين بعيدًا عن إشراف رئيس الوزراء.
من جانبه يرى دارمانان أن الحكومة الجديدة بقيادة أتال مهمتها الأساسية، هي قيادة حملة الائتلاف للفوز بالانتخابات الأوروبية، وبعدها ستجري تغييرات واسعة في الحكومة.
وبالفعل، فإنه بالإضافة إلى دارمانان، تحدث عدد من وزراء الحكومة السابقة عن احتمال مغادرتهم مناصبهم أيضًا بعد الانتخابات الأوروبية، ما يؤكد أن الحكومة الجديدة تشكلت لدعم الحملة الانتخابية بشكل أساسي.
انتخابات 2027
وفقًا لتصريحات لوزير الداخلية لصحيفة لوفيجارو الفرنسية، في شهر أغسطس الماضي، أكد دارمانان أنه يهتم الآن بما سيحدث في انتخابات 2027 وليس بما مضى في 2017 و2022.
كما حذر دارمانان من أنه إذا تم ترشيح مرشح غير مناسب فسوف تنتخب مارين لوبان، من حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف رئيسة للجمهورية.